اكتست أراضي الشمال بالبساط الأخضر، وذلك بعد أمطار الخير التي هطلت على المنطقة هذا العام بمواقيت الوسم، حيث كانت كفيلة بتحول الحقول خضراء، وتلون جبالها بالبنفسجي. فيما لبست منطقة الحدود الشمالية حلتها الخضراء في موسم مميز، حيثُ كان لكثافة الأمطار خلال الشهرين الماضيين أثر على أرض وفياض المنطقة، بينما تزينت جبالها باللون البنفسجي من نبتة “اليهق”، وفياضها بخضار الصفار، والبابونج، والأقحوان. وقال الشاعر أحمد الضافي، وهو أحد سكان مدينة عرعر بأن “ربيع هذه السنة نسانا ربيع عام 1418″، وبمناسبة هذا الربيع كتب الضافي أبياتا قال فيها: يازين عرعر شوفو جبالها زرق تشبه خطاة المهره المعنقيّه لظلم سماها ثم شعشع به البرق وسالت بدينه والمرى والبقيّه رسمه رسمها منشي الكون والخلق تلقابها الفاطر وتلقى اللقيّة كلاً مربع بس عرعر بها فرق وقلوب اهلها صافيات ونقيّه
“شعيب الأقرع”: المكان الأكثر جذباً هذا العام، حيث يبعد عن مدينة عرعر باتجاه الشمال قرابة الـ 60 كيلو وعن مدينة سكاكا باتجاه الغرب قرابة 70 كيلو، حيث نمت فيه الأعشاب بشكل كبير وجذب الأهالي، وهو متنفس الشتاء الأول للمنطقتين. كما تُعد منطقة الحدود الشمالية منبتا للفطر الطبيعي الموسمي “الفقع”، والذي ينبت نتيجة الأمطار في وقت الوسم، ويثمر وينمو في الربيع، كما له أنواع كثيرة، منها “الزبيدي” و”الخلاسي” و”الكما”. ويباع “الفقع” بمبالغ عالية، حيث تصل قيمة الـ 5 كيلو إلى 500 ريال تقريباً، وذلك في أسواق موسمية، ويُعتبر هذا الغلاء لندرته وصعوبة الحصول عليه، حيث إن عملية البحث عنه شاقة جداً.