أبدى مواطن استياءه من تأخر المديرية الشؤون الصحية بجازان في تشكيل لجنة للوقوف على شكواه، ضد طبيب وافد يتهمه بالتهاون في متابعة حالة الجنين الذي وضعته أمه متوفًّى في شهره التاسع، رغم التقارير التي أثبتت أن الحبل السري قريب من الجنين ويشكل خطرًا على حياته، فيما نفت «صحة جازان»، لـ«عاجل»، وجود إهمال طبي، مرجعة سبب الوفاة، إلى عدم التزام الأسرة بالتعليمات المقررة.
وقال المواطن يحيى بن علي الحربي من سكان محافظة العارضة بمنطقة جازان، في تصريحات لـ«عاجل»، إنه «تقدم بشكوى عبر الرقم الموحد 937 التابع لوزارة الصحة ضد الطبيب، الذي تسبب إهماله في وفاة مولوده المنتظر داخل بطن أمه قبل ولادته بساعتين تقريبًا نتيجة التفاف الحبل السري حول رقبته وعلى يده اليمنى»، مشيرًا إلى أنه عاد وزوجته يبكون ألمًا على فقيدهما، حتى أنهما تبرَّعا بكل المستلزمات التي اشترياها له حتى لا نتذكر معها هذه القصة المؤلمة».
وحول بداية القصة، قال المواطن: فرحت أنا وزوجتي كثيرًا عندما اكتشفنا أمر حملها بالمولود الأول والذي انتظرناه طويلًا، وعلى الفور بدأنا بمتابعة الحمل منذ الشهر الثاني مع طبيب استشاري بقسم النساء والولادة في مستشفى خاص بمدينة جازان».
وتابع: «بدأت تفاصيل القصة المأساوية في الشهر السابع لحملها، عندما رصد تقرير صادر من قسم الأشعة بأن الحبل السري قريب جدًّا من الجنين، وقد يشكل بوجوده هذا خطرًا على حياته، لكن الطبيب المعالج والمتابع لزوجتي أبلغني بأن الوضع طبيعي جدًّا، ولا يوجد أي مخاطر على الجنين وأمه».
وأوضح: تواجدنا بالمستشفى في الشهر التاسع للحمل بحسب أوامر الطبيب الذي أجرى فحوصات عملية لزوجتي لفك الرحم تمهيدًا لولادة طبيعية خلال الأيام المقبلة، إلا أننا بعد أسبوع عدنا إليه وأخبرته بأن حركة الجنين داخل بطن أمه ضعيفة جدًّا ونشعر معها بالخوف على مصيره، لكن الطبيب حاول إقناعي بأن هذا بديهي؛ لأنه في الشهر الأخير».
واستطرد الحربي: عدت وزوجتي إلى المنزل وبعد ثلاث ساعات شعرت بآلام شديدة فلم يكن أمامي سوى الذهاب بها إلى مستشفى الأمير محمد بن ناصر الواقع شمال مدينة جازان؛ ليسارع الجهاز الطبي إلى عمل الفحوصات والأشعة وتخطيط القلب للجنين ليكتشف أحد الأطباء المتابعين للحالة أن الجنين متوفٍ داخل بطن أمه إثر التفاف الحبل السري حول رقبته، وأيضًا على يده اليمنى ويجب إجراء الولادة فورًا».
وتقدم المواطن الحربي والد الجنين المتوفَّى في اليوم التالي ببلاغ رسمي إلى وزارة الصحة عبر رقمها الموحد، مستغربًا من تأخر صحة جازان في تشكيل لجنة خاصة لمتابعة القضية والتعرف على حقائقها من أجل منع الطبيب من السفر حتى تنتهي القضية تمامًا، واتخاذ الإجراءات النظامية بحقه وبحق كل من له علاقة بها.
وطالب بالعودة إلى فواتير الدخول التي تثبت كامل المراجعات الشهرية لهذا الطبيب وبانتظام والاستناد في مجريات التحقيق على ملف زوجته من خلال الفحوصات الطبية والأشعة والتقارير وكل ما يتعلق بأمر حملها منذ الشهر الثاني إلى شهرها التاسع وقبل وضعها بساعات قليلة، مبينًا بأنه لا يريد سوى حقه وحق زوجته بحسب الأنظمة والقوانين .
من جهتها، تقدمت مديرية الشؤون الصحية بجازان بالعزاء والمواساة لذوي الطفل المتوفى، مؤكدة في تصريح لـ«عاجل»، أنه حين وردت الشكوى من مركز الاتصال ٩٣٧ لصحة جازان تم تشكيل لجنة للوقوف عليها، واتضح أن المريضة حضرت إلى عيادة النساء والتوليد وقد تعرضت لأكثر من حالة إجهاض قبل حملها الثالث.
وأشارت صحة جازان، إلى أنه في الأسبوع الثالث عشر أجريت لها عملية ربط لعنق الرحم لتفادي الإجهاضات التي حدثت لها في السابق، وفي يوم ٢٨ / ٠١ / ٢٠١٩م كانت المريضة في الأسبوع ٢٩ من الحمل، وأجريت لها أشعة موجات صوتية وأخبرها الطبيب أن الحبل السري بجوار رقبة الجنين، وهذا يتواجد في واحد من كل ثلاثة أو أربعة مواليد عند الولادة أو العمليات القيصرية.
وأوضحت، أنه في الشهر التاسع من حملها أبلغها الطبيب بأن ولادتها ستكون بعملية قيصرية إلا أنها كانت ترغب وزوجها بولادة طبيعية وفي يوم ٢٧ / ٣ /٢٠١٩م أجري للمريضة أشعة موجات صوتية، وأُخبرت أن هناك بعض المضاعفات والحبل كان بجوار الرقبة ولم يكن ملتفًا حول الرقبة وأُخبرت بضرورة الحضور والمتابعة أسبوعيًّا إلا أنها لم تتابع مع الطبيب، وعند التواصل مع الزوج من قبل مستشفى الحياة أفاد أنها ولدت في مكان آخر.
وتابعت، أن الحالة المذكورة حضرت لطوارئ النساء والولادة بمستشفى الأمير محمد بن ناصر بجازان، وهي في حالة ولادة وجنين متوفٍ داخل الرحم وحمل كامل النمو، وقد أُعلمت الأم والمرافق بذلك في قسم الطوارئ، وتم تنويمها في قسم التوليد D.R حيث وضعت مولودًا متوفًّى.