السلام النفسي يمنح الإنسان القوى اللازمة من أجل تخطي الصعاب التي تواجهه في حياته، سواء في العمل أو المنزل أو حتى في تعامله مع الآخرين، فالإحساس بالرضا من أجمل وأحسن الطرق التي تؤدي للسلام النفسي، فمن خلال الرضا والقناعة تستريح النفس، ويرتاح البال ويهدأ القلب.
إن السلام النفسي هو قمة الهرم الروحي للعيش بسعادة وهناء وراحة بال، ويأتي بعد تأسيس المبادئ التي تحقق عملية شحن القلوب، وهذه التعبئة الذاتية لا تأتي دفعة واحدة، وإنما من خلال تدريب نفسي طويل ومستمر على الشعور بالثقة، اعتماداً على أساس الكفاءة، سواءً كانت كفاءةً فنية في المعرفة والخبرةً أو كانت كفاءة المبادئ واختبار المسلمات، وأيضاً التدريب على التعامل مع الغير وفق أساس الكسب المشترك.
الطريقة الأمثل لتحقيق الانسجام مع الذات:
أولاً، من الطرق البديهية للانسجام مع الذات هو عدم الحكم المسبق على الشكل أو المضمون، فمتى وضع المرء أمامه مجموعة من العقد والحواجز فهو بذلك لن يتمكن من تحقيق
الانسجام مع نفسه، وسيقيس الآخرين على معياره الفردي أو يقيس نفسه على معيار الآخرين.
ثانيًا، الأساليب المساعدة على
الانسجام مع الذات تكمن في القيام ببعض النشاطات التثقيفية أو المحببة لدى الإنسان، مع السعي إلى تحقيق بعض الإنجازات المهمة التي يرغب الجميع في الوصول إليها، فبعض التغيير في الحياة يمكن أن يضفي قيمة كبيرة على نفسية الإنسان.
ثالثًا، لا تكوني حادة جدًا في انتقاد نفسك، ولا تقومي بالتذمر من كل شيء تواجهينه في الحياة، وتعتبرين أنك غير قادرة على تحقيق ما هو مطلوب منك، بل على العكس قومي بمواجهة الأمور، ولو فشلت في المحاولة الأولى، لا تيأسي واستمري في المحاولة.
رابعًا، لا تلومي نفسك لكل مشكلة تحصل معك في الحياة أو في العمل أو في العائلة، فبعض الأمور تحصل من دون سبب مباشر، إنما المشاكل تقع مسؤوليتها على الطرفين في حال كان خلافًا حادًا، أو على بعض الأمور الطبيعية التي تطرأ في الحياة ولا داعي لتعظيمها وتضخيمها وتحميلها العبء الذي لا طائل منه.