وضع نائبان أمريكيان نفسيهما تحت طائلة قانون وطني يمنع تضارب المصالح، بعدما أخفيا تفاصيل رحلة ممولة قاما بها بتمويل قطري في ديسمبر الماضي.
واتهمت شكوى تلقتها لجنة الأخلاقيات بالكونجرس الأمريكي، النائبين «بإخفاء هدايا أو مدفوعات تلقياها من حكومة أجنبية»، بالمخالفة للقانون الفيدرالي الذي يمنع تضارب المصالح.
وقالت مصادر أمريكية إن عضو مجلس النواب عن ولاية نيوجيرسي دونالد نوركروس، قام برحلة مولتها قطر (لم تحدد وجهتها) في ديسمبر عام 2018، دون أن يضمِّنها في تقرير الإفصاح السنوي الذي يقتضيه القانون من جميع النواب.
وذكر موقع «ديلي كولر» أن شكوى قدمتها إحدى المؤسسات المعنية بمراقبة تطبيق القانون، إلى لجنة الأخلاقيات بالكونجرس، اتهمت النائب نوركروس بمخالفة المواد التي تمنع تضارب المصالح والتدخل الأجنبي.
وأوضح الموقع الأمريكي أن نوركروس -وهو عضو لجنة الخدمات المسلحة بمجلس النواب، ويرأس اللجنة الفرعية للقوات الجوية والبرية التكتيكية- قام بالرحلة على الرغم من وجود تضارب مصالح محتمل.
ونوه الموقع بأن لدى قطر مصالح عسكرية كبرى مع الولايات المتحدة؛ لكونها تضم قاعدة العديد الجوية (أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط)، مضيفًا أنه نظرًا إلى أن نوركروس عضو بلجنة الخدمات العسكرية، فمن المهم على نحو خاص فَهْم علاقاته المالية مع الحكومات الأجنبية، خاصةً أنها تؤثر في الرجال والنساء الذين يخدمون الولايات المتحدة في الخليج العربي وحول العالم.
ونقل الموقع عن مؤسسة «فاونديشين فور أكاونتبيليتي أند سيفيك ترست» -وهي مراقب حكومي غير ربحي- أن القانون الفيدرالي يحظر على الأعضاء الإخفاق عن عمد في الإبلاغ عن المعلومات المطلوبة المتعلقة بإفصاحاتهم المالية.
ولفتت المؤسسة إلى أن عقوبة انتهاك القانون تصل إلى 50 ألف دولار، والسجن لفترة لا تتجاوز العام.
كما جاء في الشكوى أنه يجب على الأعضاء تقديم إقرارات الذمة المالية، متضمنةً هوية المصدر، وتوصيفًا موجزًا، وقيمة جميع الهدايا، لافتةً إلى أنه «بإغفال هذا الإفصاح، أخفى النائب نوركروس هدايا أو مدفوعات تلقاها من حكومة أجنبية.
وأوضح الموقع أن النائب الثاني هو نائب ولاية كونيتيكت جيم هايمز، وهو عضو بلجنة الاستخبارات بمجلس النواب، مشيرًا إلى أن مكتب النائب تجاهل الرد على الأسئلة المتعلقة بعدم إفصاحه عن الرحلة.
وبيَّن «ديلي كولر» أن قطر لديها ثقافة الرشوة من أجل الحصول على معاملة خاصة، ورغبةً في التأثير في الدول الأخرى، مشيرًا إلى أنها تعرضت مرارًا وتكرارًا لاتهامات بالرشوة على الصعيد الدولي، أشهرها متعلقة بكأس العالم 2022.
ولفت إلى حادثة المشرفة بمطار جون كينيدي في مدينة نيويورك، التي أقرت في 21 يونيو بتلقيها رشى من قطر من أجل مبيت طائرتها خلال ليلة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، فضلًا عما أظهرته الوثائق بشأن تقديم قطر سرًّا مئات ملايين الدولارات لمسؤولين بكأس العالم لاتخاذ قرارهم باستضافة قطر الفعالية في 2022.