قصص - روآيات - حكايات ▪● ┘¬»[ روايات قصيرة | روايات تراثية | قصص حزينه |قصص مضحكة : تنحصُر هِنآ |
06-10-2020, 08:45 PM
|
|
|
|
|
صغيري الذي أصبح كبيراً
صغيري الذي أصبح كبيراً
* صوت المنبه *
آآآه , إنه صوت المنبه , لقد حان موعد الصلاة ..
نهضت من سريري بتثاقل , الجو بارد , بالتأكيد سيكون كذلك , فلقد رفعت برودة جهاز التكييف قبل أن أنام ! , هذا أفضل ..
ذهبت إلى دورة المياه أكرمكم الله , فتحت الصنبور الذي على المغسلة , اوووه الماء بارد , توضأت ولبست ثيابي ثم خرجت من المنزل ..
المشي إلى المسجد أفضل , إنه شعور رائع , في الصباح الباكر , حيث أن الشمس لم تشرق بعد والكل نيام , وهذا الجو البارد , والضباب الذي يملأ المكان ..
وصلت إلى المسجد , تقدمت إليه بابتسامة , يبدو بأني أول الواصلين ! , حقاً ما أجمل هذا الشعور , لحظة يبدو بأني لست كذلك , نعم , هنالك من سبقني إلى هناك , يبدو بأنه سامي ..
سامي , فتى صغير , فارقه والداه في حادث مروري , والآن , هو يعيش مع أخته التي تصغره بسنة واحدة وجده العجوز, لقد تفاجأ الجميع بأنه لم يبكي أبداً على موت والديه ..
أريد القدوم إليه للسلام , هاه ؟ , يبدو بأنه جالس أمام باب المسجد , لماذا لا يدخل مع هذا الجو البارد , كأنني أسمع صوته , سأقترب لأرى ..
أقتربت قليلاً وأخفيت نفسي كي لا يراني , فوجئت بما رأيت , إنه يبكي , حزنت عليه , ياللمسكين , من المستحيل بأن لا يبكي الطفل على فقدانهما ! ..
تقدمت إليه بابتسامة رسمتها على وجهي , نظر إلي , وبسرعة ذهلت منها مسح دموعه ودخل إلى المسجد ..
يبدو بأنه لا يريد من أحد بأن يراه وهو يبكي , صليت الفجر مع الجماعة , وخرجت ..
رأيت سامي أمامي , فذهبت إليه مسرعاً , صافحته وسلمت عليه وهو بدوره رد السلام وأخذ يسأل عن أخباري وأسأله عن أخباره وما إلى ذلك ..
حقاً , بالرغم من عمره , إلا أنه فتاً مؤدب جداً , ولكنه لا يستطيع إخفاء ذلك عني ! , أعلم تماماً بأن هنالك شيئاً ما يقلقه , وهذا واضح من نبرة حديثه ونظره الدائم إلى الخلف وكأنه يريد الذهاب بسرعه ..
أريد بأن أساعد , ولكنه حتماً لن يخبرني , قال لي بأن عليه الذهاب بحجة بأن أخته تنتظره , لم أمانع ..
بعد صلاة العصر , خرجت من بيتي ذاهب إلى السوق , وأنا في الطريق مررت ببيت سامي الصغير الذي كان أصغر بيت في حينا , ويبدو متهالكاً بعض الشيء ..
استغربت عندما وجدت سيارة وبدت من الطراز الفاخر , واقفة بجانبه , لم أهتم , وهممت لأكمل سيري ..
* صرخة *
ماهذا ؟ , ركضت بدون تفكير ودخلت إلى منزله , فالباب لم يكن مقفلاً , لم يكن هنالك قفل أصلاً , وجدت سامي وقد كان ملقاً على الأرض وأمامه رجل يبدو متعجرفاً في نظري , وجد سامي يبكي بجانبة وينادي باسمه ..
صرخت قائلاً وموجهاً كلامي للرجل , فمن الواضح بأنه هو من فعلها : مالذي فعلته ؟ , قال ذلك الرجل بنبرة أغاضتني وجعلتني أود قتله ورميه للكلاب : يحق لي فعل ذلك , ومن ثم ما شأنك ؟ ..
صرخ جد سامي لي مستنجداً : أيها الرجل ! , سامي سامي ! , وأشار إليه ..
ذهبت إلى سامي وحملته , التفت إلى الرجل : مالذي فعلوه لك ؟ ..
قال الجد : الشهر القادم ! , الرجل : متأكد ؟ , الجد : نعم ! ..
لم أعلم ما حصل , ولكن ذلك الرجل البغيض قد رحل , ذهبت مسرعاً إلى المشفى , وخرج سامي سالماً معافى ..
في الطريق كان صامتاً , ولم يتكلم , وأنا أيضاً كنت كذلك ! , أوقفته , قلت له : نحتاج إلى التكلم قليلاً ..
لم يرد , لقد كان يعرف بأني سأسأل عن ذلك , أخذته إلى بيتي , وجلسنا في المجلس , قدمت إليه بعضاً من القهوة وما إلى ذلك ..
سألته : من كان ذلك الرجل ؟ , لم يرد , أعدت السؤال : سامي , من كان ؟ , وأيضاً لم يرد ! ..
أمسكت بكتفيه بحنيه قلت له بابتسامة : اعتبرني والدك ! , قل لي ما يجول في خاطرك , وسأحاول مساعدتك ! ..
نظر إلي بعينين دامعتين , انفجر باكياَ , قال لي : منزلنا مؤجر , لقد كان يريد المال وخيرنا بين أن نخرج أو أن ندفع , ولكن , كيف يريد منا ذلك السمين بأن أدفع و نحن أصلاً لم نستطع دفع ديون والدي حتى ندفع له ..
أووه , كيف لذلك الصغير بأن يتعرض لشيء كهذا ! , نظرت إليه وسألته بعد ربت على رأسه لأهدئه : أين منزله ؟ , سألني متعجباً : ماذا ؟ , قلت له بجديه : أين يقع منزله ؟ ..
دلني على منزله , دفعت له كاملاً , ونحن في طريق العودة , قلت لسامي : ستسكن عندي بدأً من اليوم , قال سامي وتعابير الفرحة على وجهه وهو يحاول أن يخفيها ولكن بلا فائدة : لـ لا , أخاف أن نزعجك ..
قلت له : ستسكن رغماً عنك , أنت وجدك وأختك , فأنا والدك من اليوم ..
* بعد 21 سنة *
آآآه , لقد كبر سني , عدت لا أستطيع الحراك , رقبتي تؤلمني , التجاعيد ملأت وجهي , تحول لون شعري للبياض , قدماي , يداي , جسمي لقد برزت العظام , لقد أصبحت شيخاً عجوزاً ! ..
أنا الآن مستلقٍ على السرير , دخل علي شاب , لقد كان يلبس معطف طبيب ..
قلت له بابتسامة رضا : كيف حالك , بني ؟ , قال لي وهو يخلع معطفه , بخير ولله الحمد , وأنت ؟ .. كيف حالك أبي ؟ ...
قلت له : رقبتي تؤلمني قليلاً , ركض إلي وقد بدا خائفاً وأعطاني دواءاً كان قد أخرجه من جيبه : أأنت بخير , ضحكت وقلت : لا تقلق ..
بعد أن أعطاني الدواء , ذهب ليحظر لي كوباً من الماء , نظرت إلى أعلى الغرفة , وابتسمت ..
يآآه , لقد أصبح طبيباً الآن , لم يصبح لي أحد غيره , دائماً ما يساعدني , يعطيني الدواء , يساعدني في تناول الطعام , المشي , الأستحمام , كل شيء ! ..
صغيري الذي أصبح كبيراً , ابني سامي ..
wydvd hg`d Hwfp ;fdvhW lhrfg hgulg
ياجمالك وجمال ابداعك حكايه عشق ثـقـل مــيزانــك سبحان اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ
|
4 أعضاء قالوا شكراً لـ شموخ وايليه على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 12:21 PM
| |