11-07-2014, 11:36 PM
|
|
|
|
|
حقول الرماديين ..!
\
" الخُبــــــــز"
هو نتاج رحلة طويلة من العناء و المكابدة ..
هو ما يقتات عليه ملايين البشر ..
هو ما تدفع الدول مبالغاً طائلة لـ تطويره !!
- نعم بعض الدول تُطَوِّرُ الخبز و تعتني به كأهم مواردها
و الخبز كان ولا زال أداة تنشر بها ثقافات البلدان و ذلك عن طريق تصديرها ..
" المخبـــــــــــــــز"
مكان حيث توضع فيه المخبوزات لتطويرها و جعلها صالحة للالتهام ..
كان سبب انهيار الكثير من المخابز هو عدم اهتمامها بكيفية وصول الخبز إليها !
بل كان الخبازون يجعلون من المخبوز ملكية لهم ..
و بذلك ينسبون إلى ذواتهم كل الفضل جاعلين من الشخصيات الأخرى
" نكرات " و " التعريف " لهم !
فانهارت المخابز بسبب جرائم الخبازين .. و على ذكر الخبازين !!
" الخبـــــــــــــاز "
هو تلك الآلة المتحكمة بطريقة الخبز و كيفية اخراج المخبوز بصورة مهذبة
لا تضر أحداً .. و بعض الأحيان لا تنفع أحداً !!
نعم هي آلة لتجردها من المنطق .. وقد مرت هذه الآلة بتطورات منذ نشأتها
فقد كانت مهنة الخباز قديماً حكراً على بني البشر ، و لكن الخبازين ارتكبوا جرائم كالتي ذكرناها .. جردتهم من البشرية ، فقرر مجتمع الرماديين ان ينفي عنهم البشرية ..
و يصنفهم ضمن الآلات .. و للعلم تصنيف مجتمع الرماديين غير مقبول إلا عند المزارعين .. !
سنشرح الأمر لاحقاً ..
" المُزارع "
هو الذي يبذل كل المجهود و يبدأ من البذرة ، و الفضل بعد الله يعود إليه عندما تصبح البذرة ثمرة .. !
و لأن الخبز ليس سوى نتاج للثمرة و الثمرة نتاج البذرة فإن الفضل في كل العمليات السابقة عائدٌ إلى حضرة الزارع المجتهد .. العفيف !
و بعد كل الضباب القابع فوق شخصية المزارع و الغموض الذي يلف شخصيته
لم يعطه أحدٌ حقه غير مجتمع الرماديين .. لأنهم نفس الطبقة " تقريباً "
و لأنهم يعانون المشاكل عينها !
فقرر مجتمع الرماديين انه لا يوجد - انسان - أو - كائن بشري - المذكورة أسمائهم أعلاه غير هذا المزارع الكادح ، فكانت هذه بذرة الصداقة بين المزارعين و الرماديين ..
الشخص الرمادي هو الذي سيأسره اللون الرمادي في الصورة ..
بعكس الآخرين الذين سيفهمون الرمادي على أنه إيحاء بالكئابة !
الشخص الرمادي يحب الكلاسيكيات ، مبدع و لكن إبداعه " خام "
بلا مؤثرات و خارجية و لا ثقافات أجنبية دخيلة !!
الرمادي رجلاً كان أو امرأة هو كنز دفين لا يظهر حقيقته لأقرانه و لا لغيره !
له عقلٌ أكبر منه ..
المهم أن الرماديين لكونهم أكثر الناس رقياً و تجرداً من النرجسية و الأنانية
أنشئو سوياً مجتمع الرماديين فاستطاعوا ان يمتلكوا ما عجزت القوى العظمى عن امتلاكه و كان ذلك عن طريق قوة امتلكوها تسمى " القناعة "
بها كانوا اسعد الناس و أغناهم ..
\
هذه كل الشخصيات التي يجب ان نتعرف عليها قبل خوض غمار الحقيقة المرة !
ملحوظة : الفقرة القادمة تحتوي على صور للبالغين فقط .. لا يجب بالضرورة ان يكون لها علاقة بالحديث الذي فوقها او الذي تحتها .. !
\
بدأ كل شيء عندما سار المزارع في الأرض و مشى في مناكبها ، فطابت له النسائم و لذ له العيش !
كانت تلك اعادة تدوير لكل ما يملكه المزارع من إرث و تواريخ قابعة في دماغه
كان يعيد التأمل في العالم و يتخيل صورة الأرض و هو واقف عليها !
ثم يتخيل الشمس و هي تلمع في عينيه ، ثم يرى نفسه العاقل الوحيد في وسطه الذي يعيش فيه ..
منذ تلك النظرة ، أصبحت الوحدة هي الحالة الفضلى لكل بشري
كانت نظرة جلبت الهدوء
بها بدأ الهدوء يدب في كل التفاصيل ،
كانت هي البذرة .. و كل الثمار اللاحقة أتت من نتاج تلك النظرة !!
هالة من السكون اجتاحت العالم و أصبح الصمت محراباً لكل المعاني
عندما اطبقت الأفواه أصبح الوجود بارزاً أكثر بلا ضوضاء
بلا أصوات كثيرة تحجب الرؤية !
الكل يبتسم للآخر ، و يتمنى أن يعرف ما يدور بداخله ..
و هذا كان سبباً في تطوُّر نزعة حب الاستطلاع عند الكائن البشري
و هذه النزعة جعلته يكتشف جمال الأفق و روعة السحب .. و افتتن الرجل
بـ فتنة النعومة ، بـ سادنة القمر ، بـ التي خلقها الله من ضلعه !
فكان يشاركها في كل شيء .. حتى جعلها " في بعض الأحوال " أغلى من ذاته ..
و بعد ان تذوق البشري لذة الحديث مع حواء
و عذوبة أفكارها ، قرر أن يجعلها حكراً عليه ..
لن تخرج للعالم و لن يمتلكها أحد غيره !
* ماتت دهشة البشري بحواء ، فقد استهلكها و أصبحت شيئاً عادياً ..
فقدان الدهشة و الاعجاب بحواء جعل البشري يستكشف الأفق مرة أخرى !
يبحث عن الاندهاش كقيمة حياتية ، الجميل في الأمر أنه وجد الاندهاش
لكن ليس كـ قيمة حياتية بل كـ أسلوب حياة ..
بدأ الاستيطان يدب في منابر السكون و اختفى سجو المفاصل البشرية
و ظهر الصخب في ملامح الصور ، كما ترون .. كل شيء يدل على صخب التغيير
بعد ان شهد البشري هذا المقدار الهائل من الصخب ،
أراد أن يعيد إحياء ذاكرته .. فشغله عن ذلك استمرار الصخب
كثرة التفاصيل ، و فوضى الصباحات .. !
الضوضاء لم تعطي البشري فرصة ليتذكر أصله و أساس مدرسته الفكرية
- إن تمعن جيداً لوجد أن أساس كل هذه المحطات هي نظرة المزارع الأولى
و تأمله للوجود ،
و إن التفت للمزارع لوجده منهمكٌ في سبب خلقه و تكوينه
منهمكٌ في الشيء الذي أوجده الله ليقوم به على أكمل وجه ..
على عكس البشري المبتعد عن أفلاك المزارعين ،
انشغل بأشياء أخرى مثل :
كل شيء في الصورة السابقة مألوف إلا ..
اللون الأبيض ،
فهو فسحتهم للبحث عن النقاء وسط كل الضجيج
* إذاً انشغل البعض بالدين و البعض بملاهي الحياة و الصنف الأخير ....
اشتغل بالخبز .. !
نعم هذه هي كل الحكاية ..
الخُبز هو الفكرة ،
الخبَّاز هو المسئول عن تصدير الأفكار للعالم ،
المخبز هو عقل المفكر الذي ينمي الأفكار ،
المزارع هو الذي يمسك طرف الخيط و يزرع بذرة الفكرة
فيستغل الخبازون بساطته ليتبنو أفكاره البسيطة ،
الرمادي هو الذي شابه المزارع في المنهج إلا أنه يستمد
كل أفكاره من تعلقه بماضيه و ماضي أمته ،
..
قريباً جداً ستنهار مخابز العالم !
و لن تزرع البشرية إلا فوق حـ( ع )ـقول الرماديين !
وقتها :
ستجدني عند الحقل ،
ازرع بعض العقل ،
ازرع نفسي شمس نضالٍ ،
تثمر بعض الظل ،
انزع عن نفسي شهواتي ،
اجني ثمر النُبل ،
فوق مرافي الخُبز الداكنِ ،
يجثم شبح الجهل ،
دع مأساة الخُبز و نادي ،
إن سكوتك بعض الذل ،
الدنيا كسرةُ مخبوزٍ ،
و الموقف جدٌ لا هزل ،
و الخباز مرائٍ ، كاذبُ ، أفاكٌ أيضاً و مُضِل ،
أين صلاح الدين يطهر هذي الأمة من ذا الكحل ،
من زيف حياةٍ أبهرها ، من تقصيري و كذا البُخل ،
فأنا المفلسُ و المتقاعسُ و المشغوف بلدغ النحل ،
دع مأساة الخُبز و دندن ،
هُز كيان الكون و قل :
إني المسلم من بلساني نُظِمَت كل عقودِ الدُر ،
إني المؤمن من تاريخي يأسر كل لبيبٍ حُر ،
فوق حقول رماد الدنيا ، سوف أقيم محافل وجدي ،
"
مما راق لي وجداً قراءة هذا اليوم
منقول
|
pr,g hgvlh]ddk >>!
ياجمالك وجمال ابداعك حكايه عشق ثـقـل مــيزانــك سبحان اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 03:17 PM
|