للقوة أهلها، وللهيبة رجالها، وللمرء أن يجعل من قيمته "هيبة وقوة"، وله أيضًا أن يختار
ما بين تلك الصفات، وصفات الضعف والانهزامية.. هنا تفرق معايير الرجال، وتكتسب الاحترام من الغير،
أو أن تخذل نفسك ومَن حولك بشخصية مهزوزة، لا يتوانى الآخرون عن الاستهزاء بك، والتطاول عليك.
والأدهى والأمرّ أنهم يتبادلون نهب حقوقك وإذلالك.. ومن هنا تكمن كيف تصنع نفسك..؟
هناك مَن جعل مِن كُتب تطوير الذات نبراسًا له ولحياته، ويقرأ بنهم وشغف، ولكنها لم تزده إلا قليلاً،
وفي حالات بسيطة جدًّا. وهناك مَن تعلم من مجالسة الكبار، وكانت أسرته تحظى بمكانة عالية،
ووالده وجده يحظيان "بكاريزما" الهيبة والقوة.. ولا يعني هذا أنهم صلفين، بل تجدهم عطوفين
وأقوياء في المواقف، وأصحاب مبدأ، وكرماء.. ولديهم خصال أخلاقية عالية، وقادة من الطراز الأول.
نقول: لكي تصنع "هيبتك وقوتك" اجعل منك صاحب موقف، اجعل من أفعالك تتحدث عنك، لا تجامل
الآخرين على حساب دينك ووطنك وأسرتك ومجتمعك.. اجعل الأول والأخير لمواقفك..
لا تتنازل عن حقوقك، ولا تؤذي الآخرين. ليكن لك بصمة في مكان زرته، أو قول تحدثت
به أمام الناس، أو فعل قمت به.. المهم أن يكون لك بصمة إيجابية،
يتحدث عنها الناس بزهاء وفخر، وينظرون إليك نظرة القائد الكريم.
من أروع الناس وأيقظ الناس في "الهيبة والقوة" الشخص الذي يملك "كاريزما"،
تجعل من أقواله وأفعاله حديث الآخرين. وهكذا تعلمنا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - فمنذ عرفناه أميرًا للرياض كانت الكاريزما موجودة وبارزة، لم يتغير
منذ تلك السنوات حتى اللحظة، هو نفسه ذلك الإنسان الوالد القائد منذ ترعرع على يدي والده المغفور له "الملك عبدالعزيز" حتى الآن. ومن يستذكر أقواله وأفعاله عبر مرور الزمن يجد كمًّا هائلاً من
المواقف والمبادئ التي لم يتغير ولم يتزحزح عنها، ولم يتنازل.
بالأمس أقر وأطلق - حفظه الله - مسمى ((أخية الملك عبد الله رحمه الله))
على كلية الأركان الجديدة للحرس الوطني، ولم يفته ذلك التصرف الوفي،
ولم يتنازل عن قيمه وأخلاقه ومبادئه.. تلك هي الشخصية الفذة التي تقود العالم بأخلاقها
وأفعالها، وتزرع مبادئ الوفاء بين أفراد شعبه، نتعلم منه ــ حفظه الله ــ كيف يكون
"الوفاء"، وكيف تكون المواقف، وتنعكس تلك القرارات على معظم وغالبية السعوديين
والسعوديات؛ فهو قدوتنا ووالدنا -حفظه الله-.
لاحظوا معي كيف هي أخلاق (الأمير محمد بن سلمان)، و(الكاريزما) التي يحملها، والأفعال
والأقوال التي يقوم بها.. أليست نسخة أصلية من والده وجده؟ أليس هذا القائد الشاب يملك
"الهيبة والقوة"، ويقود الوطن إلى بر الأمان، واقتصاد عالمي، وإلى نهضة للشباب
والوطن؟ أليس لتصرفاته وهج عالمي؟ ألا يملك "كاريزما"، تجعل من عشرات الكتب
والصحافة والإعلام يتحدثون عنه؟.. أليست الألقاب تنهال عليه سنة بعد سنة من جراء
ما يملك من قوة وهيبة، منها (أفضل شخصية عالمية مرات عدة)؟