ما حكم المبتدع المواظب على بدعته؟
السؤال: ما حكم
المبتدع المواظب على بدعته من قراءة القرآن على الميت قبل الدفن وبعده، وذبح الشاة لإصلاح الطعام لمن جاء لحضور الجنازة، ومن قراءة توسل القادرية منها: "سهل مرادنا بجاه أحمد" ومن وضع المباخر في حلقتهم وغيره، أو من تشييع الجنازة بالتهليل وتلقين الميت عند القبر. من العلماء من يقول: إنهم من الكفار لمخالفة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من التحذير عن البدع ومنهم من يقول إنهم مسلمون عصاة؟
الإجابة: ليست البدع في درجة واحدة من الشر، بل منها ما هو كفر، ومنها ما هو معصية دون الكفر.
فقراءة القرآن على الميت قبل دفنه أو بعده، وذبح شاة مثلاً لإصلاح طعام لمن حضر لتشيع الجنازة، وتشيع الجنازة بالتهليل، وتلقين الميت عند القبر وحلقة الذكر الجماعي ووضع المبخرة فيها من البدع التي أحدثها الناس، فإنها لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قولاً أو فعلاً أو تقريراً، ولم تثبت عن صحابته رضي الله عنهم ولا عن أئمة السلف الصالح رحمهم الله، فهذه من المعاصي والإصرار عليها يجعلها كبيرة وليست بكفر، إلا بالنسبة لمن عَرَفَ أنها بدعة وأصر عليها يريد بذلك مضاهاة شرع الله بتشريع من عنده؛ تغريراً بالعامة، وصرفاً لهم عن الصراط المستقيم، فهو كافر بتشريعه قصداً ما لم يأذن به الله واستباحته مخالفة شرع الله.
ودعاء الأموات والاستعانة بهم؛ كعبد القادر الجيلاني، وأحمد التجاني ونحوهما لجلب نفع أو دفع ضر وتفريج كربة وأمثال ذلك شرك بالله وكفر به كشرك وكفر الجاهلية الأولى التي دعا النبي صلى الله عليه وسلم أهلها إلى التوحيد، وحارب من أصر منهم على شركه وقاتلهم عليه، قال الله تعالى بعد وصف نفسه بصفات الربوبية: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ * إِن تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر:13، 14].
وقد تكون بعض البدع ذريعة قريبة إلى الشرك؛ كقول بعض المتصوفة: "سهل مرادنا بجاه أحمد"، وكالطواف حول الأضرحة متقرباً إلى الله، فإن قصد التقرب به إلى الولي صار شركاً أكبر، وكشد الرحال لزيارة قبور الصالحين.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد الرابع والعشرون (العقيدة).