ما أجمل أن تسهر عيون مخلصة للحراسة في سبيل الله
حفاظا على الأمة رجالا ونساء
أصحاب هذه العيون
لا يرجون الأجر إلا من الله وحده
ولذلك يمدحهم الرسول صل الله عليه وسلم
[عينان لا تمسهما النار أبدا :
عين بكت من خشية الله و عين باتت تحرس في سبيل الله ]
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح الجامع
في الصحيحين
أن النبي صل الله عليه وسلم
ذكر من السبعة الذين يظلهم الله
تحت ظل عرشه يوم لا ظل له إلا ظله:
[ رجلا ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ]:
أي خوفا
مما جناه واقترفه من المخالفات والذنوب ...
وربما شوقا إليه وإلى لقائه جل جلاله.
قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه
:لأن أدمع دمعة من خشية الله
أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار
وقال مالك بن دينار :
البكاء على الخطيئة يحط الذنوب
كما يحط الريح الورق اليابس .
وما أجمل أن تنحدر دموع الباكين
من خشية الله إما خشية منه سبحانه وتعالى
فهو المتصف بصفات الجلال
(الجبار *القهار- المنتقم *المذل-العزيز ...)
وتنهال الدموع حين يستشعر صاحبها
أن الله يسامح ويغفر ويتوب
مع كثرة معاصينا
فهو سبحانه المتصف بصفات الجمال
(الرحيم *الرحمن- الرؤف- الغفور- العفو- التواب ...)
فسبحان من يتصف بالجلال والجمال
أي العيون التي تكف عن النظر
لما حرم الله تعالى لأن صاحب هذه العيون
يعلم مدى حرمة النظرلما حرم الله تعالى
فيغض عن محارم غير حتى يغض غيره عن محارمه :
{ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ
ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }
النور: 30
وفي حديث أبي هريرة عن النبي صل الله عليه
وسلم أنه قال :
[ كل عين باكية يوم القيامة،
إلا عينا غضت عن محارم الله تعالى،
و عينا سهرت في سبيل الله تعالى
وعينا خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله تعالى ]
الراوي: أبو هريرة المحدث: السيوطي -\
كل الحوادث مبدؤها من النظر
ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك
السهام بلا قوس ولا وتر
والعبد ما دام ذا عين يقلبها في أعين الغيد موقوف
على خطر يسر ناظره ما ضر خاطره
لا مرحبا بسرور عاد بالضرر
فهي تتقلب في السماء
بشمسها وقمرها ونجومها وغيومها
وصفائها وظلامها بالليل وضيائها في النهار
وتتأمل في الفضاء الطيور والطائرات
كيف يحملها الهواء ...
وتتأمل في البحر وما فيها والأرض
وما عليها والإنسان وتكوينه :
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ
حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ
أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ *
أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ }
فصلت : 53, 54
*****
{ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ
وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ
مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }
النحل: 12
{ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ
تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ
يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ }
المائدة: 83
ما أجمل النظر في كتاب الله
لتلاوة الآيات بتمعن وتدبر فترق القلوب,
وتحن لرحمة الله, وما عنده
من الخير الذي أعده الله في جنات النعيم
متعنا الله والموحدين جميعا بنعيم الجنان,
وكذلك هذه العيون عندما تقع على آيات العذاب
فتوجل معها القلوب من خشية الله
ومما أعده الله من صنوف العذاب
في النار أعاذنا الله والموحدين
أجمعين من عذاب النيران .
إن أصحاب القلوب الرقيقة
حتى من خلال النظرات الرحيمة
التي تبعث الطمأنينة في نفس من يتلقى هذه النظرات
بعيدا عن القسوة والجفاء وكثيرا ما تدمع هذه العيون
رحمة ورقة لحال أهل الفقر والحاجة .
*****
ويقول أحد الشعراء: من روائع الحكمة
إن أنت لم ترحم المسكين إن عدما
ولا الفقير إذ يشكو لك العدما
فكيف ترجو من الرحمن رحمته
وإنما يرحم الرحمن من رحما
لكــــم كل الود..