03-25-2019, 10:32 AM
|
|
|
|
|
سمكتي الآسرة
~" سمكتي الآسرة "~
كان هناك صياد في إحدى القرى ، وقد كان ذاك الصياد فقير ومهذب ، يتصف بكثيرٍ من الصفات الحميدة ، وكان يعشق الأسماك ويهوى قراءة قصص البحارة وكان منغمسٌ جداً في عالم الأسماك ، وذات يوم قرأ وصفٌ لسمكةٍ نادرة وقد أعجبته فرسم لها صورةً في مخيلته ، ومضت الأيام حتى سمع من الصيادين أنه توجد سمكةٌ نادرة ذات لونٍ ذهبي وشكلها مميز ، سأل عنها فقيل له : أنها في محيط وراء القرية الفلانية ، شد الرحال وعزم على إصطيادها وكله أمل أن تكون هي تلك التي رسمها في مخيلته ، وحقاً قد وصل إليها وكان مبهوراً بها ، حاول إصطيادها ولكنها فجأة أختفت وكما لو لم تكن موجودة ، عاد الصياد إلى قريته بعد محاولات ميؤوسة ، وقد عانى الإكتئاب المزمن ، حتى جاء إليه صديق وأمره بالذهاب معه عازماً أن لديه مفاجأة سوف تسره ، وبعد محاولات عدة وافق وذهب مع صديقه ، وعندما وصل إلى البحيرة رأى سمكةً جميلة المنظر ولها إشعاعية بلونٍ ذهبي ، سأله صديقه : ألا تشبهها ؟ أقصد سمكتك التي رحلت ؟ .. أمعن الصياد فيها النظر ووجد أنها لا تشبهها ، كيف يقول الجميع انها تشبهها ؟ ليس هناك من شبه ولا حتى شبه ضئيل ..
ومرت الأيام حتى صار الصياد دائماً ما يأتي إلى هذا المحيط ليعيد النظر في هذه السمكة لربما يكون كلامهم صحيح وتكون تشبهها ، وهكذا إعتاد مراقبتها حتى أغرم بها رغماً عنه ، أصبح متيمٌ بها لا ينام إلا بعد رؤيتها ولا تمضي ثانية دون أن يفكر بها ، حتى جاء ذلك اليوم ، حيث قرر الصياد أن يصطاد هذه السمكة ويحتفظ بها ، لأنها جميلة ، ولأنها تذكره بسمكته الراحلة ..
هاهو حزم أمتعته وشد صنارته وشق الطريق ذهاباً لاصطيادها ، جلس في مقعده ورمى صنارته إلا أنها كانت الضربة المحبطة ، فقد انقطع حبل صنارته بسبب رميه بقوة من شدة الحماسة ، أمسك بالصنارة الأخرى ورماها ولم يفلح أيضاً هذه المرة ، فبسبب رميه القوي للصنارة قد سقط هو وصنارته مما أدى إلى هروب السمكة ، استسلم الصياد وقد ايقن بداخله : لعله لم يكتب لي أن اصطادها اليوم ، سأعود للبيت وأحاول غداً ، وقد ذهب اليوم ولم يهدأ باله من التفكير بتلك السمكة فقد تعلق بها جداً ، وأتى الغد وانطلق بعزيمة للصيد وهو يأمل أن ينجح باصطيادها اليوم وقد حاول وحاول وحاول وانتهت كل محاولاته بالفشل ، فتلك السمكة تقترب منه حتى يظن انه حصل عليها وما إن يرمي صنارته حتى تمر الأسماك لتشكل حاجزاً مابين صنارته والسمكة فتذهب السمكة وراء صديقاتها الأسماك تاركةً صنارته خلفها ، وظل الصياد مدةً طويلة محاولاً اصطيادها ولكنه دوماً ما كان يفشل حتى قرر الإنسحاب ، ربما هناك من هو أفضل منه ، ربما لا تستحقه ، أو ربما لا يستحق سمكةً جميلة مثلها ...
وهكذا تمر الشهور والشهور وهذا الصياد قد أقفلت بوجهه الأبواب وقد كره حقيقة أنه صياد مالم يستطع أن يصطاد هذه السمكة فهذا لا يؤهله لكي يصبح صياد ..
وجاء ذلك اليوم الذي جاء به صديقه يلهث وهو يركض ويقول : أسرع يا صديقي فـ ابن جارك يغرق ، هرع الصياد لنجدته وقد انقذه حقاً وأرتدت الشمس وشاحها لتترك مجالاً لإطلالة القمر ومع ظهور الشفق الأحمر وإضاءة النجوم الضئيلة ، هناك شعاعٌ يحيك نسيجه فوق ظلمة البحر ، ألتفت الصياد متعجباً من هذا الشعاع !! التفت وقد كانت المعجزة ،، فعلى الرغم من فشله في اصطيادها وبعد ان اعلن الإستسلام ، وترك مهنة الصيد ، هاهي سمكته تأتي إليه لتضيء ظلامه ، وتسعد قلبه ، وتقر عينه ، قد أمسك بأقرب صنارة وقعت بيده ورماها وهو متأكد من قدرته على اصطيادها ، وحقاً قد إصطادها وحضنها فقال وهو يبكي ( ذهبتي دون وداعي ، ظننته الفراق الأبدي ، ها أنتي عدتي إليّ يا سمكتي الآسرة ) ...
' فمهما كانت أحلامكم بعيدة ، ومهما تكرر فشلكم ، لا تستسلموا أبداً ، لربما الغد أفضل ، حدد أهدافك ، تمسك بها ، وأعمل لتحقيقها '..
sl;jd hgNsvm hgHsvm sl;jd
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 12:06 AM
|