في صور وفيديوهات أغسطس 30, 2017 11,050 زيارة كتب ـ وسيم عفيفي تعتبر مصر هي صاحبة الفضل الأول في توثيق أجواء الحج زمان ، عن طريق الصور الفوتغوغرافية ، وكانت سباقة في هذا الشأن من خلال رجلين تسلما الراية لتوثيق الحج زمان منذ العام 1880 م حتى نهاية العام 1901 م .
فيعتبر محمد صادق بيه المصري هو أول إنسان يلتقط صوراً فوتوغرافية لمناسك الحج ومشاعره ، وقد تخرج من مدرسة الهندسة الحربية و تعلم التصوير في باريس ثم عمل في الجيش المصري وزار الحجاز 3 مرات خلال 20 سنة بين سنة 1860 م ، و 1880 م وألف في ذلك مجموعة من الكتب لعل أهمها كتاب مشعل المحمل .
محمد صادق بيه و إبراهيم باشا رفعت
وبعد رحيل محمد صادق بيه ، جاء دور اللواء إبراهيم باشا رفعت من خلال كتابه المُسَمَّى بـ ” مرآة الحرمين – الرحلات الحجازية والحج ومشاعره الدينية مُحلاّة بمئات الصور الشمسية “
وقد كتبه وصور كل صوره سنة 1901 م ، وطبعه سنة 1925 م
ويعد كتابه من أنفس الكتب عن هذا الموضوع
ذهب للحج للمرة الاولى عام 1318 هـ 1901م عندما عين قومندان لحرس المحمل المصري ، وفي عام 1320 هـ 1903م عين أميراً لركب الحج المصري وكذلك في حج عام 1321 هـ 1904م وأخيراً في حج عام 1325 هـ 1908م
وينشر موقع تراثيات مجموعة من الصور النادرة التي تلخص أجواء الحج زمان ، منذ بداية الحج حتى نهاية أداء الفريضة ؛ ويعود تاريخ هذه الصور لأواخر القرن الـ 19 و بدايات القرن الـ 20 . المحمل المصري في صور نادرة
المحمل المصري
كان المحمل المصري عبارة عن موكب سنوي يخرج من مصر كل عام حاملاً كسوة الكعبة بحضور الخديوي و رموز الحكم بصحبة شيخ الأزهر ووفد من الأوقاف والطرق الصوفية مع إطلاق 21 طلقة مدفع في الاستقبال و التوديع .
وقد جرى هذا التقليد منذ العصر المملوكي حتى عصر الرئيس جمال عبدالناصر
أما كسوة الكعبة فقد كانت تصنع في مصر منذ عصر عمر بن الخطاب حتى سنة 1963 م
توديع المحمل في ميدان القلعة بمصر
حفل المحمل ف القلعة
وصول المحمل المصري إلى سكة حديد الإسماعيلية
وكان المحمل المصري يصل إلى محطة سكة حديد الإسماعيلية بعد مروره على محطات “القاهرة،طوخ،بنها،الزقازيق،الإسماعيلية،فايد” ؛ في موكب مهيب يضم المسؤلين و علماء الأزهر حتى يستقر في محطة السكة الحديد هناك
استقبال المحمل في السويس
وبمجرد وصول المحمل الذي يحمل كسوة الكعبة إلى محطة السويس استعدادا لتحركه إلى الحجاز ، كان يُجَهَّز حفل استقبال له من خلال إطلاق 21 طلقة مدفع احتفالاً باستقباله بحضور المحافظ والقناصل والأهالي ، ومع تحركه إلى جدة يُطْلَق 21 طلقة مدفع أخرى لتوديعه ؛ وبين الاستقبال و التوديع تُعْقَد ليالي الذكر برعاية الأزهر و الصوفية .
استعداد ميناء جدة لاستقبال المحمل المصري
كان المحمل المصري يصل إلى ميناء جدة بعد 66 ساعة بعد تحركه من السويس .
وقد تأسس ميناء جدة في عهد ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان سنة 26هـ / 646 م ، ليحل محل ميناء الشعيبة الواقعة جنوب غرب مكة المكرمة
احتفال أهل جدة بالمحمل
وكان احتفال أهالي جدة يتم بحضور حاكم المدينة وأمير الحج ، ثم يتم عزف السلام الرسمي لـ الدولة العثمانية وبعده السلام الخديوي وتحية الخديوي عباس حلمي الثاني ؛ يعقبه بعد ذلك إطلاق 21 طلقة ويبدأ تحرك الموكب مع تلبية الحجيج .
وقد جرت عادة الأهالي في جدة على اصطحاب الأطفال الرضع للتمسح بالمحمل من أجل نيل البَركة .
قبة السيدة حواء وبجانبها المحمل
وكان المحمل المصري يمر من جانب منطقة قبة السيدة حواء ، حيث يعتقد كثيرون أن السيدة حواء ماتت ودُفِنت في ذلك الموقع بحي العمارية في جدة وذلك استناداً لقول المؤرخ بن كثير في كتاب البداية و النهاية ؛ إلى أن تم تسوية القبة أثناء عملية هدم البقيع في عشرينيات القرن الماضي ، وقد تم إغلاق تلك المنطقة بالكامل سنة 1975 م .
المحمل المصري في عرفات
المحمل المصري مع البعثة المصرية
ظباط المحمل المصري
المحمل المصري على مشارف المدينة المنورة
معسكر المحمل المصري في مكة
حرس المحمل المصري
المحمل في جبل عرفات
توديع محمل مصر في مكة
مكة المكرمة و الحرم
الحرم المكي
تكتسب مكة المكرمة قدسية كبيرة منذ عصر ما قبل ميلاد النبي إسماعيل وقيامه مع أبيه النبي إبراهيم برفع أساسات الكعبة ؛ وتكمن قدسية مكة المكرمة في الكعبة الشريفة .
جزء من كسوة الكعبة
كانت كسوة الكعبة مرتبطة ارتباط لصيق بتاريخ كل الدول والإمبراطوريات الإسلامية التي كانت تقوم بصنع الكسوة في مصر وظلت مصر منذ عصر عمر بن الخطاب حتى سنة 1963 م هي المتعهدة الأولى لصنع الكسوة .
ستارة باب التوبة في الكعبة
حتى وقعت الخلافات السياسية بين الرئيس جمال عبدالناصر و الملك فيصل أدت إلى توقف مصر عن صنع الكسوة ، وتولت المملكة العربية السعودية صنع الكسوة منذ هذا التاريخ إلى اليوم
كيس مفتاح الكعبة
كما كان لمفتاح الكعبة كيس خاص بها وكان كيس مفتاح الكعبة يُعْطَى لـ “سدنة الكعبة” وسدنة الكعبة اسم لمنصب “سدانة الكعبة” وهو المنصب المنوط به العناية بالكعبة والقيام بشؤونها من حيث فتحها وإغلاقها وتنظيفها وغسلها وكسوته .