03-18-2019, 07:43 AM
|
|
|
|
|
مواقع تفكك.. وليست «تواصل اجتماعي»
أعجبني كثيراً مصطلح مواقع التفكك الاجتماعي لا التواصل الاجتماعي.. صحيح ان هناك مجاميع وفرقاً ما كانت لتتحدث مع بعضها وتتواصل لولا وجود هذه المواقع الاجتماعية، ولكنها في نفس الوقت ألغت الكثير من المشاعر والعواطف.
التخاطب بالكتابة سهل كثيراً العلاقات وتبادل الرأي والاتفاقات، ولكن هذه الوسائل بنفس الوقت ألغت الدفء الذي كان يحيط بالأسرة الواحدة، حتى أصبح لكل واحد محيطه وعالمه ووقته، الذي أكل كثيراً من وقت الاسرة او العائلة.
أخصص كلامي هنا للجو العائلي والأسري فقط، فبدل ان تسمع الأم صوت أبنائها كل صباح، وهم يلقون التحية عليها او العكس.. اكتفوا بـ«صباح الخير يمة» أو «شلون صرتي الحين بنتي»؟! حتى النكتة ضاعت معها بهجة الضحكة وجمال الصوت وانشراح الوجه، فاستبدل ذلك بوجه رُسمت عليه علامات الضحك، وكذلك عند تبادل خبر مؤسف أو حزين.. أبت مشاعر الحزن والأسى.. واستبدلت بوجه عابس أو دموع متطيرة من الأعين.. لم نعد نشعر بدفء الكلمات وبهجة الضحكات، ولم نعد نشعر بلحمة المواساة وتأثير الطبطبة على الاكتاف او المسح على الرأس.
«ابو فلان متى جاي على الغدا…» عبارة مكتوبة تصل إلى الطرف الآخر مع رنة.. تختلف كلياً عندما يسمعها ابو فلان من أم فلان بكل حب وحنان.. أو ولهت عليك صديقتي العزيزة.. تصل عبر رسائل التواصل جافة ناشفة، تبخر منها ماء الحب والغلا.
كل عام وأنت بخير يا أحلى أب مكتوبة.. تختلف كثيرا وكثيرا جدا عن تأثيرها عندما يسمعها الأب من ابنه او ابنته وجهاً لوجهاً، او حتى عبر الهاتف.
عظم الله أجركم بفقيدكم.. أسكنه الله جنان النعيم، وهي مكتوبة.. جافة وظمأى، مقارنة بما يشعر فيه المصاب عندما يسمعها من محبيه بكل ما تحمل من مشاعر الدفء والتقدير والمواساة.
اليوم تقلصت متطلباتنا الاجتماعية من ضرورة او تفضيل وجود الزيارات او الوصول للمكان للتهنئة او التعزية او التواصل.. الى الرضا بالمكالمات الهاتفية بدل الرسائل المكتوبة.. وهذا يدل على اننا باتجاه جفاف المشاعر وقطع اواصرها.
مبروك خطوبة بنتك… الله يبارك فيج ويوفق اللي عندج.. كلمات كلمات كلمات… دون ان تتلمس أم المخطوبة صوت الفرح الذي يشاركه بها الآخرون… حتى الزغروطة او اليباب اصبحت مرسومة، وترسل عبر الرسائل.. تعبيرا عن الفرحة بالخبر أو المناسبة.
بالنهاية.. انا مثلكم.. أصبّح وازغرط بالكلمات.. وابصم بالعشرة ان الكثيرين مثلي يتمنون ان تعود مشاعر ودفء الكلمات المسموعة ورنة الصوت المبتهج والاحساس بالحزن والتألم من الطرف الآخر.. لتحل محل الكلمات قدر الامكان.
ولكننا في النهاية يجب ان ندفع ضريبة التطور وثورة الاتصالات.. من مشاعرنا وأحاسيسنا.. ومن نسيج العلاقات الاسرية والاجتماعية وتقاربها.. الا ان دفء الكلمة وشعور الرؤية لا يعوضهما كم الكلمات والصور والاشكال المرسلة عبر مواقع.. التفكك الاجتماعي
l,hru jt;;>> ,gdsj «j,hwg h[jlhud» h[jlhud» jt;;>> ,gdsj
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 01:45 PM
|