يقول موقع إثنولوغ، الذي يهتم بلغات العالم ويضم قوائم بها جميعا، إن باديشي ليس لديها متحدثون بها معروفون على مدى أكثر من ثلاثة أجيال. ولكن هيئة الإذاعة البريطانية BBC عثرت في وادي بيشيغرام على ثلاثة رجال كبار السن لا يزالون يستخدمون تلك اللغة.
ويقول أحد هؤلاء الرجال، وهو رحيم غول: “في الجيل السابق كانت باديشي تستخدم في القرية برمتها”. ويضيف “لكننا جلبنا للزواج نساء من قرى أخرى يتحدثن بلغة “تورالي”، وتحدث أطفالهن لغة أمهاتهم، ولذلك بدأت لغتنا تموت”.
وتعد “تورالي” اللغة المهيمنة في المنطقة، وهي نفسها تتعرض للضغط من قبل لغة الباشتو، وقد دفعت باديشي إلى حافة الهاوية في الوادي. وقال سعيد غول، وهو ابن عم رحيم غول “أطفالنا الآن وأطفالهم يتحدثون بالـ”تورالي. فمع من نتحدث لغتنا؟”.
ولا توجد فرص للعمل في المنطقة، ولذلك قضى هؤلاء الرجال معظم أوقات حياتهم في منطقة سوات السياحية، حيث تعلموا الباشتو، التي يتواصلون بها. وعندما يتكلم رحيم غول وسعيد غول بلغة باديشي، ينسى أحدهما عادة كلمة أو اثنتين، ولا يتذكر إلا بعد تنبيه الآخرين له.
وبدأ الرجال الثلاثة في نسيان اللغة، بسبب عدم وجود فرص لاستخدامها عبر عقود من الزمن. وقد رزق رحيم غول بابن، لديه الآن خمسة أطفال، لكنهم جميعا لا يتحدثون إلا بالـ”تورالي”. ويقول “أمي كانت تتحدث بالتورالي، ولذلك لم يتحدث والداي الباديشي في المنزل. ولم تتح لي الفرصة لالتقاط اللغة في طفولتي. أعرف بعض الكلمات، لكنني لا أعرف اللغة، فطوال فترة طفولتي وأنا أتكلم تورالي”.
ويقول صقر زمان، وهو لغوي يعمل في منتدى “مبادرة اللغة”، وهي منظمة غير حكومية تعمل على الحفاظ على اللغات المهددة بالانقراض “سافرت إلى ذلك الوادي ثلاث مرات، لكن السكان كانوا مترددين في استخدام اللغة أمامي”.
ويضيف “تمكنت مع بعض اللغويين الآخرين من تجميع مئة كلمة، وربما أكثر من اللغة، وبرهنت تلك الكلمات على أن الباديشي لغة تنتمي إلى الأسرة الهندية- الآرية”.