لجأ مرضى ومراجعون إلى تقديم شكاوى إلى وزارة الصحة- عبر رقمها الموحد 937- ضدَّ مستشفى أبوعريش العام.
وتنتقد الشكاوى عدم تقيد إدارة المستشفى بمواعيد عمل العيادات الخارجية من الساعة الثامنة صباحًا، عكس بقية المستشفيات التابعة للوزارة في عموم المملكة.
ويتمُّ افتتاح العيادات وحضور الأطباء بداية من الساعة التاسعة صباحًا، رغم رسائل نصية تلقاها المرضى من الوزارة تؤكِّد أنَّ المواعيد بمستشفى أبوعريش تبدأ في الثامنة صباحًا.
ويشكو المتضررون من عدم وجود كراس تكفي الأعداد الكبيرة من المرضى والمراجعين الذين تكتظُّ بهم صالة الانتظار والممرات المؤدية إلى غرف العيادات.
وأثار هذا المشهد المتكرر استياء المراجعين، لاسيما افتراش المرضى (بما فيهم كبار السن والنساء والأطفال، وأصحاب الأمراض المستعصية) للأرض.
وتزيد الأزمة في ظل انتظار المراجعين لمواعيدهم المتفاوتة، كما أنَّ أصحاب الحالات الحرجة وكبار السن لا يستطيعون تحمل الجلوس على الأرض.
وتعد غالبية المراجعين المحولون من مستشفيات ومراكز صحية من محافظات أخرى بمنطقة جازان؛ حيث يقطعون مسافات طويلة للحضور إلى مستشفى أبوعريش العام.
وتطالب الشكاوى بضرورة تدخُّل وزارة الصحة لوضع حد لمعاناة المراجعين للمستشفى، ومحاسبة المسؤولين عن المشكلة، كونها مخالفة صريحة وواضحة لأنظمة الوزارة.
وتوثق مشكلة المواطن عبده العامري من سكان إحدى قرى محافظة العارضة شرق منطقة جازان، طبيعة ما يحدث.
وقال المواطن لـ«عاجل»: «أحضرت ابني مؤيد- 10 سنوات- الذي يشكو من مرض التوحد إلى مركز صحي بالمحافظة، لعلاجه من مشكلات جلدية ظهرت في فخذه وظهره بصورة مخيفة».
وأضاف: «هذا النوع من المرض يحتاج إلى طبيب متخصِّص بعيادة للجلدية.. وصلتني رسالة نصية من الوزارة تحدِّد الموعد-8:30 من صباح الأحد 13 / 10 / 1440هـ، لابني المريض».
وتابع: «ذهبت قبل ربع ساعة من الموعد المحدد بعيادة الجلدية في مستشفى أبوعريش العام، لأصطدم بالواقع المرير.. غرف العيادات بالمستشفى كانت مغلقة بالكامل».
وقال: «حتى مكتب مدير العيادات كان كذلك.. لم أجد وقتها حلًا سوى تقديم بلاغين رسميين على الرقم الموحد التابع لوزارة الصحة 937».
وبيَّن أنه تواصل مع مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة جازان الدكتور عبدالله النجمي وأبلغه بالواقعة ليقوم بدوره في نقل المشكلة إلى مدير مستشفى أبوعريش العام.
وأكَّد العامري أنَّ مدير المستشفى «اتصل بي ليستفسر مني عن التفاصيل»، وكان ردُّه أنه لا يعلم بالوضع الحاصل في العيادات الخارجية بالمستشفى.
وتابع العامري: «انتقلت للاستقبال.. سألتهم عن موعد دوام الأطباء وعملهم في العيادات الخارجية فأوضحوا لي بأنَّ العيادات كلها تفتح عند الساعة التاسعة صباحًا».
وقال: «أخذت ورقة للموعد وانتظرت كغيري من المرضى والمراجعين ليس بيدنا شيء نفعله، وقد أجبرتنا الظروف التي عليها المواعيد بالمستشفى الانتظار لساعات».
وأوضح أنَّه ذهب للمستشفى مجددًا، و«في ظل غياب تعطل شاشة الأرقام الإلكترونية، انتظرنا من ينادي بأرقامنا، لعرض حالة ابني المريض على الطبيب المختص بعيادة الجلدية».
وبين العامري أنَّ المشهد تكرر مجددًا، حيث «بدأ العمل في العيادات الخارجية عند الساعة 9:00 صباحًا، ما يدل على تجاهل الجهة المسؤولة تعديل عمل العيادات».
وطالب العامري بالتقيد بالموعد التي حددتها وزارة الصحة لمستشفيات مناطق المملكة كافة، وتعزيز حالة الانتظام والانضباط ليس فقط في مواعيد العمل، لكن في عمليات الكشف على المرضى.
وأشار إلى أنَّه دخل بابنه المريض على الطبيب قرب الساعة العاشرة من صباح اليوم المذكور، بعدما عانى كثيرًا من طول الانتظار.
وبيَّن أنه لم يكن الوحيد الذي لحقت به المتاعب بل هناك غيره الكثير من المرضى، مشيرًا إلى أنَّه تلقى اتصالًا من منسق لعمليات الرقم الموحد بوزارة الصحة.
وتبيَّن له أنَّ «الإدارات السابقة التي مرَّت على المستشفى هي من وضعت موعد العمل بالعيادات الخارجية بالمستشفى عند الساعة التاسعة صباحا»، لكنها ليست مواعيد العمل الرسمية.
وتواصلت «عاجل»، مع متحدث صحة جازان، محمد دراج، للوقوف على طبيعة ما يحدث، فأكَّد أنَّه «تم تقديم الخدمة للمريض».
وتابع: «في وجود أي شكاوى أو ملاحظات على الخدمة المقدمة فقد خصصت وزارة الصحة الرقم 937 لاستقبال البلاغات والشكاوى على المنشآت الصحية».