قالت مراسلة قناة CBS الإخبارية الأمريكية الشهيرة، بعد زيارتها إلى أحد مراكز إعادة تأهيل المتطرفين في الرياض، إن المكان بدا لها كأنه فندق لا سجن، رغم أن كافة الموجودين فيه لا يزالون يقضون فترة العقوبة.
وأعدت المراسلة الأمريكية تقريرًا مصورًا من داخل أحد مراكز إعادة تأهيل المتطرفين للوقوف على ما تبذله المملكة من جهود في سبيل مواجهة الفكر المتطرف الذي أخذ يغزو عقول عدد من شباب الأمة الإسلامية.
وخلال لقاء المراسلة مع السعودي عبد الرحمن الحويطي، الذي كان عضوًا سابقًا في تنظيم القاعدة في اليمن، قال عبد الرحمن إن المركز ساعده على تحقيق حلمه بالالتحاق بكلية الهندسة.
وأوضح عبد الرحمن أن غضبه من الحرب التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على العراق كان هو السبب وراء انضمامه إلى صفوف تنظيم القاعدة باليمن.
أما عن السبب الذي جعله يسلم نفسه، فقال عبد الرحمن: “لقد قررت العودة عندما طلبوا مني ارتداء حزام ناسف وتفجير نفسي داخل أحد المباني؛ عندها فكرت: ماذا سأجني من وراء هذا العمل؟! فاكتشفت أني سأقتل نفسي ولن أتمكن حتى من رؤية ما أحدثته من قتل في صفوف الأعداء”.
وعندما سألته المراسلة: “هل كنت ستقتلني إن رأيتني وأنت مع تنظيم القاعدة؟!” فأجاب عبد الرحمن ضاحكًا: “بالطبع”.
وعبرت هولي ويليامز مراسلة القناة بالرياض، عن انطباعها الأول عن المركز قائلةً: “لقد بدا المكان كأنه فندق لا سجن، على الرغم من أن جميع المقيمين فيه لا يزالون يقضون فترة عقوبتهم من جراء ما ارتكبوه من اعتداءات إرهابية”.
وأكدت هولي ويليامز أن القائمين على المكان لجؤوا إلى أساليب علاجية شتى من أجل إعادة تأهيل هؤلاء الشباب الذين عمدوا إلى انتهاج الفكر المتطرف لبعض الجماعات التكفيرية؛ لذا يعطي المركز نزلاءه دورات في الرسم من أجل مساعدتهم على إخراج ما بداخلهم من أفكار ومشاعر، كما يحرص على تقديم دورة عن سماحة الدين الإسلامي من أجل تصحيح ما لدى هؤلاء النزلاء من فكر متطرف.
وحسب التقرير الذي نشرته المحطة، فقد بدا المركز مليئًا بالمرافق الترفيهية، كحوض السباحة والمطعم والمرسم، كما بدت الغرف المخصصة لإقامة نزلاء المركز مريحة وجميلة. وهناك كذلك غرف خاصة يسمح المركز لنزلائه باستخدامها من أجل مقابلة عائلاتهم.
ويقدم المركز جميع الخدمات الفندقية المتوافرة داخله، من علاج وأكل وغسيل وتعلم، بلا مقابل، بل إن المركز يعمل على مساعدة نزلائه على إيجاد وظيفة توفر لهم دخلاً جيدًا وتقدم المساعدات المادية لمن أراد الزواج منهم.
والتقت مراسلة القناة الأمريكية خلال جولتها بالمركز، الدكتور حميد بن خليل إبراهيم الشايجي، المتخصص بعلم اجتماع الجريمة، لتعرُّف ما يبذله المركز من جهود شتى من أجل إصلاح هذه الفئة الضالة من شباب المملكة.
وخلال اللقاء حرص الدكتور حميد على تأكيد أن المنهج الإسلامي الذي تطبقه المملكة على أراضيها، لا علاقة له بهذا الفكر المتطرف الذي تتبناه بعض الجماعات الإرهابية، بل إن بعض الدعاة المضللين هم الذين فعلوا ذلك، والدليل على هذا أن هذا الفكر المتطرف قد لاقى رواجًا أكبر بين شباب بعض الدول الأوروبية مثل بريطانيا والدنمارك وهولندا.
وعلى الرغم من أن المملكة أكدت أن نسبة نجاح مراكز إعادة تأهيل المتطرفين بها وصل إلى 80%، إلا أن المملكة لم تجد غضاضة في الاعتراف أيضًا بأن بعض الأفراد الذين اجتازوا برنامج المملكة التأهيلي بنجاح قد انتكسوا وعادوا إلى ما كانوا عليه من تطرف.