وقد تجد الرجل يحسن إلى أصحابه،
ولا يمل الجلوس معهم،
فإذا جلس مع أبيه أو أمه ساعة من نهار،
وجدته متململاً كأنما هو على الجمر، فهذا ليس ببار ، بل البار من ينشرح صدره لأمه وأبيه ، ويخدمهما على أهداب عينيه.
- مكارم الأخلاق
قد أَبهَرَ رزقُ الله عقولَ المتقين ؛
فلم يبقِ لهم فيه سَعةً لِأن يُخالوا كمّيتَه ولا كيفيتَه،
بل ولا وقت أوانه، قال ﷻ: ﴿ويرزقه من حيث لا يحتسب﴾، ولمّا علِم الله من رزقه زخَراً يفوقُ احتسابَ عباده له ؛ أراحَ من التفكير عقولَهم وطمْأنَ من القلق قلوبَهم فقال: ﴿لا يحتسب﴾.
قال سفيان الثوري رحمه الله:
(ليكن جليسك من يزهّدك في الدنيا ويرغّبك في الآخرة،
وإياك ومجالسة أهل الدنيا الذين يخوضون في حديث
الدنيا، فإنهم يفسدون عليك دينك وقلبك،
وأكثر ذكر الموت وأكثر الاستغفار مما قد سلف من ذنوبك وسل الله السلامة لما بقي من عمرك.)
حلية الأولياء (7/82
"لا تستحِ من الله أن تطلبه أمانيك التافهة،
أن تسأله تحقيق أحلامك الصغيرة،
أن ييسر لك تفاصيلك الدقيقة،
لا تستحِ من الله أبداً،
هو الوحيد الذي يسعد بك عندما تُلحُّ عليه كثيراً
لا يمل من الإنصات إليك
الوحيد الذي لو أتيته تمشي أتاك هرولة
اسأل الله ما شئت
فهو القادر "!
دخلت المسجد ورسول الله ﷺ
جالس فلما غابت الشمس قال يا أبا ذر هل تدري أين تذهب هذه
،
قال قلت الله ورسوله أعلم
،
قال فإنها تذهب فتستأذن في السجود
فيؤذن لها وكأنها قد قيل لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها
.
متفقٌ عليه
—
من أنكر سجود الشمس لله ﷻ قد كفر والدليل
من أخلاق البخاري
قيل للإمام البخاري رحمه الله تعالى:
كيف ﻻ تدعو الله على هؤﻻء الذين يظلمونك ويتناولونك ويبهتونك؟
فقال :
قال النبي ﷺ :
اصبروا حتى تلقوني على الحوض .
- سير أعلام النبلاء( 461/13 ) -
لا يُطهّر القلوب من النفاق مثل ذكر الله، ولا ينجّسها به مثل إطلاق النظر والسمع لما لا يرضي الله، فالعين والأُذن تُدخل النفاق واللسان يُخرجه