كشفت مصادر مقربة من رئيس الوزراء اللبناني المستقيل، سعد الحريري، أنه يربط محاولات تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة بـ«تطبيق ضوابط»، تحقق الرؤية التي يضعها، وإذا لم يتم التجاوب مع هذه الشروط فسيكون هناك «صعوبة في قبول التكليف»، مجددًا.
وعقد الحريري، أمس الخميس، لقاء مع الرئيس اللبناني، ميشال عون، تطرق بحسب وكالة الأنباء الألمانية، إلى «كل المواضيع، من التكليف والتشكيل وشكل الحكومة»، وأن «التركيز كان على ضرورة القيام بشيء ما لمعالجة الوضع الاقتصادي والمالي الحرج».
وبينما يستغرق التشكيل نحو 10 أيام على الأقل، ينطلق الحريري في مشاوراته من قاعدة أساسية تقول إن «ما بعد الاحتجاجات لا يمكن أن يكون كما ما قبلها»، وبالتالي لن يقبل بحكومة تكون استنساخًا للحكومة المستقيلة.
وأكد رئيس مجلس النواب، نبيه بري أنه «مصرّ على تسمية سعد الحريري لرئاسة الحكومة لمصلحة لبنان»، يأتي هذا بعد استقالة الحريري عقب 13 يومًا من اندلاع الاحتجاجات للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية ومحاربة الفساد ورحيل الطبقة السياسية التي تحكم البلاد.
وتحدثت رويترز عن تقدم صوب تشكيل حكومة جديدة، بعد لقاء الحريري-عون، فيما يواجه لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و 1990 وعاودت البنوك فتح أبوابها، بعد الإغلاق لكن العملاء واجهوا قيودًا على التحويلات الخارجية وسحب الأموال بالعملة الصعبة.
وحذر السياسي الماروني سامي الجميل من أن النظام المالي على شفا الانهيار، وحثّ على تشكيل حكومة محايدة سياسيًّا على الفور، وذكر مصدر مصرفي أن جميع التحويلات الدولية بشكل عامّ لا تزال ممنوعة مع بعض الاستثناءات مثل مدفوعات الرهون الأجنبية ورسوم الدراسة.
وكان رئيس جمعية مصارف لبنان ذكر، في وقت سابق، أن البنوك لا تطبق سياسة القيود لكن يتم ترتيب الأولويات بعدما أدّى الإغلاق لأسبوعين إلى تراكم الطلبات، ويجري الحريري اجتماعات مغلقة مع فصائل أخرى في الحكومة الائتلافية المنتهية ولايتها بشأن كيفية تشكيل الحكومة.
واستقال الحريري في 29 أكتوبر الماضي، قائلًا إنه استجاب للمحتجين الذين شملت مطالبهم تشكيل حكومة خالية من الساسة المتهمين بالفساد. وعقد الحريري اجتماعين هذا الأسبوع مع جبران باسيل، صهر عون ورئيس الحزب السياسي الذي أسسه.
ويئن الاقتصاد، وفق رويترز، تحت وطأة أحد أكبر أعباء الدين في العالم نتيجة سنوات مع عدم الكفاءة والهدر والفساد، والنموّ منخفض منذ سنوات ويقارب الصفر حاليًا، وأسهم في الآونة الأخيرة في شح النقد الأجنبي وظهور سوق سوداء لليرة اللبنانية المربوطة بالدولار.