ذات العادات الغريبة. وتعتمد هذه العادات كلها على طول الشَّعر الأسود. إنها قبيلة "ياو" الصينية. وهنا الكلمة للأطول شَعرًا! فالشَّعر هو أغلى ما تمتلكه المرأة والأسرة.
وتضم قبيلة "ياو" نحو 82 أسرة (إحصاء 2010)، وأُخذ اسمها نسبة للملابس الحمراء التقليدية التي يرتديها سكانها.
والشيء الغريب والأكثر سحرًا وجاذبية في القرية هو هوس القبيلة بالشَّعر الطويل، وافتخار الأسرة بأن نساءها الأطول شَعرًا، حتى أن القبيلة حصلت على شهادة غينيس للقرية الأطول شَعرًا في العالم.
ويصل متوسط طول شَعر النساء إلى 1.7 متر، ويتجاوز أطوله الـ2.1 متر. وتأتي المرأة الأطول شَعرًا لتحكم وتتحكم في كل شيء. ولم يكن مسموحًا لغير الأزواج والأبناء برؤية شَعر المرأة وهو مسدول.
وفي موسمَي الصيف والخريف تتجه النساء إلى النهر لغسل شعورهن، ومن ثم تغطينه بوشاح أزرق لحجبه عن الأنظار. ولا يُسمح للرجل بالتمتع برؤية شَعر المرأة التي سيتزوجها إلا يوم الزفاف.
وأصبحت النساء اليوم يفخرن بإظهار شعورهن السوداء الناصعة، وبمشطه في الأماكن العامة دون الخوف من العقوبات التي كانت تُفرض عليهن في الماضي. وتعد ذات الشَّعر الأطول الأوفر حظًّا، ويظل الرجل يسمع ويطيع ويراقب طلبات امرأته أو ابنته ذات الشَّعر الأطول.
ووفقًا لموقع "توب تشاينا ترافل"، يُسمح لنساء "ياو" بقص شعورهن مرة واحدة فقط في حياتهن، وذلك عند بلوغهن سن الـ 16 عامًا. ويمكن للمرأة في هذه السن أيضًا البدء في البحث عن شريك حياتها.
أما الجزء المقصوص من شعرها فيقدَّم لجدة الفتاة التي ستحافظ عليه لتهديه مرة أخرى للفتاة في يوم زفافها؛ ليصبح لاحقًا جزءًا من تسريحة شعرها اليومية.
وهناك علامات؛ فإذا كان الشَّعر ملفوفًا حول رأس المرأة فذلك يعني أنها متزوجة، وليس لديها أطفال، وإذا كان ملفوفًا بطريقة دائرية على جبهتها فذلك يعني أنها متزوجة ولديها أطفال، وإذا كانت ترتدي وشاحًا حول رأسها فهذا يعني أنها تبحث عن شريك لحياتها.
وبغض النظر عن نوع التسريحة، تملك جميع النساء شَعرًا داكنًا صحيًّا وجميلاً. ويقال إن سر جماله هو غسله دائمًا بماء الأرز.
ومن معتقدات قبيلة "ياو" أن الشَّعر الطويل يطيل العمر، ويجلب الحظ والثروة. والغريب أيضًا أن الشَّعر في القبيلة يتميز بقوة، وعدم تحوُّله إلى الشيب إلا نادرًا للغاية.
والمرأة ذات الشَّعر الأطول هي من يُترك لها المجال في التحكم المنزلي، والزراعة، والبيع والشراء.. ولا يكره الرجل ذلك، بل يفتخر، ويكون مسرورًا، ويهنئه رجال القبيلة بذلك.