اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع والذي يسمى أحياناً بالاعتلال الاجتماعي،
هو عبارة عن حالة عقلية لا يبدي فيها الشخص
اكتراث لأي شيء مثل الصواب، والخطأ، ويتجاهل حقوق الآخرين ومشاعرهم.
وعادة ما يميل المصابون بهذه الحالة إلى التعامل بعدائية،
أو التلاعب بالآخرين، أو إلى معاملة الآخرين بقسوة دون أن يشعر
و بالذنب أو الندم تجاه ما يقومون به
وعادة ما يقوم المصابون باضطراب الشخصية المعادية
للمجتمع بانتهاك القانون، أو قد يتحولوا إلى مجموعة من المجرمين،
وربما يتصرف هؤلاء بنوع من العنف، كما أنهم قد يقومون بالكذب،
أو قد يتصرفون بتهور، بالإضافة إلى أنهم قد يعانون
من إدمان العقاقير الغير قانونية أو الكحول. وبسبب هذه السمات الشخصية،
لا يستطيع المصابون باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ا
لقيام بواجباتهم تجاه العائلة، أو العمل، أو المدرسة.
وعلى الرغم من أن اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
يُعتبر من الأمراض التي تستمر مدى الحياة،
لكن بالنسبة لبعض الأشخاص قد تقل بعض الأعراض بمرور الوقت
مثل تدمير الأشياء أو التصرفات الإجرامية،
ولكن سبب تناقص هذه الأعراض غير واضح،
ولا يعرف أحد إن كان الأمر نتيجة للتقدم بالسن أو نتيجة لزيادة الوعي
تجاه عواقب هذه التصرفات المعادية للمجتمع.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يبحث المصابون بمرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
عن المساعدة نتيجة إلحاح المقربين منهم،
لذا في حالة كنت تشك في إصابة أحد أفراد عائلتك أو أحد أصدقائك بالمرض،
فربما تقترح عليه البحث عن طبيب ولكن بطريقة ودودة.
الشخصية عبارة عن مجموعة من الأفكار والمشاعر والتصرفات
التي تميز كل شخص وتجعل منه شخصاً مميزاً،
وهذه هي الطريقة التي يرى ويفهم بها الأشخاص،
ويرتبطون بها بالعالم الخارجي، كما أنها تُعبر عن الطريقة التي يرى
بها الأشخاص أنفسهم.
وتكون الشخصية خلال الطفولة، كما أنها تتخذ شكلها
من خلال التفاعل مع العوامل الموروثة، والظروف البيئية.
ولا يوجد سبب محدد لمرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
ولكن: قد تلعب الجينات والمواقف الحياتية دوراً في الإصابة بالمرض
وتطويره. التغير في وظائف المخ والتي قد تنتج نتيجة تطور المخ.
لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع،
وذلك لأن هذا المرض يُعتقد أن له جذور من الطفولة،
وقد يلاحظ الوالدين أو المدرسين، أو الأشخاص المحيطين بالشخص
العلامات التحذيرية للمرض.
ويمكن أن يساعد التعرف على الأطفال المعرضين للإصابة بالمرض
مثل الأطفال الذين يظهرون نوعاً من أنواع الاضطرابات
أثناء الطفولة في حمايتهم من الإصابة بالمرض.
ويمكن أن تساعد الطرق المبكرة والفعالة في تحسين السلوك،
وحل المشكلات الاجتماعية وحل المشكلات وتدريب الوالدين،
والطبيب النفسي في تقليل خطر تحول الأطفال إلى بالغين مصابين
بمرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.
لا يعتقد الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع أ
نهم بجاجة للمساعدة عادة، ولكن ربما يبحث هؤلاء
عن المساعدة نتيجة الشعور ببعض المشاعر مثل الاكتئاب،
والقلق، والغضب، والإدمان. وربما لن يستطيع الشخص المصاب بالمرض
التعرف على العلامات والأعراض الخاصة بالمرض وتقديم
وصف صحيح لهم، ولهذا يُعتبر المفتاح للقيام بتشخيص صحيح
هو كيفية ارتباط الشخص المصاب بالآخرين، وبموافقة الطبيب يمكن
أن تقوم العائلة والأصدقاء بتوفير بعض المعلومات والتي قد تفيد في التشخيص.
وبعد الخضوع لفحص طبي من أجل استبعاد الأمراض الأخرى،
ستتوجه للطبيب النفسي،
التقييم النفسي والذي يساعد على اكتشاف الأفكار، والعلاقات، والسلوكيات،
وتاريخ العائلة. التاريخ الشخصي والطبي.
الأعراض المدرجة لتشخيص الأمراض العقلية.
وعلى الرغم من أن اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع لا يتم اكتشافه
وتشخيصه قبل سن الـ18، ربما تحدث بعض العلامات أثناء فترة الطفولة
أو مراحل المراهقة المبكرة. وعادة ما يكون هناك دلائل
على وجود اضطرابات قبل سن الـ15.
وقد يساعد التعرف على المرض بصورة مبكرة في تحسين النتائج.
لى الرغم من أنه يصعب علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع،
لكن بالنسبة لبعض الأشخاص، قد يكون العلاج والزيارات الدورية أمراً مفيداً،
كما يجب البحث عن طبيب نفسي خبير في
علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع،
ويعتمد العلاج على موقف المصاب، ومدى رغبته في العلاج،
بالإضافة لحدة أعراض المصاب. الجانب النفسي
يُعتبر التحدث مع الطبيب النفسي نوعاً من أنواع العلاج،
حيث يستخدم أحياناً في علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع،
وقد يتضمن العلاج التحكم في الغضب والعنف، علاج الإدمان،
وعلاج الأمراض النفسية الأخرى.
ولا يُعتبر العلاج النفسي فعالاً دائماً، خاصة في حالة حدة الأعراض،
وفي حالة لم يعترف الشخص بأنه يعاني من بعض المشكلات الخطيرة.
مثل القلق والاكتئاب، وقد يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية ا
لتي تساعد على تقليل العدوانية، وعادة ما يتم وصف هذه الأدوية
بحرص بسبب سوء استخدام البعض لها.
التكيف مع المرض والمساندة مهارات من أجل أفراد العائلة
عادة ما تتسبب تصرفات الأشخاص المصابين بمرض
اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع في شعور الآخرين بالحزن
دون الشعور بالذنب، لذا إذا كان أحد المقربين منك يعاني من المرض
فستكون بحاجة للحصول على المساعدة أنت أيضاَ.
ويستطيع الطبيب النفسي أن يعلمك بعض المهارات التي قد تساعدك
على بناء جسر للتواصل بينك وبين المريض،
كما أن هذه المهارات ستساعدك في حماية نفسك من عدوانية هذا الشخص،
وعنفه وغضبه، كما أن الطبيب النفسي يقترح عليك
بعض الطرق للتكيف مع ما تمر به.
وقم بالبحث عن طبيب نفسي مختص في التحكم في اضطراب الشخصية
المعادية للمجتمع، وقد يقترح الطبيب بعض مجموعات الدعم للعائلة والأصدقاء
(إن وجدت) لتساعدهم في التعامل مع المرض.
الاستعداد لموعد الطبيب
لو تم استبعاد الأسباب الجسدية لحدوث الأعراض،
فستقوم بالتوجه للطبيب النفسي من أجل التشخيص،
وإذا رغبت في الأمر قم باصطحاب أحد أفراد عائلتك معك أو أحد أصدقائك
ليساعدك على الإجابة عن الأسئلة التي قد يسألها الطبيب،
كما أنه قد يذكر بعض المعلومات التي قد لا تنتبه لها.
ما يمكنك فعله قم بكتابة أعراضك سواء الأعراض التي قمت بملاحظتها
أو التي لاحظها أحد أفراد عائلتك.
قم بكتابة قائمة ببعض المعلومات الشخصية، والتي تتضمن الحالة الجسدية والعقلية،
تاريخ العائلة للإصابة بالأمراض العقلية والنفسية،
والتعرض لبعض الضغوطات أو التغيرات في حياتك.
قم بكتابة قائمة بالأدوية التي تتناولها حتى لو كانت عبارة عن مجموعة
من المكملات أو الفيتامينات،
كما يجب عليك كتابة أسماء الأدوية وجرعاتها. قم بكتابة الأسئلة
التي ستحتاج لسؤال الطبيب عنها.
أسئلة ستسألها للطبيب ما سبب ظهور أعراضي؟
ما هي الأسباب الأخرى المحتملة لظهور أعراضي؟
ما هي أفضل الأدوية، والتي ستكون فعالة في علاج حالتي؟
كيف ستتحسن حالتي مع العلاج؟
ما الفترة التي سأكون بحاجة لتناول العلاج بها؟
وإلى متى سيستمر تناول العلاج؟
هل هناك أدوية يمكنها أن تساعد في عملية العلاج،
وإن كان الأمر كذلك فما هي آثارها الجانبية؟
هل هناك أية إرشادات مطبوعة بإمكاني أخذها للمنزل؟
وهل هناك موقع طبي تنصح بزيارته؟
وإن تبادر إلى ذهنك أي أسئلة أخرى،
لا تتردد في سؤال الطبيب عنها، خاصة إن لم تستطع فهم بعض المعلومات
التي أخبرك بها الطبيب.
ما يجب توقعه من الطبيب سيقوم الطبيب بسؤالك
مجموعة من الأسئلة من بينها: ما هي الأعراض التي تشعر بها؟
متى بدأت عائلتك بملاحظة أعراضك لأول مرة؟
كيف أثرت الأعراض التي تشعر بها على حياتك؟
هل أبدت عائلتك أو أصدقائك أي قلق بشأن تصرفاتك؟
هل لديك علاقات مقربة مع الآخرين؟ إن كنت لا تشعر بالرضى عن عملك
أو مدرستك أو علاقاتك، ما هو السبب الذي تظن أنه سبب مشكلتك؟
هل فكرت يوماً في إيذاء نفسك أ إيذاء الآخرين،
وهل فعلت ذلك يوماً؟
هل تم تشخيص أحد أقاربك أو علاجه بسبب الإصابة ب
واحد من الأمراض العقلية أو النفسية؟
كن على استعداد للإجابة عن الأسئلة السابقة من أجل توفير الوقت،
وذلك حتى تستطيع أن تتحدث بصورة أكبر عن بعض النقاط الأخرى والتي قد تهمك.