الجنبية في التاريخ اليمني في الأصل هو:
الخنجر سمي بـ
الجنبية
نتيجة لأن الإنسان اليمني اتخذ لها موضعاً
على جنبه حتى أصبح جزءاً منه يرافقه طوال حياته.
ويذكر أن بداية ظهور
الخنجر الجنبية يعود إلى القرن السابع قبل الميلاد
بدليل ما يكشف عنه تمثال الملك معدي كرب
الذي يظهر عليه تجسيد مصغر لشكل الجنبية
اليمنية في صورتها الأولى والتي كانت تشبه السيف
في تصميمها أو الخنجر اليمني الذي بدأت صناعته
في اليمن منذ العهد السبيء ومروره بمراحل
عدة منذ الدولة المعينية عام 1120 ق م، والدولة
الحضرمية 65 ق م، والدولة القتبانية 865 ق م
مروراً بالدولة السبئية 120 ق م فالدولة الحميرية
115م ــ 628م ثم عصر الإسلام وصولاً إلى العصر
الحديث إلى أن أخذت تلك الصورة التراثية البديعة
تعتبر الجنبيه الصيفاني أغلاها تفنن اليمنيون في
صناعتهم للخنجر الجنبية منذ القدم فجعلوها عامرة
بالنقوش والزخارف الفنية الرفيعة التي جعلت منها
تحفة نفيسة غالية الثمن، وبذلك أصبحت مصدر دخل
للكثير من الأسر وعامل جذب للكثير من الزائرين
والسياح. وتتكون الجنبية من الرأس الذي يسمى رأس
الجنبية وهو الجزء الذي تتوقف عليه قيمة الجنبية
والذي يعد أهم جزء فيها وعادة ما يصنع هذا الرأس
من قرون الحيوانات وعظام الزراف وحوافر الجمال
كما يتم صنعه أيضاً من بعض أنواع المواد البلاستيكية
والخشب وهو أنواع فمنه ما يسمى الصيفاني
والذي يحتل المرتبة الأولى وسمى بهذا الاسم لشدة
صفائه ورونقه ويصنع من لب قرن حيوان وحيد
القرن ، ويأتي في المرتبة الثانية الرأس الأسعدي نسبة
إلى أحد ملوك اليمن القدماء وهو الملك أسعد الكامل
ثم رأس الزراف وفي المرتبة الأخيرة الكرك ويقوم
صانع رأس الجنبية باستيراد قرون وحيد القرن من
كينيا ودول القرن الأفريقي والهند. وأكثر الرؤوس
طلباً وأغلاها ثمناً هو الرأس الصيفاني نظراً
لما يتمتع به من مميزات إذ أنه بمرور الزمن
يكتسب قيمة أكثر من سابقها كما أن كثرة تعرضه
للمس والفرك واستخدامه يضفي عليه المزيد
من الروعة والجمال حيث يتغير لونه من قاتم
إلى فاتح حتى يصبح شفافاً كالزجاج. ويتراوح عمر
الجنبية التي تحمل رأساً صيفانيناً بين
400 عام 500 عام
وهي لا تقدر بثمن
ولعل السبب الخفي في ارتفاع هذا النوع من
الرؤوس في الآونة الأخيرة يعود إلى قرار
منظمة حماية حقوق الحيوان الذي يقضي بمنع
استيراد قرون وحيد القرن خوفاً على هذا
الحيوان من الانقراض
أما الجزء الثاني في الجنبية فيسمي النصل
ويعتبر من أهم الأجزاء المكملة للجنبية على الإطلاق
وهو عبارة عن :
قطعة معدنية حديدية بالغة الحدة يوجد على
كل من وجهيها خط مجوف إلى الأعلى يسمح بدخول
الهواء في الجرح أثناء الطعن وبالتالي فإنه يؤدي
إلى إصابة الجرح بالتسمم، والنصل أنواع فمنها
الحضرمي والجولي والبتار ويصنع في محافظات
حضرموت والبيضاء وذمار وصنعاء وأفضل
أنواعها هي النصلة الحضرمية
وللحفاظ على الجنبية وإعطائها المنظر الجمالي البراق
صنعت اليد اليمنية ما يسمى بالجراب أو العسيب أو
الجهاز أو الجفل وهو الغمد المصنوع من الخشب
ويعد خشب التالوث والعشار أفضل أنواع الأخشاب
التي يصنع منها الغمد العسيب وهو نوعان الحاشدي
وهو الأكثر انتشاراً حيث يتميز هذا النوع بصغر زاوية
انحناء مؤخرة الغمد وشكله يشبه حرف اللام وهو
أكثر استخداماً في الوقت الحاضر
أما النوع الثاني فهو :
البكيلي وشكله يشبه حرف الراء ،
وهذا النوع يكاد يكون مقتصراً على طبقة
معينة تتمثل في طبقة السادة والقضاة
ومن مكونات الجنبية :
الحزام الذي يظهر عليه جلياً الفن
التشكيلي والحرفي الذي صنعته يد فنان ماهر ويسمى
حزام الجنبية وهو أنواع مثل المتوكلي
نسبة للإمام المتوكل ،
وكذا الكبسي والطيري والمرهي والمركزي
وتتفاوت الأحزمة تبعاً لتفاوت واختلاف أنواع الخيوط
المستخدمة في تطريزه وجودة نقشته وجمال شكله
وتطرز غالبية الأحزمة بالخيوط الذهبية السميكة
والتي تسمي بالسيم.
للجنبية قيمة اجتماعية للجنبية
قيمة معنوية في أوساط المجتمع اليمني منذ قدم الزمان
وقد تحولت إلي مفخرة يبالغ الإنسان في ثمنها الذي
قد يصل إلى أكثر من مهور مائة عروس أحياناً
وإذا كان من المعروف أن السلعة العادية ينخفض
ثمنها عندما تصبح قديمة إلاّ أن هذا القانون في
القيمة لا يجري على الجنبية التي يمدها القدم
بالنضارة والبهاء فيزداد ثمنها أضعافاً مضاعفة
كما تزداد قيمتها إذا كان مالكها
من الوجهاء أو الأسر العريقة
واليمني الذي يملك جنبية قديمة موروثة
يحاول قدر الإمكان المحافظة عليها كونها جزءاً
من مقوماته الشخصية يتعذر التفريط بها أو بيعها
لأن ذلك في نظره :
عار وتفريط بشيء على صلة بشرف العائلة.
جنبية بمليون دولار قصه مشهوره
حول الجنبية لا يمكن تجاوزها في سياق هذا العرض
السريع كانت متداولة على مدى أكثر من
عام في ملتقيات وجلسات القات في صنعاء
وهي أن أحد كبار شيوخ القبائل اليمنية ورمزاً
من رموزها المعروفين اشترى جنبية قديمة
تنسب ملكيتها إلى الإمام شرف الدين أحد أئمة
اليمن الذين حكموا ويعود تاريخها إلي 672هـ أي
أن عمرها 750 عاماً