ــ "ألا قاتل الله الجهل، الجهل الّذي يلبسه أصحابه ثوب العلم،
فإن هذا النوع من العلم أخطر على المجتمع من جهل العوام لأن جهل العوام بيّن" ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مالك بن بني.
ـ يرى مالك بني أنّ للثَّقَافَةِ تعريفًا خاصًا، بعيدٌ عن التعريفات المتداولة
في سَاحةِ العلمِ والمعرفةِ.
ويُفرقُ مالك بين الثَّقَافَةِ والعِلْمِ والمَعْرف...ةِ بمدلولٍ خاصٍ لكلّ منها،
كما حاول مالك في تعريفه للثَّقَافَةِ أنْ يخرُجَ مِن التعريفات الأكاديميّة الجافة
الّتي لا تقدم للقارئِ إِدراك المعنى الحَيّ والحقيقيّ لها،
ومنذ القدم اِشتهر تعريفها عِنْد العامة:
ـ 🔴 أنّ الّذي يقرأ الكُتب يُسمى مثقفًا❗
ـ 🔴 والّذي يحفظ كثيرًا يُلقبُ بالمُثقَف❗
ـ 🔴 وحتى بعض المعاجم اللِّسانيَّة عرّفت المثقف بالإنْسَان المُتَعلم...❗
ـ بَيْنَما مالك بن بني يُلفت اِنتباهنا إلى أنّ الثَقَافةَ ليست علمًا ولا معرفةً
بل هي سلوك الإنسَان وتأثيره في المجتمَعِ،
حيث يكتسب فيه عادات وأعرافًا وعلومًا ومعارف وأخلاقًا...
والمُحيط يَصنَعُ شَخصيّة "ثّقَافةِ" الفرد.
مِن أجل تَغْيِيرالإِنسْان يَنْبَغي تَغْيير وَسَطه الثَّقافيّ بإنشاء محيط جديد
وإحداث ثورة في مجال ثقافته المحدودة الضيقة مِن شأنها تغيير المحيط اللافعال:
الّذي يخضع لَهُ الإنْسَان في إطاره التَقْليديّ الحالي،
وهنا لابد مِن الإشارة لأمر خطير على مستقبلنا،
ومُهمّ لفهم واقعنا ومنعرج قَوِيّ وحاسم في التغيير ألا وهو إصلاح منظومة التعليم بإخراجها مِن قوقعة أسلوب حفظ المعلومات
وتخزينها في الذاكرة إلى يوم الإمتحان،
لتذوب فيما بعد بين طيات النسيان للأبد
والانْتِقال إلى أسلوب يُنشط ملكة الابداع وتنظيم معيار الذكاء
في منظومة تتماشى وحركة الفكر، ساعتها تنفجر طاقة الطالب العلميّة
في الاستنتاج والاختراع والابتكار لكل ماتعلمه نظريًا.
ــ معادلة بيولوجية فطرية ثابتة بين كل البشر لا تتغير ولا تتأثر عبر الزمن،
ومعادلة ثانية هي هِبةُ المجتمع للأفراد "ثقافة الإنسان" تتأثر وتؤثر في محيطه.
ـ 👈 أَنْتَ مَن يُحَدِد قيمة نفسك، فلا تصغر مِن شأنك حين ترى فَخَامة الأخرين،
فلو كانت القِيمَة تقاس بالأوزانِ لكانت الصخور أغلى من الألماسِ❗
ـ✍ نورالدين بن عبيدي.