النسيان هو عَدم القدرة على استِرجاع المعلومة عند الحاجة إليها، وهو عِلاجٌ فعّال لكثيرٍ من الصّدمات
وأزمات الحياة، ولكنّه إذا أثّر بشكلٍ سلبي على تفاصيل الحياة، كنسيان الأسماء ومواعيد تناول الأدوية،
أو المواعيد الاجتماعية والرسمية، وغيرها من الأمور، هنا يُصبح النسيان مُشكلةً تَحتاج إلى عِلاج.
يتمّ تَخزين المَعلومات في الذاكرة على شكل شبكاتٍ مُتداخلة؛ حيث توجد في كلّ شبكة مَعلومات
تتعلّق بمفهومٍ مُعيّن، وترتبط هذه الشبكات مع بعضها البعض بعلاقاتٍ مُعيّنة. عند التفكير في مفهومٍ ما ,
تفتح الشبكة المُتّصلة بالمفهوم وأيضاً الشبكات التي تحتوي على مفاهيم قريبة منه. يَحدث النّسيان
عندما يتم قطع هذه الشبكة بسبب حدوث تشويش أو تدخُّل يُضعف القدرة على التركيز؛ فعندما
يتعرّض الشّخص للتدخّل، تنخفض قدرته على تذكر المعلومات حتى خلال فتراتٍ جداً قصيرة من الزّمن .
انواع الذاكرة
وتُمثّل المستوى الأول للذاكرة، وتستمرّ لفترة قصيرة جداً (3 ثوان)؛ حيث تحفظ هذه الذاكرة الانطباعات
عن المؤثّرات الحسية، أي التي تمّ تلقّيها من خلال الحواس الخمس، ومنها الذاكرة السمعيّة والبصرية. .
هذا النوع من الذاكرة محدود فيما يتعلّق بكميّة المَعلومات التي يتم تخزينها والمدّة الزمنية المتبقى لبقائها؛
إذ تعمل هذه الذاكرة ما بين 30 ثانية الى 3 أيام.
يُمكن تعريف الذاكرة العاملة بأنّها مَخزن مؤقّت لكمية محدودة من المعلومات، يُمكن استخدامها لإيجاد
أفكار وخطط عمليّة وتنفيذها، وتحويل المَعلومات واستخدامها في اتّخاذ القرارات أو الحسابات.
هي ذاكرة ذات قدرة تخزينيّة مذهلة قد تمتدّ لعدة عقود، ومن أجل تثبيت المَعلومات يجب أن تنتقل
من الذاكرة الحسيّة أو قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى.
للتغذية دور مهم في تحسين الصحة البدنية والذهنية، التغذية السيئة غير الصحيّة تُعيق وظائف الدماغ،
وتُعيق القدرة على التفكير وتضرّ الذاكرة، وللحصول على تغذية داعمة للذاكرة يجب أن يحتوي الغذاء
اليومي على: فيتامين b12، الذي يؤدّي دوراً مهمّاً في صحة الدماغ والأعصاب، وفيتامين حمض الفوليك
الذي يُعزّز التركيز والذاكرة.تشير الدراسات أنَّ مناطق التعلم، والذاكرة، والصحة العقلية تكون أصغر حجماً
عند الأشخاص الذين يعتمدون في غذائهم على الوجبات السريعة، والأطعمة المقلية، ورقائق البطاطا.
تناول الطعام بكثرة يؤدّي ايضا إلى الإضرار بوظائف الدماغ كالتفكير، والتذكر،
ويزيد من احتمال الإصابة بالزهايمر.
تناول المشروبات الكحوليّة يساهم في إتلافِ خلايا الدماغ ويؤثر على وظائفه بما في ذلك الذاكرة،
كما أنَّ تناول الأدويةِ المنوّمة له دور في إضعاف الذاكرة.
يؤثر التوتر وقلة النوم على الذاكرة بشكل كبير، لأنّهما يُعرقلان التركيز، ويؤثّران على قدرة الدّماغ على
تَخزين واستِدعاء الذكريات، كما أنَّ التوتّر والحِرمان من النوم من أسباب النّسيان أثناء الحمل و تُشير
الدراسات الى أن النوم العميق يُعزّز الذاكرة، وأنَّ الإصابة باضطراب توقف التنفس أثناء النوم من أسباب
تدهور الذاكرة المكانية، وعدم القدرة على تحديد الاتجاهات.
قد تتسبّب إصابة في الرأس بالتأثير على وظائف الدماغ بما في ذلك الذاكرة، ومن المعلوم أنَّ الإصابة
بالسكتة الدماغيّة الصامتة، أو موت خلايا المخ يسبّب انسداد في الأوعية الدموية الصّغيرة داخل الدماغ،
والذي يتسبّب بدوره في ضعف كفاءة الذاكرة، كما أنّ التهاب الدماغ وأورام الدماغ أيضاً تؤثّر على
فعالية الذاكرة
طرق تحسين الذاكرة
:
رغم تعدّد المَهام التي يجب على الفرد إنجازها، إلا أنّه من الضروريّ التركيز على مهمة واحدة فقط كل مرة؛
لأنّ الدماغ بحاجة لوقتٍ كافٍ للتّعامل مع كل معلومة وحفظها لاسترجاعها في وقت لاحق. عند تعدّد
المهام والواجبات يضطرّ الدماغ إلى مُعالجة المعلومات بطريقةٍ مختلفة، وتفقد الذاكرة الكثير من التفاصيل.
كلما ازداد عدد الحواس المُستخدمة عند تلقي المعلومات أصبح تَرسيخها في الدماغ أقوى،
وتزداد إمكانية استرجاعها بسهولة؛ حيث يُمكن ربط معلومة مُعيّنة مثلاً برائحة أو صوت مُعيّن.
حفظ المعلومات كما هي كوحدة كاملة يُبطِىء من الحفظ ويزيد من احتمال نسيانها، وتَجزئة المَعلومات
الكبيرة إلى أجزاء صغيرة وحِفظ كل جزء كوحدة منفصلة يساعد في الحفظ والتذكّر بسهولة كبيرة: مثال،
عند محاولة تذكّر عدد مُكوّن من تسعة منازل يمكن تقسيمه إلى ثلاث وحدات، كل وحدة مكونة من
ثلاث منازل ممّا يُسهل حفظه.
الدماغ يحبّ التنظيم؛ لذا يجب إدخال المعلومات المُراد تذكّرها بانتظام إلى الذاكرة،
فما تمّ إدخاله بانتظام يسهل استدعاؤه وتذكّره.
.