كثيرأ ما نضطر للتعامل مع شخص متشائم، جالب للهم، بائس، ينشر طاقته السلبية ودائم الشكوى، فيؤثر علينا سلباً بالطبع ونتمنى لو أنه يرحم نفسه ومن حوله من إشاعة النكد والأحزان. ولكن…. ماذا لو كنت أنت ذلك الشخص الكئيب الذي ينشر الغم من حوله؟ ننصحك بإنقاذ نفسك قبل خسارة مكانتك في قلوب من تحبهم. - توقف عن ندب حظك أو حظ الآخرين، وعن الحديث عما يجلب الهم والغم. تخلص من ميولك التشاؤمية وانتقل من خانة المنفرين إلى مكانة المبشرين ، هؤلاء الذين يستبشر الناس برؤيتهم وسماع أحاديثهم. تعود على حل مشاكلك بنفسك واستتر على ابتلاءاتك واظهر للناس بصورة حسنة. لا تستجدي العطف والشفقة من أحد. لديك رب كريم، رحيم، رؤوف، عالم بأحوالك فالجأ إليه وادعو له أن يكشف ما بك من هم وينجيك من الغم، ودعك من التشكي للناس. - هل تعلم ما ستجنيه من كثر الشكوى للناس وإظهار تعاستك؟ سوف تجني خوفهم من تأثيرك السلبي على حياتهم، وسيخافون حسدك وغيظك من نعمهم. فأنت في نظرهم فاقد النعمة البائس وبالتأكيد هذا سيرشحك لأن تصبح حسوداً يملؤك الغل والغيظ. لا أحد في هذه الدنيا يستمتع بصحبة (الشخص النكدي). - جميعنا يبحث عن الطمأنينة، البشرى، الأمل… جميعنا يتوق إلى صحبة ذوي الشخصيات القوية، المتفائلة، الملهمة للنجاح. ولا أحد منا يطيق معاشرة المتجهمين، المكتئبين، أصحاب القناعات السلبية. - لا تطمع في أحبتك أكثر من اللازم، فتلقي بكاهل همومك ومخاوفك وأحزانك عليهم. فهم في النهاية بشر لهم طاقة للتحمل. لا تستنفذ ما لديهم من طاقة في سماع أحزانك. من حقك بالتأكيد أن تستعن بشخص تحبه وتثق به لتبوح له بمكنونات نفسك، إنما الخطأ في المبالغة بالشكوى وجر أحبتك للحزن والكآبة. - أنت لست فاقد النعمة. الحياة مليئة بالفرص وأبواب الله مفتوحة دائماً لأهل الخير فكن منهم وترقب الفرج مع السعي الجاد للتغلب على سلبيات شخصيتك أولاً ومن ثم حياتك. وتأكد أنك ستصبح بحال أفضل عندما تتوقف عن الندب والتحسر والتشكي للناس. وليس المقصود هنا الفضفضة التي نلجأ لها مع شخص قريب للنفس للتفريغ عن مكنونات أنفسنا ولسماع نصيحة أو عبارة نتطمئن لها. أو لمجرد أن نفرغ شحنات الغضب أو الحزن التي استولت علينا. فهذا مطلوب ويجلب الراحة والفائدة بلا شك. - ولكن هناك فرق كبير بين أن تكون شخص ايجابي وقوي وتلجأ للفضفضة مع من تثق به، وأن تكون الشخصية النادبة الشاكية البائسة أبداً. والكل يعلم في قرارة نفسه الفرق بين الحالتين. - لا تظهر كالبائس، سواء بلباسك الباهت غير المنمق أو بتعابير وجهك الكئيبة. اجعل ملامح وجهك مريحة ومقربة للقلوب. تعابير مريحة مبشرة وليست لئيمة كئيبة منفرة. اعلم أن الأجواء المحيطة بك معدية فحاول دائماً الابتعاد عن الأشخاص السلبيين المُحبطين لكي لا تنتقل إليك عدوى التشاؤم والسوداوية. - تخيل أنك في حالة عادية ومشاعرك متزنة فلست في حالة حزن أو غضب كما أنك لست في حالة سعادة وبهجة، مشاعرك حيادية تماماً ولست مشغول الفكر بأي قضية. وأثناء هذا السكون النفسي تقابلت مع شخص حيوي، مرح، منطلق، أحاديثه جذابة وشيّقة وخفة روحه تضيف البهجة على النفوس… كيف سيصبح حالك بعد هذه المقابلة؟ هل ستبقى في حالة الوسط التي كنت فيها أم أن الطاقة الإيجابية التي انفجرت أمامك ستجرك إليها؟ بالتأكيد سوف تشعر بأن أحاسيس السعادة قد انتقلت إليك بشكل أو بآخر وبأنك أصبحت أفضل حالاً وأكثر حيويةً وحماساً. - ثم تخيل العكس: في نفس حالة هذا السكون النفسي دخل عليك شخص كئيب، شاكي، متذمر، أحاديثه تنفث الشؤم والإحباط، قصصه كئيبة وقناعاته سلبية… دخل معك في نقاشات قاتمة كئيبة وروى لك أحاديثه المشؤومة التعيسة…. نعود لطرح نفس السؤال، كيف سيصبح حالك بعد هذه المقابلة؟ هل ستبقى بنفس الحال قبل مقابلة هذا الشخص أم أن أجواءه السلبية التي أحاطت بالمكان قد انتقلت إليك؟ بالتأكيد سوف تشعر بالإحباط ويبدأ الشعور بالضيق بالتسلل إلى قلبك بسبب مجالستك لجالب الغم والنكد. - فأي من الشخصيتين تود أن تكون؟ فاجئ نفسك قبل محبيك بتغلبك على قناعاتك السلبية وشخصيتك الميالة للتشاؤم. احرص على مكانتك وقدرك بتخليك عن الطباع التي تتسبب بنفور حتى أقرب الناس إليك…
ولن نمل من الدعوة للتفاؤل مهما كانت الظروف فهي وسيلتك المضمونة لحياة أفضل