يشعر بأنه قد ظلم زوجته السابقة ، فكيف يتوب من ذلك الظلم ؟
السؤال
أنا تزوجت ، وكنا غير متوافقين في الفكر والالتزام وأنجبنا ولداً ، وبعد ذلك طلقتها ، وأنا الآن أعرف أني ظلمتها كثيراً ، وهي تزوجت وأنا تزوجت ، فكيف أرد مظلمتي لها ؟ وهل يمكن أن يجمعني الله بإنسانة صالحة وأنا ظالم ، أم إنها مثلي أيضا ظالمة ، وابتلانا الله بعدم الإنجاب لمدة طويلة ، بدون أسباب ، فهل هذا عقاب وكيف أتوب من ذلك ؟
نص الجواب
موضوعات ذات صلة
الحمد لله
أولاً :
مادام قد حصل بينكما فراق ، وذهب كل واحد منكما إلى حال سبيله ، فليس عليك إلا التوبة إذا كان قد وقع منك ظلم على تلك المرأة ، والتوبة في هذا ، تكون بالتحلل وطلب العفو منها ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : ( مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ ، قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ ، أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ ) رواه البخاري (2449) .
وعليه ، فإذا أمكن أن تطلب منها العفو مباشرة ، أو عن طريق شخص قريب منكما ، يمكنه أن يوصل لها ذلك ، فالحمد لله .
على أننا في الحال المذكورة لا نرى أن يحصل منك ذلك ، ولو بالواسطة ، فقد تزوجت المرأة ، وصارت إلى غيرك ، ولم يعد من الملائم أن يحصل بينكما تواصل ، ولو بصورة غير مباشرة ، إلا أن يأذن زوجها ، ويرضى بمثل ذلك ، أو يكون عن طريقه هو ، وهو أمر نراه متعذرا .
فيكفي في هذه الحال الدعاء لها ، وأن تكثر من سؤال الله أن يقبل توبتك في حق تلك المرأة التي قد ظلمتها .
وإن كان هناك مظلمة مادية : كأن يكون لها عليك حق من صداق أو نحوه ، فالواجب عليك أن ترده إليها ، أو تتحللها منه . ولا يظهر في هذا من المفسدة ما يكون في الأمور المعنوية .
ثانياً :
لا تلازم بين صلاح الزوجين أو فسادهما ، فقد يكون الرجل صالحاً وامرأته دون ذلك ، والعكس كذلك ، وقد سبق بيان هذا المعنى في السؤال رقم : (10376) ، والسؤال رقم : (95733) فينظر فيهما للاستزادة في ذلك .
وحرمانكما من الولد قد يكون بسبب الذنوب ، ومن ذلك ظلمك السابق لتلك المرأة ، فالإنسان قد يُحرم الولد بسبب الذنوب ، كما أنه قد يرزق الولد والمال بسبب التوبة والاستغفار ، كما قال تعالى : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) سورة نوح / 10-12 .
قال ابن كثير رحمه الله :
" قوله : ( ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) أي : إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه ، كثر الرزق عليكم ، وأسقاكم من بركات السماء ، وأنبت لكم من بركات الأرض ، وأنبت لكم الزرع ، وأدر لكم الضرع ، وأمدكم بأموال وبنين ، أي : أعطاكم الأموال والأولاد ، وجعل لكم جنات فيها أنواع الثمار ، وخللها بالأنهار الجارية بينها " .
انتهى من " تفسير ابن كثير " (8/233) .
فعليكما بالتوبة عموماً وكثرة الاستغفار ، والأخذ بالأسباب الحسية التي تساعد على الإنجاب ، رزقكما الله الذرية الصالحة التي تقر بها العيون .
والله أعلم .
dauv fHki r] /gl .,[ji hgshfrm K t;dt dj,f lk `g; hg/gl ?
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|