أظهر استطلاع جديد أجرته جمعية الطب النفسي الأمريكية أن أكثر من ثلث الأمريكيين
البالغين يعدون وسائل التواصل الاجتماعي مضرةً بصحتهم العقلية، وأن 5% فقط
يعدون وسائل التواصل الاجتماعي إيجابية التأثير على صحتهم العقلية، 5%
من الأشخاص يرون إن لها تأثيرات سلبية وإيجابية معًا. في حين يعتقد ثلثا
المشاركين بالاستطلاع أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلى
العزلة الاجتماعية والوحدة.
تربط مجموعة كبيرة من الأبحاث استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بالاكتئاب.
في حين تربطه دراسات أخرى بالغيرة وتدني الثقة بالنفس والقلق الاجتماعي.
بصفتي طبيبًا نفسيًّا، درست مخاطر التفاعل عبر الانترنت، ولاحظت آثار الاستخدام
السيء لوسائل التواصل الاجتماعي على حياة المرضى. أقدم لكم هنا 6 اقتراحات،
يمكن باتباعها تقليل الضرر الذي تُلحقه وسائل التواصل الاجتماعي بصحتكم العقلية.
1. حدد وقتًا لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي
يتعارض استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أحيانًا مع التواصل الإنساني المباشر.
لذا فقد تتمكن من التواصل مع الناس في حياتك تواصلًا أفضل، إذا حددت أوقاتًا
معينة في اليوم تطفئ فيها إشعارات هاتفك، أو تجعل الهاتف في وضع الطيران.
امنع نفسك من تفقد هاتفك في أثناء تناول وجباتك مع العائلة والأصدقاء.
أو عند اللعب مع أطفالك أو التحدث إلى زوجتك. واحذر أن يتعارض استخدامك
وسائل التواصل مع عملك، كأن يلهيك عن مهام عاجلة أو عن التواصل مع زملائك.
وأهم من ذلك، لا تُبقِ هاتفك أو حاسوبك الشخصي في غرفة النوم، لأن هذا سيُقلق نومك.
2. خذ إجازة من وسائل التواصل
حدد لنفسك بانتظام إجازات طويلة من مواقع التواصل الاجتماعي. إذ أظهرت عدة
دراسات أن أخذ استراحة من فيسبوك مدة 5 أيام أو أسبوع يساعد على التقليل
من التوتر وزيادة رضا الإنسان عن حياته. يمكنك أيضًا أن تقلل من استخدامك
لهذه المواقع بدلًا من الإقلاع المفاجئ.
أدى استخدام فيسبوك وانستغرام وسنابشات مدة 10 دقائق فقط يوميًّا لثلاث
أسابيع إلى انخفاض شعور المرء بالوحدة والاكتئاب. قد يكون الأمر صعبًا في
البداية، جرب أن تطلب مساعدة الأهل والأصدقاء، بأن تُعلن لهم أنك في إجازة
من مواقع التواصل. واحذف تطبيقات هذه البرامج من هاتفك.
3. راقب أفعالك وتأثيرها على مشاعرك
جرب استخدام منصتك المفضلة على الانترنت في أوقات مختلفة من اليوم ولفترات
متفاوتة، لترى كيف تشعر في أثناء كل جلسة وبعدها. قد تجد أن التصفح لفترات
قصيرة يمنحك شعورًا أفضل من إمضاء 45 دقيقة في تصفح الموقع كله.
وإذا وجدت أن تصفحك الروتيني لفيسبوك ليلًا يتركك مُستنزَفًا مع شعور بالذنب
تجاه نفسك، امنع نفسك من استخدام فيسبوك بعد العاشرة مساءً.
لاحظ أيضًا كيف أن من يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي استخدامًا سلبيًّا،
عبر تصفح واستهلاك منشورات الآخرين فقط، تتملكهم مشاعر سلبية أكثر ممن
يشاركون في هذه المواقع إيجابيًّا، فينشرون موادهم الخاصة ويتفاعلون مع الآخرين.
لذلك حاول قدر المستطاع أن تتفاعل افتراضيًّا مع الأشخاص الذين تعرفهم
معرفةً شخصية خارج حدود العالم الافتراضي.
4. تعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بوعي هل تصفُح تويتر هو أول شيء تفعله عند استيقاظك صباحًا؟
هل تفعل ذلك لمعرفة أخبار عاجلة لا غنى عنها، أم هي مجرد عادة تهرب بها
من يومك؟
هل لاحظت رغبتك في تصفح إنستغرام كلما كُلفت بمهمة صعبة في عملك؟
كن شجاعًا وصادقًا مع نفسك.
في كل مرة تمتد فيها يدك إلى هاتفك أو حاسوبك لتتفقد مواقع التواصل
الاجتماعي، اسأل نفسك هذا السؤال الصعب:
لمَ أفعل هذا؟ هل أريد حقًا أن أهدر حياتي ووقتي بهذه الطريقة؟
5. حدد الحسابات التي تتابعها
نجمع مع الوقت الكثير من الأصدقاء والمعارف الافتراضيين، ونتابع العديد من
الأشخاص والمنظمات. يبقى بعض هذا المحتوى مثيرًا لاهتمامنا، في حين يفقد
البعض الآخر أهميته ويصبح مملًا أو مزعجًا أو مُحبِطًا. لذا فمن الضروري أن نراجع
قائمة أصدقائنا على مواقع التواصل من وقت إلى آخر، فنلغي صداقتنا أو متابعتنا
لبعضهم ونخفي حسابات بعضهم. لن يلاحظ أغلبهم شيئًا، لكن حياتنا ستتحسن
كثيرًا.
وجدت دراسة حديثة أن مراقبة الأصدقاء الافتراضيين على فيسبوك ومتابعة
تفاصيل حياتهم لها تأثير بالغ السوء على الصحة النفسية. في حين يتمتع الأفراد
الذين تقتصر حساباتهم على متابعة القصص التحفيزية بمشاعر الامتنان والحيوية
والاحترام. قد يساعدنا تحديد علاقاتنا الافتراضية ومتابعة المواقع التحفيزية
والمضحكة في الحد من الآثار السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي.
6. لا تسمح لوسائل التواصل الاجتماعي باستبدال حياتك الحقيقية
لا بأس من استخدامك فيسبوك للتواصل مع أقاربك، لكن يجب ألا ينسيك ذلك
زيارتهم. وكذلك فإن تبادل التغريدات مع الزملاء ممتع ومسلٍ، إلا أن يمنعنا ذلك
من التواصل معهم وجهًا لوجه. لا ضرر من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
باعتدال، بشرط ألا تلغي حياتنا الاجتماعية، فلا غنى لنا عن التواصل الفعلي
مع بشر حقيقيين من لحم ودم، لإشباع حاجتنا إلى التواصل الإنساني والانتماء.