05-04-2019, 11:02 AM
|
|
|
|
|
الابتسامة الوان منها ما هي لك
الابتسامة الوان منها ما هي لك
الابتسامة الوان منها ما هي لك ومنها ما هي عليك ومنها مجاملة لك تبدو بلا روح .
كم قناعا نضع مع ابتسامتنا ؟، فللشماتة ابتسامة وللفرحة ابتسامة ، ولشر البلية ابتسامة قد تتحول إلى ضحكة ، تلك ضحكة المذبوح .
وما يفضح ذلك كله فهي العيون إنها كتاب النفس وصفحاتها ، تتقلب بحسب ما سُطر في الصفحة ، نعرف في العيون ونظرتها الخوف والسعادة والدهشة والكراهة والمحبة ، هي الانسان في تقلباته ونفسيته .
هل سبق وأن حكمت على انسان بأنه ماكر أو طيب منذ النظرة الاولى له ، ما أري أن ذلك الحكم كان إلا من نظرة العيون بداية ، ولذلك ترى الكثير منا يخفي نظراته عند المحادثة خوفا من أن تفضحه تلك النظرات .
قد نحمل الكره لمحادثنا أو المحبة فنحرص على صرف العيون من النظر المباشر ، إلا إذا كانت النوايا لدى الطرفين واضحة ، محب لمحب أو متخاصمين يظهران التحدي .
والعيون مادة للشعراء تغنوا بها وبجمالها ووصفوها ووصفوا تاثيرها ، ولا شك ان الكثير منا يحفظ بيت الشعر لجرير وهو أغزل بيت في الشعر العربي :
إن العيون التي في طرفها حور .... قتلننا ثم لم يُحيين قتلانا .
وهكذا العين ترمي بسهامها فتوقع المحبة في قلوب البشر فيسقط صريع الهوى .
وقد بين مجنون ليلى ما للعيون من أفعال وأنها صفحة النفس تظهر ما فيها ، وأنها الرسول بين المحبين وبيان حالهم فقال :
جعلنا علامات المودة بيننا تشابك لحظ هن أخفى من السحر
فأعرف منها الود من لين طرفها وأعرف منها الهجر بالنظر الشزر .
ويقول ايضا :
إذا خفنا من الرقباء عيناً تكلمت العيون عن القلوب
وفي غمر الجوانح مستراح لحاجات المحب إلى الحبيب
هي رسول بين البشر ، تظهر ما في القلوب وتحدد العلاقة بين الناس بالكرة تارة والمحبة تارة أخرى أو ما يعتلج في النفس من مشاعر تجاه الآخرين .
ويقول ابو تمام :
شمس دجن تطلعت من قضيب أمرت عينيها بسبي القلوب
أنا من لحظ مقلتيه جريح أتداوى بعبرة ونحيب .
العيون هي رسول الحب بين البشر ولاشك في ذلك قبل الحديث وقبل المسامرة ، هي أول الطريق الى المحبة والإعجاب .
يقول ابن حزم رحمه الله في كتابه الجميل ( طوق الحمامة ) حول هذا الموضوع : (وللحب علامات يقفوها الفطن، ويهتدي إليها الذكي. فأولها إدمان النظر، والعين باب النفس الشارع، وهي المنقبة عن سرائرها، والمعبرة لضمائرها والمعربة عن بواطنها. فترى الناظر لا يطرف ، يتنقل بتنقل المحبوب ويتروي بانزوائه، ويميل حيث مال كالحرباء مع الشمس ) . تلك إذن هي العيون عند ابن حزم مدخل للنفس وبابها ومظهرة لكوامن النفس .
وكما العين رسول المحبة ومصدر الاعجاب هي أيضا مصدر للخوف وبث الرعب ، فالبعض يملك عينان مرعبتان لا يستطيع المرؤ ان يثبت نظره عليهما فما روى عن راسبوتين أن له قوة نفاذة بعينيه وشاع مثل في بروسيا يقول( أقطع من عينَي راسبوتين )، وشاعت أسطورة أنه يفلق بها الحجر .
والعيون والنظر بهما باب من أبواب الفتنة ، حيث أمر الاسلام بغض النظر قال تعالى في سورة النور { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِم { وحتى لا يفهم الأمر على انه خاص بالرجال قال تعالى (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ) . ويفسر رسول الله صلى الله عليه وسلم النظرة ما ورد في الحديث عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (إن النظر سهم من سهام إبليس مسموم من تركه مخافتي أبدلته إيماناً يجد حلاوته في قلبه) أخرجه الطبراني عن ابن مسعود مرفوعاً ، فالنظرة هي أول طريق الغواية لذلك قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لعلي: (ياعلي لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليس لك الآخرة) أخرجه أبو داود الترمذي .
ولذلك فالعين يجب أن تقع في موضع لا يغضب الله ولا تكون أول الطريق إلى الفتنة المؤدية إلى ما لا تحمد عقباه في الدنيا والآخرة ففي الصحيح عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العينين النظر، وزنا اللسان النطق، وزنا الأذنين الاستماع، وزنا اليدين البطش، وزنا الرجلين الخطى، والنفس تمنّي وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه ) .
هي النظرة قد تورث الندامة ، إلا نظرة يراد بها ما أحل الله لنا في الزواج فقد روى عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا خطب أحدكم المرأة ، فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها ، فليفعل قال : فخطبت امرأة ، فكنت أتخبأ لها ، حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها ، فتزوجتها ) . رواه أبو داود.
وقد يرفض البعض النظر الى المرأة المطلوب خطبيتها بحجة أو بأخرى أو بتأويل لفظ حدثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ هُوَ الْأَحْوَلُ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّهُ خَطَبَ امْرَأَةً فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا .
وَفِي هذا الْبَاب عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ وَجَابِرٍ وَأَبِي حُمَيْدٍ وَأَنَسٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى هَذَا الْحَدِيثِ، وَقَالُوا لَا بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا مَا لَمْ يَرَ مِنْهَا مُحَرَّمًا، وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ وَمَعْنَى قَوْلِهِ: أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا قَالَ: أَحْرَى أَنْ تَدُومَ الْمَوَدَّةُ بَيْنَكُمَا.
والإسلام يرفض أن يتزوج الأنسان بدون النظر لمن ستشاركه حياته ونحن نعلم جيدا أن الجمال نسبي عند الإنسان فما هو جميل عند هذا قد يكون على خلافه عند الآخر ، وكذلك هو للمرأة أيضا لها أن تراه وتوافق عليه فهي ليست سلعة تباع وتشترى ، أو ان تزوج بغير علمها وموافقتها ، روي عن عائشةَ رضي الله عنها: أَنَّ فَتَاةً دَخَلَتْ عَلَيْهَا فَقَالَتْ إِنَّ أَبِي زَوَّجَنِي ابْنَ أَخِيهِ لِيَرْفَعَ بِي خَسِيسَتَهُ وَأَنَا كَارِهَةٌ قَالَتْ اجْلِسِي حَتَّى يَأْتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَتْهُ فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِيهَا فَدَعَاهُ فَجَعَلَ الْأَمْرَ إِلَيْهَا فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَجَزْتُ مَا صَنَعَ أَبِي وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَعْلَمَ أَلِلنِّسَاءِ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ ) .
النسائي، النكاح، باب 36 ؛ إبن ماجه، النكاح، باب 12 رقم 1874؛ سنن أبي داود، النكاح، باب 26 رقم 2096؛ مسند أحمد 4/136 والمتن للنسائي.
هكذا هي العيون بين الناس هي أول طريق العشق والمحبة بغير لسان فللعيون لغة خاصة بها ، وهي سبيل للحكم على الناس بخير أو بغيره ، ولأنها كذلك فقد أمر الرحمن بغض البصر إلا من خير يراد في زواج .
والعين التي تسبي العقول قد تكون سببا في الهلاك والمرض وذاك هو الحسد ، ففي سورة الكهف قال تعالى (وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ) ، وفي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين و إذا استغسلتم فاغسلوا ) . وأول الحسد نظرة عين في مال أو ولد لا يعرف صاحبها ان الرزق بيد الله وهو صاحب الفضل بحكمته على خلقه .
وفي صحيح البخاري حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين : " أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ويقول : إن أباكما كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق "،
وعن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا رأى أحدكم ما يعجبه في نفسه أو ماله فليبرك عليه فإن العين حق ".هذه هي لغة العيون بين الناس هي ترجمة للمشاعر والأحاسيس ومنفذ النفس وإظهار لانفعالاتها ، هي لغة بين جميع البشر على اختلاف الشعوب والقبائل ، هي لغة يفهما الجميع ولن نكون مخطئين حين نسميها لغة العيون
hghfjshlm hg,hk lkih lh id g; hghfjshlm
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 12:23 PM
|