بدأت مجموعات بشرية تنحدر أصولها من الهنود الحمر في القرن الخامس عشر من الميلاد في البحث عن مكان يسكنون ويستقرون فيه، بعد عقود من السخرة لدى القبائل الأكثر شهرة وثراء في منطقة أمريكا الوسطى وتحديداً في أرض المكسيك.
وهنا بدأ شعب الأزتك يستوطن أرض المكسيك بعد أن كانوا من البدو الرحل، الذين يجولون بين القبائل ليقدموا أعمالهم لبعض الشعوب والقبائل الأخرى، عرفوا بالترويع والفظاعة في القتل، وخاصة فيما يعرف بالقرابين البشرية، حيث تعددت المعبودات لديهم والطبقية بين أفراد الشعب، ورغم ذلك فقد تمتعوا بنظام قضائي يعتبر من أكثرها عدالة وصرامة في نفس الوقت.
مشاهد مروعة
كان الأزتك يأخذون القرابين وهم الضحايا لقمة الهرم، ويجعل الكاهن الضحية يستلقي فوق حجر المذبح، ثم ينتزع قلبه بيديه وبآلة حادة، ويرفعه للأعلى ثم يوضع القلب قبل توقفه في النيران المقدسة ليشوى.
وفي عام 1487م قتل كهنة الأزتك 80 ألف أسير حرب، وبعد فترة أطلقوا اسم مكسيكا على أرضهم، ومنها جاء اسم المكسيك الحالي، وأقام الأزتك إمبراطورية واسعة امتدت إلى شمالي المكسيك، وسكانها ستة ملايين نسمة.
الإسبان المخادعون
في عام 1520 وصل الإسبان إلى شواطئ المكسيك، ووصلوا للعاصمة تينوختيتلان، ورغم جيوش الأزتك الجرارة تمكن الإسبان من السيطرة عليهم في فترة وجيزة.
فحين نزل الإسبان على الشاطئ لأول مرة التقوا بحامية من جنود الإمبراطورية سلموهم أسلحتهم طواعية، فالأزتك لم يروا الخيول في حياتهم، وحين رأوا خيول الإسبان ظنوها "آلهة الحرب" قادمة من البح..
وحين دخل الإسبان عاصمة الأزتك "تينو" لتلبية الدعوة دهشوا من مظاهر الثراء وعظمة المباني وكثرة الجيوش التي أحاطت بهم، ولكنهم ما إن دخلوا الجزيرة حتى قطعوا الجسور البرية وارتكبوا مجزرة عظيمة ضد جنود الإمبراطور وأخذوه أسيراً، وساعدهم على الانتصار تفوقهم النوعي في الأسلحة، وبدأ جنود الأزتك يتساقطون الواحد تلو الآخر بسبب مرض غامض وسريع لم يتأثر به الإسبان، فحين كانوا في الجزيرة أسر الأزتك جندياً إسبانياً مريضاً بالجدري، وبالنسبة للإسبان لم يكن الجدري مرضاً خطيراً، كونهم يملكون مناعة قديمة ضده، ولكنه في المقابل لم يكن معروفاً في القارة الأمريكية، ولا يملك الأزتك مناعة ضده، فقضى عليهم بسرعة كبيرة.
كيف كانوا يعيشون
تميز مجتمع الأزتك بالطبقيّة الواضحة والصارمة جداً، فقد تم تقسيم الشعب إلى قسمين منفصلين هم السادة وباقي الشعب، ويعتقدون أن معبوداتهم قد خلقتهم أسياداً على العالم، وأن باقي البشر قد خلقوا لخدمتهم وعبيداً أو قرابين يقدمونها على الهياكل والمعابد.
قُسّم الأزتك إلى طبقات، كل له عمله ولا يحيد عنه، والابن يرث مهنة والده، وهذه الطبقات من الأقل إلى الأعلى في المكانة والشرف، وهي العبيد فالملك فالمواطن فالجند فالنبلاء فالكهنة فالحاكم.