تقع أفاميا فوق هضبة تشرف على وادي الغاب، تبعد عن مدينة حماة حوالي 55كم إلى الشمال
الغربي من المدينة، وتبعد عن حلب حوالي 130كم، وعن مدينة اللاذقية 125كم. أسسها سلوقس نيكاتور الأول في عام 300ق.م، وأسماها أفاميا وجعلها العاصمة الحربية لدولته، إذ كانت قاعدة انطلاق
الجيوش السلوقية، كما جرى فيها الكثير من وقائع الحروب الأهلية الرومانية ولعبت دوراً مهماً في الحروب الفارسية الرومانية.
استمر ازدهار أفاميا السياسي والتجاري والعمراني والسكاني حتى القرن السادس عندما اجتاح كسرى سورية عام 573م
فدمر المدينة ونهبها، وخضعت المدينة للحكم الساساني ثم حكمها الروم، وفتحها العرب المسلمون عام 640م، إلاّ أن اهتمامهم
بها انصب على حصنها الذي عرف منذ القرن العاشر باسمقلعة المصيق، احتلها الصليبيون ثم حررها منهم نور الدين الزنكي عام 1149م.
تعرضت أفاميا لعدد كبير من الهزات الأرضية والزلازل وخاصة في القرن السادس وكانت تعود لتنهض من جديد، إلا أن الزلزال الذي ضربها
سنة 522هـ/1157م دمر المدينة تماماً بحيث لم يبقَ منها إلا قلعتها التي عاد إليها السكان بعد ترميمها من قبل نور الدين زنكي.
أجمل ما تتميز به أفاميا هو أعمدتها الحلزونية، وفيها أيضاً الشوارع المتعامدة، والأقواس، والساحة العامة (الآغورا)، والسوق، والمعابد، والمسرح، والملعب.
بالإضافة إلى الفسيفساء الرائعة التي عثر عليها في أفاميا والتي يفوق حجمها ما وجد من فسيفساء في أي موقع آخر في سورية.
ومن أجل حفظ هذه الثروة الأثرية قامت المديرية العامة للآثار والمتاحف بترميم الخان العثماني الأثري ليكون متحفاً خاصاً
لمنطقة أفاميا إذ تم افتتاحه عام 1982. أما بقية الآثار المكتشفة محفوظة في متحف دمشق وحماة ومتحف أفاميا ومتحف بروكسل.