06-07-2020, 02:00 PM
|
|
|
|
إيــاكَ و الـيـأس و القنوط ..!!
إيــاكَ و الـيـأس و القنوط ..!!
حذر الله و رسوله صلى الله عليه وسلم من :
" القنوط " وهو اليأس .
فقال سُبحانه :
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} وقال سُبحانه :
{لَّا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ} .
قال السعدي في تفسيره " تيسير الكريم الرحمن " : في قوله :
{لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ} أي : لا تيأسوا منها ، فتلقوا بأيديكم إلى التهلكة،
وتقولوا قد كثرت ذنوبنا ، وتراكمت عيوبنا ، فليس لها طريق يزيلها ،
ولا سبيل يصرفها ، فتبقون بسبب ذلك مصرين على العصيان
متزودين ما يغضب عليكم الرحمن
ولكن اعرفوا ربكم بأسمائه الدالة على كرمه وجوده
واعلموا أنه يغفر الذنوب جميعًا من الشرك
والقتل ، والزنا ، والربا ، والظلم ، وغير ذلك من الذنوب الكبار
وقال ﷺ :
لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في جنته أحد
ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ، ما قنط من رحمته أحد
رواه مسلم .
دعي الحزنَ في القلبِ المتيّمِ يـقـدَحُ ..
و يَسرح في نبضِ الفؤادِ و يَـمـرحُ
حزينٌ ، نعم ، لكنه حزنُ من يـــرى ..
من اللهِ ما يُرضي الحزينَ و يَـشـرحُ
قبيحٌ من الإنسانِ تحطيمُ قــلـبِــه .. بيأسٍ ،
و سوءُ الظنّ بالناس أقــبَــحُ
إذا سلّمَ الإنسانُ للهِ أمـــرَه .. فما فيه للشيطانِ
و اليأسِ مَـطْـمَــحُ
إذا لَبِس الإنسانُ ثـوبَ يـقـيـنِــه ..
فلا البَردُ يُؤذيه ولا الـحَـرُّ يَــلْــفَــحُ
ومن مداخل الشيطان و تلبيسه على الإنسان إذا أراد فعل الخير
و الطاعة أن يذكره بذنوبه ومعاصيه ليحتقر الإنسان نفسه
ويتهم نفسه بالنفاق و الكذب حتى يترك الطاعة والعمل الصالح
ثم تبدأ خطوات الشيطان حتى يترك بعد ذلك الفرائض
و الواجبات كالصلاة و الزكاة والصوم و غيرها
فيصبح قلب الشخص كالكوز مُجخيّا لا يعرف معروفاً ولا يُنكر منكرا
بليد الإحساس قد ختم الله على قلبه فلا يُؤثر فيه نصح ولا وعظ
قال ابن مسعود : " الهلاك في اثنتين ، القنوط ، والعجب
وقال أيضًا : " الكبائر ثلاث : اليأْس من رَوْح الله
والقنوط من رحمة الله ، والأمن من مكر الله
ومثال ذلك : أن يكون للشخص صديق كافر أو يعمل عنده
فلا يدعوه للإسلام بسبب أن عنده ذنوب كثيرة و تقصير
مع أن الدعوة بسيطة بكتيب صغير بلغته يبين له الإسلام
إلا أن الشيطان يُحقّره و يُدخل اليأس لقلبه ليترك هذا العمل الفضيل
الذي يُنقذ به نفساً من النار ، وهكذا خطوات الشيطان
قال بن سيرين : " لا تيأس فتقنط فلا تعمل
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً
وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}
ويُلاحظ في القرآن الكريم أن الله تعالى كرر النهي عن اتباع
خطوات الشيطان ، ولم يقل لا تتبعوا الشيطان ، ولعل ذلك لأمرين :
الأول : من جهة العبد ، فمن المستبعد أن يتبع الشيطان
وهو يعلم عداوته له ؛ فحذر الله تعالى العبد مما لا ينتبه له
وهو خطوات الشيطان .
الثاني : من جهة الشيطان ، وهو أنه يتدرج مع المؤمن في الإغواء
فيزين له التوسع في المباحات ، ثم التساهل في المتشابهات
فغشيان محقرات الذنوب ، إلى أن يصل به إلى الحرام المحض
بل إلى الكبائر والعياذ بالله تعالى .
ويبعد جدا أن عبدا مؤمنا مطيعا لله عز وجل
منته عن محارمه ينتقل فجأة إلى الموبقات وكبائر الذنوب
لكن يصل إليها بالتدرج إذا تسلط عليه الشيطان بخطواته
ووجده يسير معه فيها . وإذا عجز عن العبد من جهة المعصية
لمتانة دينه وبعده عن الشهوات ، أتاه من جهة البدعة
والوسوسة في الطاعات .
ولنتذكر : أن لله مائة رحمة
أنزل واحدة بين الخلق و ادخر تسع و تسعين رحمة لعباده المؤمنين
يوم القيامة .. وتذكر المرأة التي وجدت طفلها فضمته لصدرها
فقال عليه ﷺ لأصحابه : أترونها ترمي بأبنها في النار .
قالوا : لا ، فقال ﷺ : لا اللهُ أرحم بعباده من هذه بولدها
.
فإذا كانت رحمة الأم التي هي أعظم رحمة عند المخلوقين ،
وهي جزء من رحمة قسمها الله على خلقه ، فكيف عظيم رحمة الله
قال ﷺ : " إنَّ الله خلق الرَّحمة يوم خلقها مائة رحمة
فأمسك عنده تسعًا وتسعين رحمة
وأرسل في خلقه كلِّهم رحمة واحدة
فلو يعلم الكافر بكلِّ الَّذي عند الله من الرَّحمة
لم ييأس من الجنَّة ، ولو يعلم المسلم بكلِّ الذي عند الله من العذاب
لم يأمن من النَّار " . رواه البخاري
.
{وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}
ولنتذكر : حديث المرأة البغي التي سقت ***اً فغفر الله لها
و أدخلها الجنة
..
ولنتذكر : حديث النبي
" إن الله سيخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة
فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً كل سجل مثل مد البصر ،
ثم يقول : أتنكر من هذا شيئاً ؟ أظلمك كتبتي الحافظون ؟
فيقول : لا يا رب ، فيقول : ألك عذر ؟ فيقول : لا يا رب ،
فيقول : بلى إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم ،
فتخرج بطاقة فيها : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، فيقول : احضر وزنك ، فيقول :
يا ربي ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟
فقال : إنك لا تُظلم ، قال : فتوضع السجلات في كفة
والبطاقة في كفه فطاشت السجلات وثقلت البطاقة
فلا يثقل مع اسم الله شيء " . رواه الترمذي وصححه الألباني
.
قال العلماء عن هذا الرجل : إنه رجل عنده توحيد عظيم
وأنه مع كثرة معاصيه لكن الإيمان في قلبه
وما قام من الإيمان في قلبه عظيم
ولذلك رجح وليس كل واحد يقول الكلمة سيكون له نفس الميزة
إلاّ تكون خالصة من قلبه ، عاملا بمقتضاها
.
ولنتذكر : أن الشيطان في تحقيق عداوته للإنسان
وفي سبيل غزوه إياه بخطواته يسلك كل طريق للإغواء
ويأتي الإنسان من جهاته الأربع :
{قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ المُسْتَقِيمَ *
ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ
وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} .
وختاماً ..
{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}
|
|
YdJJh;Q , hgJdJHs hgrk,' >>!! hgJdJHs
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
7 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 11:03 PM
|