الذكرى الـ١٨ لهجمات ١١ سبتمبر، التي شهدتها الولايات المتحدة عام 2001، حلّت أمس الأربعاء وحل معها ما شكّلته من نقطة مِفصلية في علاقة العالمين العربي والإسلامي بالغرب، بسبب تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا.
فالدمار الذي أحدثه ارتطام الطائرتين ببرجَي التجارة العالمي في نيويورك؛ كان له ما أثره في علاقة الولايات المتحدة مع العالَمين العربي والإسلامي.
وعلى الرغم من أن ما يُعرف بظاهرة الإسلاموفوبيا، وهي الخوف من الإسلام أو من المسلمين؛ تُعد ظاهرة قديمة بحسب الباحثين؛ إلا أنها تنامت بشكل كبير بعد تلك الأحداث التي تَبَنّتها جماعات إرهابية.
ووفق تقرير نشرته "سكاي نيوز"، يقول الكثير من الباحثين: إن جذور الظاهرة تمتد لصراعات تاريخية قديمة، اكتسبت بُعدًا جديدًا بعد أحداث سبتمبر؛ إثر استغلالها من طرف الكثير من المفكرين والساسة الأمريكيين من أجل الترويج لأفكارهم التي تُعادي المسلمين.
وحاول الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، من خلال خطابه الموجّه إلى العالم العربي والإسلامي من القاهرة، التخفيفَ من حدة ذلك التوتر، قائلًا إنه يريد بدء صفحة جديدة في علاقة الولايات المتحدة مع العرب والمسلمين.
لكن جماعات متطرفة وجدت في ظاهرة الإسلاموفوبيا شريان حياة تقتات عليه، وتنمي تطرفها، وتبرر به أجندتها الإرهابية، وبينما تستمر الجماعات الإرهابية في تكثيف نشاطاتها، وترك بصماتها الملطخة بدماء الأبرياء عبر العالم؛ فإن دولًا غربية كثيرة لا تزال توفر اللجوء لكثير من القيادات الإرهابية.
فبريطانيا مثلًا التي كانت مسرحًا للعديد من العمليات الإرهابية واكتوت بنار الإرهاب؛ لا تزال إلى اليوم حاضنة للعديد من قيادات التنظيمات الإرهابية؛ بحجة مراعاة حقوق الإنسان.
كما أن القوانين البريطانية المتعقلة باللجوء ساهمت في إبقاء العديد من القيادات الإرهابية على أراضيها، رغم مساعي الحكومات البريطانية المتعاقبة لترحيل العديد من تلك القيادات.