( في الحجرة النبوية ) ندخل إلى رسول الله في بيته ، في حجرته ، تلك الحجرة الصغيرة متقاربة الجدر ، متطامنة السقف التي حولها النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإبهاج ، و إلى صندوق للسعادة : ) قالت عائشة : دخلت على سودة بنت زمعة فجلست ورسول الله بيني وبينها وقد صنعت حريرة، فجئت بها فقلت: كُلِي. فقالت: ما أنا بذائقتها. فقلت: والله لتأكلين منها أو لألطخَنَّ منها بوجهك. فقالت: ما أنا بذائقتها. فتناولت منها شيئًا فمسحت بوجهها، فجعل رسول الله يضحك وهو بيني وبينها، فتناولتْ منها شيئًا لتمسح به وجهي، فجعل رسول الله يخفض عنها رُكْبته وهو يضحك لتستقيد مني، فأخذت شيئًا فمسحت به وجهي ورسول الله يضحك. ضجت الحجرة بالضحك وضحك معهم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعنف بل أعطى للحياة فسحتها أعطى هذا الموقف للنفوس عفويتها بالمزاح الجميل والإسعاد .. هي رسالة : نحن بحاجة لأن نعيد الطفل إلى أنفسنا.. نعيد العفوية إلى حياتنا .. الحياة ليست صرامة كلها وليست جد كلها .. الحياة تفقد مذاقها إذا قتلنا فيها العفوية والبهجة والأنس ، للحياة تلقائية وللأنس حضوره مع أفراد الأسرة والأصحاب والمجتمع . مع مافيها من مهام ومسئوليات ومع ماألقي على الحبيب من المهابة والجد . نحن بحاجة أن نرطب حياتنا بهذه المواقف الآنسة كما كانت حاضرة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم . -- { جنة خضراء