تطبيق الشريعة في الأرض أمنية كل مسلم صادق في ولائه لدينه وحبه لربه
فإن تطبيق الشريعة ليس عمل السلطة فقط في إقامة الحدود والتجبر
، وإنما هو عمل يشترك فيه الراعي والرعية
أن مخالفة الشريعة أو تركها إنما هو اتباع لأهواء الجاهلين الذين لا يعلمون
، وهؤلاء مهما أوتوا وبلغوا من القوة والسلطة
فإنهم لن يغنوا عن المخالف من الله شيئا
، ولذلك بعدما نهى الله تعالى عن اتباع أهواء الذين لا يعلمون
قال بقوله: {إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين}
والله تعالى ما شرع الشرائع إلا لخير البشرية ورحمة بها
فكان في تطبيق شريعته بين الناس الرحمة والحق والعدل
وكان الظلم والقسوة والفساد في البعد عنها
، والتاريخ أمام ناظرينا يثبت لنا أنه ما من جيل طبق الشريعة كما يحب ربنا ويرضى إ
لا نعم بذلك وعاش في أمن ورغد من العيش
، وما من جيل عتى عن أمر ربه إلا ابتلوا بالشدة وشظف العيش وغياب الأمن وضياع العدل
، ومن ثم فإنه ينبغي لكل مسلم أن يحرص على تطبيق الشريعة أشد الحرص
وأن يبذل غاية وسعه في تحقيق ذلك
؛ وذلك لخير دنياه حيث يحيا حياة آمنة مطمئنة، وخير آخرته
حيث يقدم على ربه راضيا مرضيا
، اللهم اجعلنا ممن يستمسك بشرعتك ويسعى في نصرتها وظهورها على الدين كله.