الأشكال الهندسية هي من صنع الإنسان و ليست من الطبيعة , فعلماء المادة اعتبروا القوة في الأشكال الهندسية والزوايا الحادة ، واعتبروا عدم الاستقامة و وجود الدوائر من عشوائية الطبيعة ، و إعتبارهم هذا مخالف للطبيعة .. الإنسان الطبيعي لا يتحمل حدة الأشكال الهندسية ، والإنسان الصناعي لا يتحمل الانحناءات ، مع أن جسمه لا توجد فيه زاوية حادة ولا شكل هندسي واحد . وهذه من أسباب اتهامهم أن
الكون عشوائي .
والحِدَّة جاءت بالخطورة على البشرية , فالأسلحة هي أشياء حادة , وحضارة الإنسان قامت على الهندسة والأشكال الهندسية ، وهذا ما جعلهم يبنون السد على شكل مقوّس و يشبه الدائرة ، فهذه الانحناءات تحمي المادة ، بدليل أنهم يبنون سدود المياه
على شكل مقوس ، فيأخذون الانحناءات من الطبيعة للحماية ، والمادة تنحني لتحمي نفسها .. لذلك فالكرة هي أكثر الاشياء حماية , والإنسان إذا أراد أن يحمي نفسه فإنه يتجمع أو يتكور ، والشخص الذي يـُضرَب لاحظ
أنه يتجمّع ويتكور على نفسه ، والذي يقاسي من شدة البرد فإنه يتكوّر , والأشكال الهندسية اخترعها الإنسان الصناعي من أجل السيطرة على الطبيعة ، لكنه يحتاج في حالة الخوف أن يرجع إلى الطبيعة .
لاحظ أن البيضة تحمي نفسها بالتقوس ,
و لذلك الإنسان يستخدم الأشياء الصلبة من أجل عمل الأشكال الهندسية ،
فيحتاج إلى الحديد و الألمنيوم الصلب ,
و عندما خالف الانسان الطبيعة فإن أول شيء قام بصنعه هو السلاح ،
فالطرق القديمة كانت منحنية ،
و كل شيء في الطبيعة يريد الدفاع عن نفسه فهو يصنع شيئا حاداً ؛
كالأشجار التي تصنع الأشواك والحيوانات التي لها أنياب ومخالب حادة . وهذا ينفي فكرة الصدفة بحيث لا تجد في الطبيعة شكلا هندسيا واحداً ، فلا تجد حجر متناسق الزوايا , الصدفة التي لم تصنع حجراً بشكل بسيط هندسي ، فكيف تصنع إنساناً مفكراً