10-19-2019, 11:00 AM
|
|
|
|
لطائف من بيت النبوة
لطائف من بيت النبوة
الحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أجمعين
مما اشتهرت به أمنا السيدة عائشة غيرتها الشديدة على الحبيب المصطفى ، فكيف كان حلم الحبيب معها ؟؟
خرج الحبيب المصطفى من عند السيدة عائشة رضي الله عنها ليلة ، قالت : " فغرت عليه ، فلما جاء ، رأى ما أصنع " ، فابتسم الحبيب و قال : أغرت يا عائشة ؟؟ فقالت : " و مالي لا يغار مثلي على مثلك ؟! " .
و روي أنه لما أرسلت السيدة صفية إلى الحبيب – وهو في بيت السيدة عائشة – طعاما ، تقول السيدة عائشة : و كانت تجيد صنع الطعام . فأخذت الغيرة السيدة عائشة فكسرت لها القصعة !!! فلما لم ينهرها الحبيب شعرت بالندم فقالت : يا رسول الله ما كفارة ما صنعت ؟؟ فابتسم الحبيب الغالي أكرم الخلق عليه الصلاة و السلام و قال : إناء بإناء و طعام بطعام .
و في مرة أخرى أرسلت إحدى زوجات النبي الحبيب – اختلف من هي – إليه طعاما في إناء في يوم السيدة عائشة ، فغارت السيدة عائشة فضربت يد الخادم فانكفأ الإناء و انفلقت الصحيفة نصفين ، و كان أصحاب الحبيب جلوسا ، فما زاد أكرم الخلق على أن جعل يجمع الطعام في الجزئين المكسورين و هو يقول : كلوا ! قد غارت أمكم !!! ثم دفع إلى الخادم قصعة سليمة و احتفظ هو بالمكسورة !!!
ولعلم الناس بمكانة عائشة من رسول الله – كانوا يتحرّون اليوم الذي يكون فيه النبي – عندها دون سائر الأيّام ليقدّموا هداياهم وعطاياهم ، كما جاء في الصحيحين.
وعندما خرج النبي – في إحدى الليالي إلى البقيع ، ظنّت أنّه سيذهب إلى بعض نسائه ، فأصابتها الغيرة ، فانطلقت خلفه تريد أن تعرف وجهته ، فعاتبها النبي – وقال لها : ( أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله ؟ ) رواه مسلم .
و ما كانت رضي الله عنها تسرف في غيرتها إلا و هي تعلم ما لها من الدالة عنده عليه الصلاة و السلام ، فهي من شهد لها النبي – بالفضل ، فقال : ( فضلُ عائشة على النساء ، كفضل الثريد على سائر الطعام ) متفق عليه .
ومن فضائلها كذلك قوله - لها : ( يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام ، فقالت : وعليه السلام ورحمة الله ) متفق عليه .
و من عظيم حلم الحبيب و صبره و حبه و كرم خلقه ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها مما يدلّ على ملاطفة النبي – لها فقالت: ( والله لقد رأيت رسول الله - يقوم على باب حجرتي ، والحبشة يلعبون بالحراب ، ورسول الله - يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم من بين أذنه وعاتقه ، ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف ) رواه أحمد
و في رواية أنها ظلت تسند رأسها على ساعده ، و الحبيب يسألها : أفرغت ؟ أشبعت ؟ و هي تقول : لا . فتقول : و لقد مللت و إنما أردت أن أنظر مكانتي عنده !!!
فما بال الزوج يتكثر على زوجته أن تختبر حبه لها ؟؟ أهو أحسن من خير البرية و صفي الله تعالى و نبيه ؟؟
و إذ وصلنا هذه النقطة ، يحضرني ما قرأته للدكتور أكرم رضا في كتابه " أوراق الورد و أشواكه في بيتنا " ، يعقب على ضيق الأزواج بكثرة إلحاح أزواجهن : أتحبني ؟؟ فيقول : إن الرجل يهمه المنظر و يقدره ، أما المرأة فوقع الكلام عندها أهم ، أي أن تصرح لها بكلمة : أحبك ، أثمن عندها من باقة ورد تضعها على الطاولة !
و لئن كان من الرجال من يراه نقصا في رجولته المزعومة ، أو يستخذي أن يمسك يد زوجته مثلا خشية ضياع هيبته – المزعومة كذلك – أمام الناس ، فأمامكم أعظم البراهين من أعظم الرجال و أكملهم ، بل أعظم الخلق .
و لما روي أن زوجة عمر بن الخطاب راجعته يوما – أي جادلته في أمر – غضب و نهض إليها فقالت : ما تنكر ان أراجعك و ابنتك تراجع النبي !! فقام عمر من فوره إلى ابنته حفصة و قال : يا عدوة نفسها أتراجعين رسول الله ؟ فقالت : و مالي لا أراجعه و أزواجه كلهن يراجعنه ؟؟!!! فقال : و تهجره – أي تخاصمه – إحداكن إلى الليل ؟؟ قالت : نعم !!! قال : قد خاب من فعل ذلك منكن و خسر .
صحيح أن الأحاديث كثيرة في طاعة الزوج و استرضائه و عدم البيات ليلة و هو غاضب على زوجته ، و لكننا نرى من الحبيب المصطفى التفهم و التقدير ، فالمسألة ليست حسبة بالورقة و القلم – أو القلم و المسطرة ! – و إنما استرضاء و محبة و تواد و رحمة من الطرفين .
إنها شركة و رحمة و ليست معركة قصاص !!!
لطائف من البيت النبوي (2)
ذلك فضل الله !!!
لما حج رسول الله صلى الله عليه و سلم ، برك في الطريق جمل السيدة صفية بنت حيي بن أخطب ، و كانت من أحسنهن ظهرا – أي جملا - ، فبكت ، فجاءها الحبيب المصطفى لما سمع بذلك ، و ججعل يمسح دموعها بيده و جعلت هي تزداد بكاءا وهو ينهاها ، فلما أكثرت نهرها و أمر الناس بالنزول فنزلوا ، و ضرب خباء الحبيب و دخل فيه ، فخشيت السيدة صفية أن يكون قد وجد في نفسه عليها ، فسارعت إلى السيدة عائشة و قالت لها : تعلمين أني لم أكن أبيع يومي من رسول الله بشئ ابدا ، و إني قد وهبت يومي لك على أن ترضي عني رسول الله .
فما كان من السيدة عائشة رضي الله إلا أن وافقت ، و سارعت إلى خمار لها فرشته بالزعفران ، ثم لبست ثيابها و انطلقن من فورها إلى خباء الحبيب ، فلما رفعت طرف الخباء قال لها : ما لك يا عائشة ؟؟ إن هذا ليس يومك ؟
فابتسمت رضي الله عنها و قالت : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء !!!!
_______________
شيم فرسان أم خلق أنبياء !!!
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يفرش عباءته على الأرض ، و يضع ركبته للسيدة صفية لترقى لبعيرها ، فكانت تضع ركبتهاعلى ركبته حتى تركب !!
_______________
و يمزح معهن !!!
أتت السيدة عائشة النبي صلى الله عليه و سلم بطبخة طبختها له و عنده السيدة سودة بنت زمعة ، فقالت لها : كلي ، فأبت السيدة سودة ، فقالت : كلي أو لألطخن وجهك ! فأبت فما كان من السيدة عائشة إلا أن قامت و لطخت وجهها !!! فقرب الحبيب الصحيفة للسيدة سودة و اعطاها الإذن ! فقامت تلطخ وجه السيدة عائشة و الحبيب يضحك – عليه أكرم الصلاة و أجل التسليم !!!
لطائف من بيت النبوة (3)
أتجادلينني ؟؟
مع السيدة حفصة رضي الله عنها ، إذ كانت تكثر من نقاش الحبيب لحبها للعلم ، و لم يحدث مرة أن قال لها : كيف تجرؤين على مناقشتي ؟؟ و لو قالها عليه الصلاة و السلام لصدق ، وهو الذي لا ينطق عن الهوى .
____________
ونلمس ذلك من أسئلتها التي تلقيها على رسول الله استفهاماً للحكمة واستيضاحاً للحقيقة ، فمن ذلك أنها سمعت رسول الله يقول : ( يأتي جيش من قبل المشرق يريدون رجلا من أهل مكة ، حتى إذا كانوا بالبيداء خُسف بهم ، فرجع من كان إمامهم لينظر ما فعل القوم ، فيصيبهم مثل ما أصابهم ) . فقالت : يا رسول الله ، فكيف بمن كان منهم مستكرها ؟ ، فقال لها : ( يصيبهم كلهم ذلك ، ثم يبعث الله كل امرئ على نيته ) .
____________
وعنها أن رسول الله قال : ( إنى لأرجو أن لا يدخل النار إن شاء الله أحداً شهد بدراً والحديبية ) ، فقالت : ( أليس الله عز وجل يقول : { وإن منكم إلا واردها } ، فأجابها : { ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيّا } ( مريم : 72 ) . يقول الإمام النووي معلّقا : " فيه دليل للمناظرة والاعتراض ، والجواب على وجه الاسترشاد ، وهو مقصود حفصة ، لا أنها أرادت رد مقالته .
____________
ولما أمر رسول الله نساءه أن يحللن بعمرة قالت له : ما يمنعك يا رسول الله أن تهلّ معنا ؟ ، قال : ( إني قد أهديت ولبدت ، فلا أحل حتى أنحر هديي ) .
_____________
قال الحبيب المصطفى عند السيدة حفصة ذات مرة : لا يدخل النار إن شاء الله من اصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها .
قالت : بلى يا رسول الله . فانتهرها ( يقصد ألا تتكلم بغير علم أو دليل )
فقالت : "و إن منكم إلا واردها " (مريم)
فقال : قد قال الله عز وجل " ثم ننجي الذين اتقوا و نذر الظالمين فيها جثيا "
لطائف من البيت النبوي (4)
بين الضرات .. نعم الخلق !!
بين أكثر زوجتين متنافستين من أزواج الحبيب و أكثرهن غيرة من بعضهما ، السيدة عائشة و السيدة زينب بنت جحش ، نسلط الضوء على موقف لكل منهما ، كلاهما أجل من أن يعقب عليه !
أثنت زينب على عائشة أم المؤمنين خيراً ، عندما استشارها رسول الله في حادث الإفك ، ففي الحديث قالت السيدة عائشة : ( وكان رسول الله سأل زينب بنت جحش عن أمري ما علمت؟ أو ما رأيت؟ فقالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري ، والله ما علمت إلا خيراً )
قالت عائشة : ( وهي التي كانت تساميني - تدانيني في المنزلة وتفاخرني - من أزواج النبي ، فعصمها الله بالورع ) رواه البخاري و مسلم .
وقد أحسنت عائشة رضي الله عنها في الثناء على زينب إذ قالت : ( ولم أر امرأة قط خيراً في الدين من زينب ، وأتقى لله ، وأصدق حديثاً ، وأوصل للرحم ، وأعظم صدقة ، وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله تعالى.
وقد أثنى رسول الله على كثرة تصدقها وكنَّى عن ذلك بطول يدها، فعن عائشة أم المؤمنين قالت: قال رسول الله : ( أسرعكن لحاقاً بي أطولكنَّ يداً ، قالت : فكنَّا نتطاول أينَّا أطول يداً ، فكانت أطولنا يداً زينب ؛ لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق ) رواه البخاري و مسلم
قل الحق و لو على نفسك ، و اصدق القول ولو عن عدوك ( أو من بينك و بينه شئ )
بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } الأحزاب56
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعيــــــن
" اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آله إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آله إبراهيم إنك حميد مجيد "
|
g'hzt lk fdj hgkf,m
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
4 أعضاء قالوا شكراً لـ صافي الود على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
المواضيع المتشابهه
|
الموضوع |
كاتب الموضوع |
المنتدى |
مشاركات |
آخر مشاركة |
لطائف تفسيرية
|
ملاك الورد |
نفحات آيمانية ▪● |
17 |
05-16-2018 05:38 AM |
لطائف من بيت النبوة
|
ندووش |
هدي نبينا المصطفى ▪● |
16 |
11-15-2017 10:27 AM |
لطائف المعارف
|
اريج المحبة |
الصوتيات والمرئيات الاسلاميه ▪● |
17 |
05-05-2016 11:32 AM |
لطائف قرآنية
|
طيف الامل |
نفحات آيمانية ▪● |
21 |
10-01-2015 05:15 PM |
خاتم النبوة من دلائل النبوة
|
سراج المحبة |
هدي نبينا المصطفى ▪● |
20 |
01-08-2015 12:54 PM |
الساعة الآن 09:26 AM
|