واحدة من أجمل المدن السياحية في إسبانيا، أرض المنارة الإسلامية، مدينة الرومان الأكثر شهرة في الجنوب، إنها إشبيلية عاصمة منطقة أندلوسيا وأرض المهرجانات الأسبانية، مدينة التنوع الحضاري والتراثي والطبيعي.
تعتبر إشبيلية مدينة التراث والهوية الجامعة بين الجمال الأوروبي والتراث الشرقي، موطن الفلامنكو والاحتفالات الصاخبة، مدينة قديمة تمتد جذورها لأكثر من ألفي عام، مرت عليها الإمبراطورية الفينيقية والرومانية، ولكنها اكتسبت شهرتها الكبيرة خلال الحكم الإسلامي، وهي تعتبر المدينة الأهم في إسبانيا للتعرف علي التاريخ الأندلسي.
تقع إشبيلية على ضفاف نهر الوادي، وترتفع عن مستوى سطح البحر حوالي سبعة أمتار، تبلغ مساحتها حوالي مئة وأربعين كيلومتراً مربعاً، يسكنها ما يزيد عن مليون نسمة؛ لذلك تحتل المرتبة الرابعة على مستوى إسبانيا من حيث عدد السكان، بعد كلّ من برشلونة ومدريد إضافةً لبلنسية، وكانت تُعرف إشبيلية «بسبال»، ويقول المؤرخون بأنّ هذه الكلمة فينيقية، وانتشرت بشكل كبير في المناطق الجنوبية الغربيّة من أيبيريا، وتعني الأرض المنخفضة، وتحولت فيما بعد إلى إشبيلية.
وهناك الكثير من الأسماء المرتبطة بالمدينة من الفولكلور الإسباني مثل شخصيات «دون جوان» و«كارمن» و«فيغارو»، وهي شخصيات روائية رأى مؤلفوها أنها تنتمي لمدينة «سيفيل». كما يمكن للزائر أن يزور مقبرة كريستوفر كولومبوس الذي يقال إنه مدفون فيها، وإن كانت بعض الآراء تنفي ذلك.
وتشتهر المدينة بالعمارة التاريخية المرموقة التي ما زال بعضها يحتفظ بخطوط المعمار العربي الأندلسي..هي مدينة صاخبة لا يمر شهر عليها من دون تنظيم معرض أو احتفالية، كما تنتشر بها المقاهي والأسواق والنوادي الليلية وتشتهر بالألوان الجريئة والحركة الدائمة.
تتميز إشبيلية بطيبة أهلها مما جعلهم يشتهرون في إسبانيا كلها أنهم أكثر أهل إسبانيا إندماجا مع الآخر، و من أسهل الأمور في إشبيلية هو تكوين صداقات مع أهلها الطيبين، الفخورين بجذور مدينتهم العربية في تسحر زائريها ببساطة شعبها و بأزقة المدينة الأندلسية، ومحافظتها على العديد من التراث الإسلامي و الأندلسي. المواصلات
والزائر إلى المدينة يكتشف نظاماً جيدًا للمواصلات العامة، خصوصا بالحافلات التي تغطي أرجاء المدينة وتسير في مواعيد متقاربة. ويمكن شراء بطاقة يعاد شحنها لركوب المواصلات العامة. كما تعتمد المدينة على الدراجات الهوائية المنتشرة في محطات خاصة ويمكن استعارتها للاستخدام ثم تركها في موقع آخر في المدينة.
ويمكن تغطية كل مشاهد المدينة بالدراجة، حيث تمتد الحارات الخاصة بالدراجات فقط في معظم شوارع المدينة.ولتسهيل مهمة السائح تبيع منافذ المدينة ما يسمى «بطاقة سيفيل» التي تتيح لحاملها زيارات مجانية لمعظم متاحف وآثار «سيفيل» وسفراً غير محدد على وسائل مواصلاتها السياحية بما في ذلك الحافلات السياحية التي تجوب المدينة والقوارب على نهر غواد الكويفير. التسوق
السياحة في إشبيلية لا تتم إلا إذا قمت بالتسوق في شوارعها؛ للتعرف على الحرف الإشبيلية الرائعة، والتعرف على السر في كون إشبيلية مدينة تجارية، إن أهل إشبيلية يميلون إلى الصناعة، وهم يملكون ملكة الإبداع، فإن الهدايا والإكسسوارات عندهم مختلفة، ومحببة إلى شعوب العالم، وفي إشبيلية الكثير من المراكز التجارية الهامة، والماركات العالمية متوفرة في إشبيلية، فأنت في مدينة أسبانية متكاملة الأطراف، والمطاعم في إشبيلية تقدم أشهى، وأروع الأطباق العالمية والمتوسطية. مناخ إشبيلية
إشبيلية تتمتع بجو مختلف عن أوروبا قليلًا فهو مناخ البحر المتوسط، لكنه متأثر بالمحيط، لهذا فإن درجة الحرارة تبدو مختلفة، والصيف في إشبيلية الأكثر حرارة في أوروبا، إن فصل الشتاء معتدل إلى حد ما، وإشبيلية لا تتساقط فيها الأمطار إلا قليلًا، حتى أن درجة الحرارة لا تصل إلى الصفر أبدًا، والارتفاع في درجة الحرارة يساعد كثيرًا بزيادة السياحة في إشبيلية للتمتع بهذا الجو الغير موجود بأي مكان آخر، وفصلا الربيع والخريف، هما الأكثر زيارة في إسبانيا، وكذلك إشبيلية.