ليست في الثروة التي توفر حياة الترف لصاحبها.. و تسرق منه رغد النفس و سخاء العطاء.. و ليست في المنصب الكبير الذي يحول صاحبه إلى طاووس مغرور ... و ليست في الضحك بلا حدود لدرجة السخرية .....
و هي أن نقدر على البكاء في احتياجنا له إذا شعرنا أننا مقيدون و غير قادرون على البكاء و نحب الصدق و نعمل به كسبنا أو كنا الخاسرون و لو صدقنا يُخسرنا فتشرفنا خسارتنا و تضحكنا الدمعة و يبكينا الضحك و دمعة الوفي أحسن من ابتسامة المنافق ليس هناك ذي فضل إلا و فيه عيب...
و لكن من الناس لا ينبغي أن تذكر عيوبه... فمن كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله ... و كل دمعة و لها نهاية و نهاية الدمعة بسمة و كل بسمة و لها نهاية و نهاية البسمة دمعة و الحياة نهاية و بداية إذا أصابتك إحداهما فلا تفرح كثيرا و لا تحزن كثيرا فنصيبك مخبئ في صفحة القدر ....
إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه فلما صعب الأمر عليهم فقال اتركوه إن من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه تعلمت في الحياة أنه خير للأنسان أن يكون كالسلحفاة في الطريق الصحيح من أن يكون غزالا في الطريق الخطأ ...
و تعلمت أنه من أكثر الناس أذى لنا هم الأشخاص الذين أعطيناهم كل ثقتنا لأنهم بمعرفتهم أسرارنا يستخدموها ضدنا يوم نختلف معهم و هذه و لا شك خيانة في الحياة لحظات فرح و لحظات حزن .. لحظات انتصار و لحظات انكسار .. لحظات قوة و لحظات ضعف .. لحظات اجتياح و لحظات انحسار .. لحظات قمة و لحظات في القاع .. و لذلك يجب أن لا نحزن
إن أذنبت فبادر بالتوبة .. و إن أسأت فاستغفر... و إن أخطأت فأصلح.... فالرحمة واسعة و الباب مفتوح و الغفران جم و التوبة مقبولة .... و اعلم ان القضاء مفروغ منه... و المقدور واقع.... و الاقلام جفت .... و الصحف طويت.... و كل أمر مستقر ... لذلك حزنك لا يقدم في الواقع شيء و لا يؤخر و لا يزيد و لا ينقص
لا تحزن لأنك بحزنك تريد ايقاف الزمن.... و حبس الشمس... و ايقاف عقارب الساعة... و المشي الى الوراء.... و رد النهر الى مصبه.... فالحزن كالريح الهوجاء تفسد الهواء... و تبعثر الماء... و تغير السماء ... و تكسر الورود اليافعة في الحديقة الغناء ....
و لماذا تحزن و انت تملك الدعاء و تجيد الانطراح على عتبات الربوبية و تحسن المسكنة على أبواب ملك الملوك و معك الثلث الأخير من الليل و لديك ساعة تمريغ الجبين في السجود فإن الله خلق لك الأرض و ما فيها و أنبت لك حدائق غناء و نخلا باسقات لها طلع نضيد و نجوما لامعات
لا تحزن .. فلهيب الشمس يطفئه وارف الظل... و عضة الجوع يسكنه الخبز الدافئ... و معاناة السهر يعقبها نوم لذيذ.... و آلام المرض يزيلها العافية... فما عليك الا الصبر قليلا و الانتظار لحظة .. و عمرك الحقيقي هو سعادتك و راحة بالك فلا تنفق أيامك في الحزن و تبذر لياليك في الهم و توزع ساعاتك على الغموم و لا تسرف في اضاعة حياتك فان الله لا يحب المسرفين
لا تحزن .. إن كنت فقيرا فغيرك محبوس في دين .. و إن كنت لا تملك وسيلة مواصلات فغيرك مبتور القدمين .. و إن كنت تشكو من آلام فغيرك يرقدون على الأسرة البيضاء و منذ سنوات .. و إن كنت فقدت ولدا فغيرك فقد عددا من الأولاد و في حادث واحد و لأنك مسلم آمنت بالله و رسله و ملائكته و اليوم الآخر و القضاء خيره و شره ...
لذلك لا تحزن للحزن أنواع و أشكال مختلفة تحاصرنا من كل حدب و صوب في كل لحظة يهاجمنا و في كل لحظة نسقط فريسة له فكيف نعيش في الحيـــــــــــــــــاة لنتبع سويا بعض النصائح لا تيأس ... فاليأس كفر برحمة الله لا تغضب ... فالغضب قتل لفضائل النفس لا تحقد ... فالحقد تشويه لجمال الحياة لا تحزن ... فالحزن اتلاف لأعصاب الجسم و الروح لا تكن أنانيا ... فالايثار أجمل فضائل الانسان لا تعيش غير مبال بما يدور حولك فالمشاركة الوجدانية أنبل خصائص الانسان
و أخــيرا أجعل قلبك مزين بالعطاء.. و خطواتك مزينة بالسعي في قضاء حوائج الناس... و تزكى بمالك في سبيل الله... و تذكر أن أسعد الناس بالحياة بين جنبيه قلبا ينبض بالعطاء و يحمل بكفيه غراس الخير يسقيها بهمته فهو كالغيث أينما حل نفع و كنهر عذب يجري للأمر و يتسع.
أخيـــــــــرا اقدم لكم 5 نصائح لحياة سعيدة و جميلة 1- لا تسمح لأحد أن يأخذ الأولوية في حياتك عندما تكون أنت خيارا ثانويا في حياته 2- لا تبكي على أي علاقة في الحياة لأن الذي تبكي من أجله لا يستحق دموعك و الشخص الذي يستحق دموعك لن يجعلك تبكي 3- عامل الجميع بلطف و تهذيب حتى الناس الوقحين معك ليس لأنهم غير لطيفين بل لأنك أنت لطيف و قلبك نظيف 4- لا تبحث عن سعادتك في الآخرين و إلا ستجد نفسك وحيدا و حزينا بل ابحث عنها داخل نفسك و ستشعر بالسعادة حتى لو بقيت وحيدا 5- السعادة دائما تبدو ضئيلة عندما نحملها بأيدينا الصغيرة لكن عندما نتعلم كيف نشارك بها سندرك كم هي كبيرة و ثمينة حياتنا جميلة .. الحياة حلوة بس نفهمها ... الحياة جميلة و أجمل ما فيها هو الحياة نفسها ... هي أن تتذوقها و أن تعيشها و تستمتع بسنينها و أيامها و لحظاتها ... هي ان تعيشها بدون يأس أو حقد أو غضب أو حزن أو أنانية و تتعامل مع مشاكلك ببساطة و صبر و ثقة في قضاء الله و أرضى به تعيش قرير العين .. و هكذا تستطيع أن تكتشف أسرار الحياة و جمالها مماراق لي