تكثر الإشاعات والأقاويل حول وزن الحامل، وغالبا ما تجعل مثل هذه المعلومات الطائشة المرأة في حيرة من أمرها. فهناك من يقول أن وزن الأم يزداد بحوالي كيلوغرام في الشهر، وهنا من يعتقد بأن زيادة الوزن مرتبط بجسم المرأة وقوامها، وما إلى ذلك من الأحكام المتداولة.
فما مدى صحة هذه الاعتقادات؟ وكيف يتطور وزن الأم خلال الحمل؟ هذا ما سنكشف لك عنه من خلال هذا المقال.
1- شهية المرأة تزداد بعد الحمل:
بطبيعة الحال، تؤدي بعض الهرمونات التي تنشط بعد حدوث الحمل إلى ازدياد شهية المرأة للأكل. وهكذا، ستلاحظ الأم أن كميات الطعام التي تتناولها تزداد خلال فترة حملها، لذا يجب عليها توخي الحذر حتى لا تأكل بشكل جد مفرط
.2- ينبغي أن تضاعف الحامل من وجباتها، لأن غذاءها يذهب لشخصين:
هذا الأمر من بين الشائعات التي تدفع بالمرأة إلى الإفراط في الأكل، معتقدة أنها بذلك تحسن من صحتها وصحة جنينها. وهذا الأمر عار عن الصحة تماما، ففي مرحلة الحمل يجب أن ينصب التركيز حول جودة الغذاء وليس كميته، وأن يحوي جميع المواد والفيتامينات التي يحتاجها جسم الأم وتطور الجنين. ويجب على المرأة الحامل أن تراجع عاداتها الغذائية، وتتبع نظاما صحيا ومتوازنا يضم الخصر والفواكه، واللحوم والحبوب الكاملة، وتتجنب تناول المأكولات الدسمة والغنية بالسكريات.
3- يزيد وزن الحامل بمعدل كيلوغرام كل شهر:
هذا خاطئ تماما. لأن تطور الوزن يختلف بحسب شهور الحمل. فخلال الأشهر الثلاث الأولى تكون الزيادة ضئيلة جدا أو منعدمة، بل قد تفقد الحامل بعض وزنها خلال هذه المرحلة. وتكون الزيادة ملحوظة ومتسارعة خلال الأشهر الثلاث الوسطى من الحمل، لأن شهية الحامل تكون على أشدها في هذه الاونة، ويصل الوزن الزائد في نهاية هذه المرحلة إلى 6 كيلوغرامات. ثم يستمر الوزن في الازدياد في الأشهر الثلاث الأخيرة بمعدل كيلوغرام في الشهر، ليتراوح الوزن الزائد في نهاية الحمل بين 9 و 12 كيلوغراما.وقد تكتسب المرأة كيلوغرامات عديدة في الأيام الأخيرة خصوصا إذا اضطرت المرأة إلى التزام الفراش.
وهذه شائعة أخرى عارية عن الصحة، فالجنين يتراوح وزنه بين 3 كيلوغرامات، في حين أن الوزن الزائد الاخر كله يتوزع بين الأم ورحمها، إذ أنه يتم تكوين مخزون من الدهنيات ليستهلك لاحقا في مرحلة الرضاعة
بكل تأكيد، فإن ازدياد وزن الأم يختلف بحسب خصوصية جسمها قبل الحمل وتعامله مع مرحلة الحمل. ويربط الخبراء بين ازدياد الوزن ومؤشر كتلة الجسم، حيث أنه هناك تناسب عكسي، فكلما ازدادت قيمة المؤشر، قلت كمية الوزن الزائد خلال الحمل. ولتفادي أية مفاجات، يستحسن استشارة الطبيب حول مسألة الوزن وتطوره أثناء الحمل، لأن النساء النحيفات هن الأكثر عرضة لزيادة وزنهن بشكل مفرط بعد الولادة
.6- إذا زاد وزني بشكل مفرط، يجب أن أتبع حمية وألا أشبع رغباتي:
لا تفكري بهذه الطريقة أبدا. لا تتبعي أية حمية دون استشارة الطبيب، لأنها قد تؤدي إلى حرمان جسمك من المواد الضرورية للحفاظ على صحتك وصحة الجنين ونموه.
ولا تحرمي نفسك بشكل مفرط من رغباتك، تناولي من وقت لاخر قطعا من الشوكولاتة، لأنك إذا أجبرت نفسك على مقاومة هذه الإغراءات أثناء الحمل، قد يؤدي هذا الأمر إلى نتائج غير مرجوة.
7- يجب الاحتراز من ظهور علامات التمدد على مستوى الجلد، حتى ولو لم يزدد الوزن بشكل مفرط:
إذا كانت زيادة الوزن مفرطة، فإن هذا سيؤدي إلى ارتفاع احتمال ظهورعلامات التمدد، والعكس بالعكس. لكن، لا يعني عدم ازدياد وزنك بشكل مفرط أنك في مأمن من حدوث هذا الأمر. لأن له أسباب أخرى كهرمون الكورتيزولوشباب وقوة البشرة، لذا ننصحك بالاعتناء ببشرة جسمك خلال فترة الحمل.
8- لا توجد مشاكل صحية جراء زيادة الوزن المفرطة خلال الحمل:
على العكس من ذلك تماما، فكل كيلوغرام زائد عن المستوى الطبيعي الذي تفرضه ظروف الحمل سيؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها. فالوزن الزائد يصعب التخلص منه بعد الولادة، كما أنه عامل أساسي في الإصابة بسكري الحمل، بالإضافة إلى كونه يشكل عائقا أثناء فترة الحمل ويزيد من شعورك بالإعياء والإرهاق
.9- إذا كنت أعاني من السمنة قبل الحمل، فإن هذا سيزيد الأمور تعقيدا:
بالفعل، فإن زيادة الوزن تجعل حدوث الحمل أمرا صعبا، لأنها تؤثر على توازن الهرمونات وانتظام الدورة الشهرية، كما أنه يؤثر على عملية التبويض. وفي حال حدوث الحمل، فإن الوزن الزائد يعرض الأم إلى المشاكل التالية: -ارتفاع احتمال الإجهاض خلال الأشهر الثلاث الأولى.-ارتفاع احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم.-ارتفاع احتمال الإصابة بسكري الولادة.-ارتفاع احتمال اللجوء إلى الولادة القيصرية. إلا أن زيادة الوزن قبل حدوث الحمل لا تتسبب في الولادة المبكرة، وهو الأمر الإيجابي الوحيد.