عيني الآن باردةٌ جدًا ، تحدّقُ ولا ترف .. في هذا الوقتِ من الليل ، تتسلّقُ كلّ الحكايا الحزينة سلّم نبضاتك ، تتنزهُ في قلبك ، تتوغّل في أقصاك ، فلا تستطيع الإفلات منها ، تعجزُ روحكَ التعبىر عن كلّ شيء .. إلا عن الذوبان في هذا الشكل من التلصص الحميم ، الدموع الحامضة تتشكلّ فوق زجاجِ عينيك ، تصبحُ الدنيا فيهما خرائبَ ثقيلة .. حتّى لكأنّ القمر يذوب عبرهما ، الإحساسُ يتحوّل إلى جثةٍ نافقة ، مرمية في شارع فارغ إلا شجرةِ أنين مقطوعةٍ في حلقك ، و لا صوت يسعفك .. تحاولُ افتراشَ اللامكان ، ترتّب أحلامك وفق خارطة النجوم ، تتركُ إحدى شرفات القلب مفتوحة ، تخرجُ جروحكَ القديمة في سيرٍ منتظم فَـ تبدأ في عدّها .. شرفتكَ القلبيّة تظلّ مفتوحة ، لـ أنك تدركُ جيدًا أن جروحكَ تستطيع التعرف عليك جيدًا ، تمامًا كـ رفيقٍ قديييييم يفهم شكل أحزانك .. تمتصّكَ خيالاتكَ المنهكة ، تأوي إلى صدركَ مرةً أخرى كـ غيمةٍ زرقاء ، تمطرُ ليلاً في قلبك .
في النهاية ، أنتَ تفيق بعينكَ المفتوحة و تنظرُ إلى يديك .. و ترى أنْ لا شيء فيها سوى الزفرات ، ترتبك بالعزلة الوافرةِ من حولك ..
تغلقُ جفنكَ المتخشّب مدّعيًا : النوم