لأذان يحقن الدماء
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد :
فإن الأذان شعيرة من شعائر الإسلام، ومظهر عظيم من مظاهره،
وإرشاد واضح إلى أعظم أركانه وركائزه، إذا تركه أهل بلدة وأطبقوا على ذلك قوتلوا، وإن قاموا به عصمت دماؤهم وأرواحهم،
وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يغزو قوماً انتظر حتى يسمع الأذان،
فإن سمع أذاناً كف عن قتالهم، وإن لم يسمع أغار عليهم، وكان يعلم أصحابه هذا الأمر.
فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده والبخاري في صحيحه عن أنس - رضي الله عنه - قال :
"كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إذا غزا قوما لم يغز حتى يصبح،
فإذا سمع أذاناً أمسك، وإذا لم يسمع أذاناً أغار بعد ما يصبح".
وفي رواية عند مسلم : "كان يغير إذا طلع الفجر، وكان يستمع الآذان، فإن سمع أذاناً أمسك وإلا أغار، وسمع رجلا يقول : الله أكبر، الله أكبر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (على الفطرة)، ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله، فقال : (خرجت من النار).
ففي هذين الحديثين دليل على أن الأذان شعار الإسلام؛
كما يقول الخطابي : "وأنه لا يجوز تركه، ولو أن أهل بلد اجتمعوا على تركه كان للسلطان قتالهم عليه"[1].
وقال العلامة الشوكاني - رحمه الله - عند شرحه للحديث السابق : "فيه دليل على جواز الحكم بالدليل لكونه - صلى الله عليه وآله وسلم - كف عن القتال بمجرد سماع الأذان،
وفي هذا الحديث الأخذ بالأحوط في أمر الدماء؛ لأنه كف عنهم في تلك الحال مع احتمال أن لا يكون ذلك على الحقيقة"[2].
وقد تعرض العلماء إلى بيان بعض حِكم الأذان فقال النووي : "وذكر العلماء في حكمة الأذان أربعة أشياء :
إظهار شعار الإسلام وكلمة التوحيد، والإعلام بدخول وقت الصلاة، وبمكانها، والدعاء إلى الجماعة"[3].
كما أن العلماء أيضاً بينوا حكم الأذان، فعدوه من فروض الكفاية،
بمعنى أنه إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين، وإن لم يقم به أحداً أثموا جميعاً.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
|
gH`hk dprk hg]lhx hg[lhg
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|