07-14-2019, 01:08 PM
|
|
|
|
|
الحرف التقليدية في الاردن .. فن يحاكي التراث والحضارة
لا تخرج الحرف اليدوية بأي حال عن كونها فنوناً جميلة ذات حيوية عملية لا تقتصر فوائدها على
التمتع بجمالها فقط ، بل تتعدى ذلك لاستخداماتها العملية المقترنة ببهائها الجمالي ، ومن تنافس فنانيها وتباري محترفيها في البراعة والاتقان .
وقد شهد الاردن في مختلف المراحل التاريخية عددا من الممالك العربية مثل دولة العمونيين التي كانت ربة عمون عاصمتهم ، ودولة المؤابيين في مادبا والكرك ودولة الادوميين ومركزها في الطفيلة ، ودولة الانباط التي من اهم آثارها البتراء حيث تعتبر من اهم الاثار في العالم .
وكان الاردن بحق مركز اشعاع حضاري حظيت به الفنون دائما باهتمام الاردنيين لكون هذه الفنون تعبيرا حقيقيا عن مدى المساهمة والتفاعل التي من الممكن ان يسجلها اي شعب في سجل الحضارة الانسانية.
الفنانة والخزافة منال النشاش تحدثت عن الحرف التقليدية المنتشرة في الاردن ومنها "المنسوجات" ، حيث تعتبر هذه المهنة من اقدم المهن في العالم حيث كان الانسان القديم يتخذ ملابسه من اوراق الاشجار او جلود الحيوانات الى ان اهتدى الى الصوف والكتان والقطن ، ومع الزمن استطاع تطوير ادواته وتمكن من انتاج منسوجات بزخرف ورسم ، فتميزت منطقة البلقاء بغزل الصوف وكذلك قرية باعون من قرى عجلون ولعبت دوراً مهماً في هذه الصناعة كما عُرف النسيج في منطقة الكرك والريف الاردني حيث تقوم به النساء في الغالب .
اما "الحصر" فقد مارس الانسان هذا النمط من الحرف اليدوية منذ القدم ، إذ كان يبني كوخه من عيدان الشجر واوانيه من عيدان النباتات المختلفة مثل القمح والقصب والخيزران ، وقد وُجد صنف من الحصر يسمى الكركر او الكركي ويصنع من نباتات الحلفا التي تشد الى بعضها بخيوط الكتان ، وتصبغ بألوان مختلفة ، وكانت حصر الكرك مميزة جدا في بلدان المشرق والمغرب .
وأشارت النشاش الى حرفة "البُسط" حيث تعتبر بلاد الشام من اقدم البلاد التي انتجت البسط والسجاد وكان الانسان القديم قبل اكتشاف النول يربط الخيوط على شجرة ، ويجعل في اسفل الخيوط ثقلاً للمحافظة على استقامتها ، ومع اكتشاف النول تطورت هذه الصناعة واصبحت اكثر قوة وجمالا ، وقد عُرفت في الكرك والشوبك والآن اصبحت البسط لوحات فنية رائعة في التصاميم والالوان والخط العربي ..
ومن ضمن الحرف التقليدية ذكرت النشاش "صناعة السيوف والاسلحة التقليدية" ، حيث اشتهرت هذه الصناعة في منطقة الكرك وفي مؤتة التي اشتهرت سيوفها ( المشرفية ) نسبة الى اشراف مؤتة على بلاد الشام ، ولا تزال هذه الصناعة قائمة حتى الآن حيث تزين السيوف والخناجر بالزخارف الغائرة والبارزة ، ولا زالت هذه الحرفة موجودة وتتطور.
اما التطريز فقالت النشاش إن هذه الحرفة منتشرة في اغلب مناطق فلسطين والاردن ، حيث تقوم النساء بتزيين ثيابهُن بتطريزات حريرية ذات اشكال هندسية او نباتية او حيوانية ، ترتبط بمرجعية دينية قديمة ولكل تصميم اسم ومناسبة ويغلب عليها الالوان المهرجانية ، ويكون لكل مرحلة من مراحل العمر مزاج لوني خاص ، ولا تزال هذه الحرف موجودة وبتطور ملحوظ فقد دخل التطريز على اثواب وقماشات جديدة وحديثة .
وتحدثت النشاش عن حرفة الخزف مشيرة الى ان اقدم القطع الفخارية الاسلامية التي وجدت في الاردن تعود الى القرنين الثاني والثالث الهجريين ، حيث تشير الدلائل على انها صنعت في جرش ، وقد شاع هذا الفن في عصر الايوبيين والمماليك إذ كانت تصنع اواني فخارية وادوات طعام وماء وجرار تتميز بزخارف خطية وهندسية ، ورسوم شطرنجية بنجوم مختلفة وتوريقات هندسية تبعث الشعور بالراحة ، ووجدت عينات في حسبان والكرك وذيبان وعجلون ، ولا يزال هذا الفن يمارس حتى يومنا هذا وخاصة على الصعيد الفني والجمالي ، ولا يزال الفخار الاسلامي يؤكد عراقته واصالته ، وذلك لا ينفي المستوى الرفيع والمميز لصناعة الفخار في الاردن التي تعود للعصر الحجري النحاسي ، وفي النهاية اشارت النشاش الى الكثير من الحرف التقليدية والتي ما زالت متواجدة مثل (الحفر على الخشب ، وصناعة الزجاج والرمل الملون ، وصناعة المحاريث والادوات الزراعية ، وصناعة حذو الخيل ، وصناعة المكرميات ، وصناعة المكانس ).
hgpvt hgjrgd]dm td hghv]k >> tk dph;d hgjvhe ,hgpqhvm
|
3 أعضاء قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 07:21 AM
|