يقول العلماء إن الناس الذين يقضون الكثير من الوقت في النظر إلى الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية ينمون "طفرات" عظمية في الجزء الخلفي من رؤوسهم.
وأشار العلماء إلى أن أعدادا متزايدة من الناس لديهم نمو يسمى "النتوءات القذالية الخارجية" المتضخمة، في قاعدة الجمجمة.
ونظرا لأن هذا النتوء كان نادر الحدوث عندما تمت مناقشته لأول مرة في القرن التاسع عشر، فقد نكون قادرين الآن على الإحساس بهذه الكتل العظمية بالتلمس بأصابعنا أو رؤيتها لدى أي شخص أصلع.
ويطور الأشخاص الأصغر سنا هذه "الطفرات" بشكل أسرع، حيث أظهرت الأبحاث أنها أكثر انتشارا لدى من تتراوح أعمارهم بين 18 0 عاما.
وأجرى العلماء في جامعة "صن شاين كوست"، في كوينزلاند بأستراليا، أبحاثا مفصلة حول هذه الظاهرة، وفحصوا أكثر من ألف جمجمة تعود لمشاركين تتراوح أعمارهم بين 18 و86 عاما، بحسب تقرير BBC Future.
وقال كبير الباحثين، الدكتور ديفيد شاهار: "عملت طبيبا منذ 20 عاما، واكتشفت، فقط خلال العقد الماضي، بشكل متزايد أن مرضاي لديهم هذا النمو في الجمجمة".
ويقترح الدكتور شاهار أن السبب الذي جعل هذه "الطفرة" العظمية أكثر شيوعا، هو المقدار الذي يقضيه الناس وخاصة الشباب في النظر إلى الأسفل.
وبالتالي فإن قضاء الساعات في تصفح الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، يسبب ضغوطا كبيرة على الأجزاء الأقل استخداما في الجسم، بحيث تؤدي فعليا إلى تغيير أجزاء منه.
وعلى وجه التحديد، يتم الإفراط في استخدام العضلات التي تربط الرقبة مع الجزء الخلفي من الرأس لأنها تحاول الإمساك بالجمجمة، حيث يبلغ متوسط وزن رأس البالغ نحو 5 كلغ.
واستجابة لتلك العضلات التي أصبحت أكبر وأقوى، كما يشير الدكتور شاهار، فإن الهيكل العظمي ينمي طبقات جديدة من العظام لتدعيم وتوسيع المنطقة.
وفي المتوسط، يبلغ حجم " النتوءات القذالية الخارجية" نحو 2.6 سم، والتي أكد العلماء أنها "أكبر بكثير" من متوسط حجم النتوءات في عام 1996.
ويعتقد العلماء أن السبب في ذلك هو "الثورة التكنولوجية المحمولة باليد"، وأوضح الدكتور شاهار أنه على الرغم من أن الكتل العظمية قد لا تسبب أي آثار ضارة، لكنها قد لا تزول أبدا.