شدد البرلماني الفرنسي، جيلبرت كولار، على ضرورة إنشاء لجنة تحقيق خاصة في الدور المشبوه الذي تقوم به ما يسمى بـ«مؤسسة قطر الخيرية»، من أنشطة تتجاوز العنوان الإنساني البرّاق، الذي تعمل تحته ضد النظام العام في فرنسا.
وقدّم البرلماني «كولار»، مقترحًا (نشره الموقع الرسمي لحزب التجمع الوطني الفرنسي) يوضح الدور الخطير الذي تقوم به المؤسسة التابعة لنظام الدوحة، مستشهدًا بكتاب «يقدم لأول مرة وثائق سرية تتعلق بخطة استثمارات تتعلق بأنشطة ترسخ لجماعة الإخوان الإرهابية في فرنسا».
وتم الكشف عن 140 مشروعًا تموّله المؤسسة القطرية (مدارس، ومؤسسات، ومراكز) تنشر التطرف في نحو 12 مدينة فرنسية، فضلًا عن ست دول أوروبية، تستهدفها استثمارات تميم بن حمد آل ثاني، عبر مؤسسة قطر الخيرية، ومنها إلى منظمات أخرى «تنشر الأفكار الإخوانية».
وتموّل مؤسسة قطر الخيرية (المدعومة من وزارة الخارجية القطرية) التي تعد واجهة اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا (UOIF) واجهة الإخوان المسلمين في البلاد، وتم الكشف عن ضح مبلغ 25 مليون يورو لصالح أنشطة الاتحاد، وتوزيعها في «رانس وبواتييه ومِيلوز ونيس ومرسيليا ونيم ولو هافر وليون». دعم الإرهاب
وفيما يعد التحرك الذي يقوده البرلماني الفرنسي خطوة جديدة في ملف التصدي لأدوات دعم الإرهاب القطري؛ تعيد «عاجل» التذكير بعشرات المؤسسات والعديد من الشخصيات التي أثبتت وثائق إقليمية ودولية ضلوعها في دعم الإرهاب والأنشطة المتطرفة، ما يتناقض مع الأهداف والمهام المعلنة للجمعيات والمؤسسات الخيرية التي يفترض أن تلعب دورًا إنسانيًّا، لا إرهابيًّا، كما تفعل قطر.
ورصدت القوائم المتتابعة التي أعلنتها دول الرباعي العربي (السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين) عشرات الكيانات والشخصيات (المرتبطة بالنظام الحاكم في الدوحة) وعلاقتها المباشرة بدعم الإرهاب، مدعومة بأدلة وبراهين ووثائق دولية (أمريكية، وأوروبية) تؤكد أن قطر أنشأت عشرات المؤسسات والهيئات الخيرية اتخذت من دعم العمل الخيري غطاء لأهدافها المشبوهة في عدة دول إقليمية، وسط إصرار قطري على تحويل العمل الخيري إلى دعم إرهابي، هدفه زعزعة استقرار الدول المستهدفة، عبر حروب وصراعات في سوريا، واليمن وليبيا، فيما أنقذ القدر البحرين ومصر من المصير نفسه.
وضعت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب حدًّا للدور القطري الداعم للإرهاب، بعدما اعتمدت قائمة مشتركة للكيانات والشخصيات القطرية (والمرتبطة بالدوحة) الضالعة بدعم ومساعدة أنشطة إرهابية، والمشاركة فيها، بعد توثيق بيانات ومعلومات تتعلق بأدوار مشبوهة للحكومة القطرية، كشفت عن الكثير والكثير مما جنته المنطقة من الإرهاب القطري الرسمي، وتفضح الأسرة القطرية الحاكمة، لا سيما أن جميع من وردت أسماؤهم في القائمة يعيشون على أرضها ويعملون من خلالها في دعم الإرهاب منذ سنوات طويلة. أولًا- المؤسسات: 1- مركز قطر للعمل التطوعي:
المركز عبارة عن هيئة حكومية تعمل تحت مظلة وزارة الثقافة والرياضة القطرية، ومقره الدوحة.. أنشأ المركز سعود بن خالد آل ثاني (شقيق وزير الداخلية القطري الأسبق عبدالله بن خالد آل ثاني) ويديره حاليًّا المدعو يوسف علي الكاظم.. قدم دعمًا ماليًّا (تحت إشراف الحكومة القطرية) لتنظيم القاعدة.. تم جمع الأموال المقدمة من خلال سعد بن سعد الكعبي، وعبداللطيف بن عبدالله الكواري المدرجين على لوائح العقوبات الأمريكية وقوائم الأمم المتحدة.
المثير أن المركز المتهم بدعم الإرهاب يخفى جرائمه بأنشطة متعددة، آخرها تدريب المتطوعين في فعاليات كأس العالم عام 2022، التي تستضيفها قطر. 2- شركة «دوحة آبل»:
الظاهر أنها شركة متخصصة بتقديم خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مقرها قطر.. يدير الشركة محمد السقطري (متهم بدعم الإرهاب).. نشرت الشركة صورًا ترويجية على وسائل التواصل الاجتماعي توضح قدرتها على تقديم تكنولوجيا أجهزة الاتصال بمواد تنظيم القاعدة وجبهة النصرة.. ساعدت في حملات مشبوهة لجمع الأموال تحت إشراف سعد بن سعد الكعبي، وعبداللطيف بن عبدالله الكواري (المدرجين على لوائح عقوبات الأمريكية، وقوائم الأمم المتحدة). 3- مؤسسة قطر الخيرية:
لم تتوقف الأنشطة المشبوهة لما تسمى مؤسسة "قطر الخيرية"، خاصةً خلال السنوات الأخيرة.. وظهر هذا الدور في الأزمة اليمنية، عبر تقديم الدعم للميليشيات الانقلابية والجماعات الإرهابية في عدة محافظات يمنية.. ومن خلال العديد من الحسابات البنكية (بنوك: قطر الإسلامي، وقطر الإسلامي الدولي، وبروة، ومصرف الريان).
أكد مساعد زعيم تنظيم القاعدة المنشق السوداني جمال أحمد محمد الفضل (أمام الكونجرس الأمريكي) أن مؤسسة «قطر الخيرية» تعد من أهم مصادر تمويل تنظيم القاعدة.. وهى توزع عطاياها وهباتها المالية الضخمة (بحسب منشوراتها) على أي جماعة أو تنظيم بغض النظر عن انتماءاته الدينية أو العرقية أو الاجتماعية.. في عام 2008، أدرجت مجموعة حكومية أمريكية، مؤسسة قطر الخيرية على قائمة خاصة بتهمة دعم الإرهاب. 4- مؤسسة عيد الخيرية:
مؤسسة الشيخ عيد آل ثاني الخيرية القطرية (المعروفة بعيد الخيرية)، تشرف عليها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية القطرية (بحسب البوابة الإلكترونية الرسمية للحكومة).. صاحبة تاريخ ممتد في العمل مع الهيئات والأفراد المرتبطين بتنظيم القاعدة وتقديم الدعم لأنشطتهم.. شارك في تأسيسها وإدارتها عبدالرحمن بن عمير النعيمي (مدرج على لوائح العقوبات الأمريكية، والأمم المتحدة بسبب دعمه تنظيم القاعدة).. تمارس أنشطة مشبوهة مع ميليشيات يمنية إرهابية، وخلال الفترة من 2010 حتى 2014 شاركت في تمويل ورعاية مشاريع عبدالوهاب الحميقاني القيادي المتعاون مع القاعدة.. تم استخدامها كغطاء للدعم القطري لتنظيمات إرهابية أخرى (بحضور مسؤولين قطريين) من خلال حساباتها المنتشرة في عدة بنوك قطرية. 5- مؤسسة «راف» الخيرية:
ترفع مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية القطرية (راف) شعارات خداعة، مفادها «فعل الخير وإغاثة الملهوف»، وأنها كمؤسسات قطرية أخرى تسعى لفعل ذلك من خلال إطار تنظيمي، لكنها لم تقل إن هذا الإطار التنظيمي حاضنة لتنظيمات إرهابية، لا سيما في ليبيا، حتى إن الميليشيات التي كان يقودها رجل قطر هناك «إسماعيل الصلابي»، كانت اسمها قوات «راف».. ومنذ مصرع الزعيم الليبي معمر القذافي سعت المؤسسة القطرية إلى تنفيذ الأوامر الصادرة من الدوحة بزعزعة استقرار ليبيا ودعم الحرب الأهلية، عبر تغلغل مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني للخدمات الإنسانية في الصراع المسلح الدائر هناك، كما كان لها دور واضح في التمويه على عمليات التسليح والدعم الشامل للحكومة غير المعترف بها دوليًّا، ولا تزال تمارس هذا الدور المشبوه حتى الآن.