06-02-2020, 06:10 PM
|
|
|
|
|
جسر البوابة الذهبية
جسر غولدن غيت (بالإنجليزية: Golden Gate Bridge) أو جسر البوابة الذهبية، هو جسر معلق يعبر مضيق غولدن غيت الكاليفورني والذي يشكل نقطة التقاء بين خليج سان فرانسيسكو والمحيط الهادي. يربط الجسر بين مدينة سان فرانسيسكو الواقعة في الطرف الجنوبي من شبه جزيرة سان فرانسيسكو إلى مدينة سوساليتو الواقعة في الطرف الشمالي من شبه الجزيرة في مقاطعة مارين. بدأ البناء بتمويل من إدارة العمل والمشروعات (بالإنجليزية: Work Projects Administration؛ اختصاراً: WPA) وسط العديد من الصعوبات في عام 1933. واستغرق المشروع مدة أربع سنوات، حيث انتهت أعمال الإنشاء في عام 1937. يُعتبر اليوم أحد أطول الجسور المُعلَّقة في العالم.
كان أسلوب العبور الوحيد من وإلى كل من الضفتين المُقابلتين قبل بناء الجسر يتم عبر الزوارق. وفي عام 1820 ظهرت خدمة العبَّارات في المضيق، حيث أخذ بعض ملّاك القوارب ينقلون أناس ومتاعهم نظير مبلغ من المال، لكن هذه الخدمة لم تتسع وتتثبت فعلياً حتى عقد الأربعينيات من القرن التاسع عشر، عندما أخذت بعض الوكالات الحكومية تنقل مياه الشرب إلى سان فرانسيسكو. وفي عام 1867 ظهرت شركة سوساليتو للنقل البرّي والبحري، ومع مرور الوقت تغيَّر اسمها حتى أصبح شركة عبَّارات البوابة الذهبية (بالإنجليزية: Golden Gate Ferry Company)، واستمرت أكبر شركة عبَّارات في العالم حتى عشرينيَّات القرن العشرين. كان العبور من رصيف شارع هايد في سان فرانسيسكو إلى ساوساليتو يكلّف 1.00 دولار أمريكي للسيَّارة أو العربة الواحدة، ويدوم حوالي 20 دقيقة، ثمَّ تم تخفيض السعر فيما بعد لمنافسة الجسر. أدّى هذا الاحتكار لحركة النقل عبر قسمي المدينة إلى مطالبة الكثير من أبنائها ببناء جسر يصل سان فرانسيسكو بالبر الرئيسي، إذ أنها كانت لا تزال المدينة الأمريكية الكبرى الوحيدة التي تعتمد على خدمة العبَّارات، ولأنَّ معدّل نمو سكانها كان أدنى من معدّل النمو الوطني نظراً لانعزالها عن محيطها. أفاد الكثيرون بأنَّ الجسر لا يمكن بناؤه عبر مضيق يصل طوله إلى 2,042 متر (6,700 قدم)، لا سيَّما وأنّه يتميّز بتيَّارات مائيَّة قويَّة ومياه عميقة ولعصف الرياح العاتية فيه بالوسط.
كان جسر البوابة الذهبية إلى غاية عام 1964 أطول جسر معلق في العالم بطول 1.22 ميلاً (1970 مترا)، والآن هو المعلم الأكثر شهرة في سان فرانسيسكو وأحد رموزها. ويمكن التعرف عليه بسهولة من لونه "البرتقالي الدولي" وهندسته المعمارية المتميزة بالبرجين. وفقا لتصنيف الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين (بالإنجليزية: American Society of Civil Engineers)، فإن هذا العمل الفني هو أحد عجائب الدنيا السبع في العالم الحديث. ويذكر عنه في دليل الأسفار فرومرز: «قد يكون الأكثر جمالا، ولكنه الجسر الأكثر تصويرا في العالم».
يلقى العديد من الأشخاص حتفهم انتحاراً من على هذا الجسر أكثر من أي جسر آخر في العالم، حيث تم تسجيل أكثر من ألف حالة انتحار من على الجانب المواجه للخليج نظراً لأنه مفتوح للمشاة، أمّا الجانب المقابل فمغلق. ليس هناك من إحصائيَّة دقيقة تفيد بعدد الذين انتحروا قفزاً من على الجسر، نظراً لأن كثيراً من حوادث الانتحار لم يشهدها أحد. وكثيراً ما يقصد بعض الناس هذا الجسر لغرض الانتحار فقط، ومما لا شك فيه أنَّ عددا من الجثث لم يُعثر عليها على الإطلاق بسبب انجرافها إلى عرض البحر بفعل التيَّارات المائيَّة القويَّة. أظهرت إحصائيَّة من عام 2006 أنَّ 26 شخصاً فقط نجوا من محاولتهم الانتحاريَّة، لكن أغلبهم عانى من كسور بالغة بسبب ارتطامه بالمياه الباردة بسرعة شديدة، ومن بين هؤلاء لم يتمكن إلّا 4% من السير مجدداً. اقتُرحت عدَّة حلول للحيلولة دون قفز الناس من على الجسر، فزوَّد بعدّة هواتف كي يتمكن الناس من الاتصال بالشرطة بحال ضبطوا شخصا يحاول القفز، كما يجوب موظفون مختصون الجسر لضبط أي شخص يحاول الانتحار. كما يعاني الجسر من مشاكل جمّة كازدحام السيارات الخانق والضباب الذي يتسبب في كثير من الحوادث المرورية. كما أنَّ سوء الأحوال الجويَّة من شأنه أن يؤدي إلى إغلاق الجسر بوجه حركة المرور، وقد سبق وأن تمَّ إغلاق الجسر ثلاث مرَّات بسبب الرياح العاتية التي عصفت بالمضيق وهددت سلامة السيَّارات العابرة. وقد تمَّ نصب مرياح وسط البرجين على الجانب الغربي من الجسر لقياس سرعة الرياح.
أدت المعرفة العلمية المعاصرة بمخاطر الزلازل وتأثيراتها إلى قيام المهندسين بإجراء عدة تعديلات على الجسر عبر السنوات لجعله أكثر مقاومة للهزات العنيفة التي تشتهر بها ولاية كاليفورنيا الأمريكية، خصوصا وأن الجسر يقع على مقربة من فالق سان أندرياس مما يجعله عرضة للانهيار نتيجة أي زلزلة قوية، على الرغم من اعتقاد المهندسين سابقا أن هذا الجسر قادر على الصمود بوجه أي زلزال عنيف. وصلت تكلفة صيانة وتحصين الجسر ضد مخاطر الزلازل في بدايات القرن الحادي والعشرين إلى حوالي 392 مليون دولار أمريكي على أمل أن يصبح قادرا على الصمود في وجه أي هزة أرضية دون أن يتكبد أية خسائر أو أضرار جسيمة. بدأ المهندسون العمل على صيانة الجسر سنة 2005 على أمل الانتهاء من الأعمال بحلول سنة 2012 الموافقة لذكرى افتتاح الجسر الخامسة والسبعون، على أن جدول الانتهاء مدد حتى سنة 2015 بسبب صعوبة الحيلولة دون حدوث زحامات سير خانقة أثناء الورش القائمة.
لجسر البوابة الذهبية مكانة مهمة في الثقافة الشعبية الأمريكية، وقد ظهر في عدّة أعمال فنيَّة وأدبيَّة من أفلام وكتب وروايات. الصورة الرشيقة التي يرسمها الجسر كامتداد بين يدي الأرض ليست لها مثيل في كل الولايات المتحدة. بالإضافة لذلك، يُشكّلُ مزارا سياحيا حيث يستقبل الجسر سنويًا أكثر من 10 ملايين زائر.
[sv hgf,hfm hg`ifdm
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 12:38 AM
|