أوضح خبراء في التعليم لـ«عاجل»، اليوم الأحد، أن تقليص عدد حصص النشاط إلى 4 حصص فقط خلال الموسم الدراسي الواحد «خطأ تربوي فادح»، فيما طالب آخرون بإلغائها خلال العام الدراسي الحالي وتطبيقها من العام المقبل بعد تلافي السلبيات.
وكانت الإجراءات الجديدة للتعليم خصصت 4 أيام في الفصل الدراسي الواحد لحصص النشاط، بواقع حصتين متتاليتين لكل يوم، على أن توزع أيام التنفيذ على أيام الأسبوع غدًا، شريطة أن تكون هذه الحصص في منتصف اليوم الدراسي بحيث لا تكون الحصة الأولى ولا الأخيرة.
وقال الكاتب والناقد المهتم بالتعليم والتربية الدكتور صالح الحمادي، إن قرار اعتماد أربع حصص للنشاط هو خطأ تربوي فادح، وقرار إلغائها أشد فداحة، فالوزارة في الحالتين لم تهيئ البيئة الكافية لنجاح الفكرة، لذا تحولت الحصة إلى مجرد هدر زمني يُعادل الهدر المادي.
وأضاف الدكتور الحمادي، أن وزارة التعليم اعتمدت القرار ولم توفر المكان المناسب للنشاط، ولم تركز على نوعية معلمي التربية البدنية والفنية كركائز لنجاح الفكرة، وإذا كان معلم التربية الفنية -مثلًا- لا يجيد أي مهارة من مهارات العمل الرئيسة العشر المحددة له سلفًا، فماذا ننتظر من معلم لا يملك أي مهارة في مجال عمله؟ ويسري هذا القياس على عدد كبير من المعلمين، لذلك يمكن تعويض حصة النشاط بتنمية قدرات معلمي التربية الفنية والرياضية واللغة العربية، وهم بمواهبهم سيكتشفون المواهب، ويقدمونها لدوائر الضوء، لكن فاقد الشيء لا يعطيه.
من جانبه، قال المتخصص بأصول التربية والمهتم بتطوير التعليم الدكتور مساعد ال بخات: «سبق وأن عملت في الأنشطة الطلابية من قبل تطبيق حصص النشاط مع الزملاء في المدارس لسنوات عدة، ووجدت الفائدة من حيث تنمية ميول الطلاب والارتقاء بمواهبهم، واكتساب بعض القيم بالتعاون مع الزملاء، وجميعها أمور إيجابية، ونجد أثرها على الطلاب في المستقبل، لكن تطبيق حصة النشاط كما هي الآن بالوضع الحالي فيها بعض الجوانب السلبية، ومنها بعض المباني المدرسية غير مهيأة لتفعيل حصة النشاط بكفاءة عالية، من حيث نقص بالمرفقات أو الأدوات اللازمة لتطبيق الأنشطة».
وتابع قائلًا: «إن أي نشاط يحتاج إلى دعم مالي وبعض المدارس لم تستلم الميزانية التشغيلية حتى الآن، فما بالكم بالأنشطة وهي تحتاج إلى دعم مالي، وبعض المدارس تعاني في نقص في المال؟».
وأضاف الدكتور ال بخات، أن الفترة الزمنية التي يمكث فيها الطالب والمعلم تزيد الآن، فبدلًا من أن يحضروا في الساعة الـ6 صباحًا والخروج الساعة الـ1 ظهرًا يضطرون إلى المكوث حتى الساعة 2 ظهرًا، وبعضهم يصل إلى ما بعدها، فما بالك بالمعلمين والمعلمات المغتربين الذين يعملون خارج المناطق في ساعات العمل طويلة، تكون مرهقة عليهم، وهو ما يكون له ضرر نفسي وجسدي.
وأوضح أن الأسر تتأثر من خروج أبنائها من المدرسة، كما يؤثر ذلك على رب الأسرة في ترتيب وقته، مقترحًا إلغاء حصة النشاط خلال هذا العام الدراسي 1441؛ لتلافي العقبات الموجودة حاليًّا، وأنه إذا طبقت خلال العام المقبل تحل حصة النشاط مكان حصة دراسية لمادة معينة، وبالتالي لن يعاني الطلاب أو المعلمون من الإرهاق، ويتم تزويد المدارس بدعم مالي خاص بحصة النشاط مع بداية كل سنة دراسية، والأهم يتم التأكد من أن المباني الدراسية مهيأة بالمرافق والأدوات الأزمة. https://ajel.sa/g6nhyd/