أهمية النسب في عالم الإيمان :
قبيلة قريش كانت في الجزيرة العربية واسطة العقد، وكانت سيدة العرب وقتها هذا ينقلنا إلى موضوع النسب، ما علاقة النسب بالإيمان؟ النسب تاج يتوج به المؤمن، فالنبي عليه الصلاة والسلام حدثنا عن سيدنا يوسف, فقال:
" الكريم ابن الكريم، ابن الكريم، ابن الكريم، يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم "
ولكن حينما قال الله عز وجل:
﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾
( سورة المسد الآية : 1-5)
هو عمّ النبي، أما الإنسان حينما يبتعد عن الإيمان لا قيمة للنسب أبداً، قال عليه الصلاة والسلام:
" يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمّدٍ، أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النّارِ، فَإِنّي لاَ أَمْلِكُ لَكِ ضَرّا وَلاَ نَفْعاً "
" وقد دخل عليه الصلاة والسلام مرة المسجد فرأى رجالاً يتحلقون حول رجل، فسأل سؤال العارف: من هذا؟ قالوا: نسابة، قال: وما نسابة؟ قالوا: يعرف أنساب العرب، فقال عليه الصلاة والسلام: هذا علم لا ينفع من تعلمه، ولا يضر من جهل به "
من هنا من بعض أدعية النبي عليه الصلاة والسلام:
" الَّلهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ من قلبٍ لا يخشعُ ، ومِنْ دُعاءٍ لا يُسمعْ ، ومِنْ نفسٍ لا تَشبعْ ، ومن علمٍ لا ينفعْ ، أعوذُ بكَ منْ هؤلاءِ الأربعِ "
أيها الأخوة، تعليق لا بد منه، لأن العمر قصير، والوقت محدود، والأيام تتسارع، وكلما مضى يوم اقتربنا من أجلنا، فلا بد من أن نصطفي، كيف؟ أنت في مكتبك تضع الأربعة جدران ممتلئة بالكتب إلى السقف، وعندك بعد يومين امتحان مصيري، وكتاب هذه المادة أحد كتب المكتبة، هل يمكن أن تقرأ خطبة في هذين اليومين؟ لا بد من أن تقرأ الكتاب المقرر، لأن ما يطبع في العالم كل يوم من كتب بلغة واحدة لا يمكن أن تستطيع قراءتها في مئتي عام, ينبغي أن تصطفي كتاباً ينفعك في دينك ودنياك، وأن تصطفي صديقاً ينهض بك إلى الله حاله، ويدلك على الله مقاله، وأن تصطفي مكاناً تزداد فيه قرباً من الله عز وجل، أما الإنسان الذي يتحرك كيف ما شاء؟ يقرأ أي كتاب شاء؟ هذا الذي لا يصطفي يكون مغبوناً يوم القيامة
إذاً: النسب تاج يتوج به المؤمن، أما إذا ابتعد الإنسان عن الإيمان فلا قيمة للنسب أبداً، وصدق القائل:
لا تقل: أصلي وفصلي أبداً إنما أصل الفتى ما قد حصل
Hildm hgksf td uhgl hgYdlhk : hgYdlhk hgksf