02-25-2019, 09:44 AM
|
|
|
|
|
زيادة الكهرباء عند الأطفال
زيادة شحنات الكهرباء عند الأطفال
هو خللٌ في أحد أعصاب المُخ، يتتج عنه اضطرابات في استقبال الإشارات الكهربائيّة الواردة للدّماغ فتظهر على شكل اختلاجاتٍ وتشنّجاتٍ واهتزازاتٍ تُؤثّر على الجهاز العصبي للطّفل، وعلى معدّل ضربات القلب. يُمكن أن تظهر الاهتزازات واضحةً أثناء عمل تخطيط كهربائي للدّماغ وهي من الإجراءات المهمة كعلاجٍ أولي للاطمئنان على صحة الطّفل.
أنواع زيادة الكهرباء عند الأطفال
يتعرّض بعض الأطفال في سنوات عمرهم الأولى لبعض الاختلاجات النّفضية، أو الرّمعية العضلية في أحد الأطراف كاليدين أو الرّجلين، أو في أحد أعضاء الوجه كالعينين أو الفم، وبعضهم قد يُصيبهم تشنُّجٌ كاملٌ في الجسم يُصاحبه فقدانٌ تامٌ للوعي مع ارتفاع درجة حرارة الجسم الدّاخلية، وانقلاب العينين إلى أعلى، وشحوب الوجه، وزرقة الفم، وصُعوبة في التّنفس، وخروج الزّبد من الفم، ومنهم من يتعرّض إلى نوبات التّغيب الصُغرى التي يُصاحبها سرحان بسيط يكاد لا يُذكر، وكأنّه خللٌ كهربائيٌّ يصيب الدّماغ ويُفقد اتصال الذّاكرة بكل شيءٍ بالمحيط الخّارجي لثوانٍ معدودة وتسمى نوباتٍ جزئيّة.
قد تتطور النوبات مع مرور الوقت لتزداد مدّتها ويُصاحبها ارتخاءٌ في أحد أطراف الجسم، وقد تؤدي لسقوطٍ ووقوعٍ مفاجئ، وقد تتطور إذا لم يتم علاجها لتتحول إلى حالةٍ صرعيةٍ تجمع بين صنفين أو أكثرمن أنواع النّوبات المُركبة، وقد تبلغ ذروتها إلى أصعب حالات الصّرع الذي يفقد خلالها الطّفل وعيه التّام لفترةٍ قد تمتد تدريجياً لتصل لنصف ساعةٍ ويدخل بعدها بنومٍ عميق قد يصل إلى السّاعتين.
هنالك أنواع من زيادة الكهرباء الخاصة بالأطفال تُصنف ضمن النّوبات البسيطة الجزئية، وأخرى تُصنّف من النّوبات الجزئية المُعقدة، ونوع آخر يُطلق عليه الصّرع الرّولاندي والذي يتميّز بالنّوبات الحسية والحركية ويؤثِر على الّلاوعي عند الطّفل، وعلى سماته الحركية، والانفعالية والنّفسية، والسّلوكية، كزيادة إفراز الّلعاب وتقلُصات الفم والبلعوم، والتّنميل والوخز، وعدم المقدرة على الكلام، والإحساس بالرّغبة بالتّقيؤ، وظهور أصواتٍ في الحلق والحنجرة عند النوم، وصعوبة البلع والكلام، وتخف أعراض هذا النّوع من النّوبات عند بلوغ الطّفل السّادسة عشر من العمر.
أعراض زيادة الكهرباء عند الأطفال
تؤثر الكهرباء الزّائدة على مزاج الطّفل وتزيد من عصبيته وانفعالاته، وقد تُصيبه بنوباتٍ من الضّحك الهستيري، أو البكاء المستمر دون سبب، وبعض الأطفال يستيقظون من نومهم مفزوعين ويستمر بكاؤهم لوقتٍ من الزّمن دون توقف مع وضع اليدين على الرّأس نتيجة الإحساس ببعض التّنميل، أو الخدران، أو التّشويش، ووجع الرأس، أو بسبب ارتفاعٍ مفاجئ في درجة حرارة الجسم، وبعض أنواع زيادة الكهرباء تؤثر على نطق الأطفال وتُؤخِر كلامهم بسبب نشاط الشّحنات الكهربائية في منطقة الدّماغ التي يُوجد بها العصب المسؤول عن السّمع والنّطق، وتُسبب لهم تأخُراً في مواكبة الأطفال بعمرهم فيضطرّون لاستخدام الأطراف كوسيلة لغة للتّعبير إلى ذويهم.
إنّ الأنواع الأخرى التي لا تتأثر فيها مراكز الإدراك يكون الطّفل فيها طبيعياً ويمارس حياته بشكلٍ طبيعي مع التّعرض لبعض الحوادث نتيجة الوقوع المفاجئ، أو نتيجة التّغيُّب المفاجئ والذي يستدعي إسعافه على الفور والذّهاب به إلى أقرب مستشفى، وبعضهم من يضعف تحصيلهم الدّراسي نتيجة الإصابة بنوبات سرحانٍ متكررة في المدرسة تجعلهم مُشتّتي الذّهن ويفقدون كثيراً ممّا تعلموه، وأغلب الأطفال يشعرون بالنّسمة قبل حدوث النّوبة وهي إحساس يأتي للطّفل يُنذُره بوقوع النّوبة ّإمّا تكون عن طريق شم رائحةٍ معيّنة أو هلوسةٍ بصرية أو سمعية، أو إحساسٍ مفاجئ.
علاج الطفل المصاب بزيادة الكهرباء
- مراقبة ودقة ملاحظة الأهل والأم خاصةً على حركات طفلها، ومدى تطوره واستجابته وتعلمه واستيعابه، وعدم الإغفال عن أيِّ حركةٍ غريبة قد يقوم بها الطّفل بشكلٍ ملفتٍ أو ملاحظ، وأن تحاول تشخيص حالة الطّفل مبدئياً بناءً على ما تُلاحظه لأخذه للطّبيب المختص ونقل الصّورة واضحة، فكثير من حالات زيادة الكهرباء قد يُهملها الأهل نتيجة عدم ملاحظتهم لها.
- إجراء تخطيط كهربائي دماغي للطّفل يمتدّ ليصل لنصف ساعةٍ أو أكثر لتحديد نوعية الشّحنات وتحديد العلاج المناسب، وإجراء صورة مسح طبقي دماغي للتّأكد من عدم وجود أورامٍ مُعيّنة في الدماغ تسبّب في حدوث خللٍ في النّشاط الكهربائي، وإجراء تحليل للدّم وبعض الفحوصات المخبرية التي يُحدِّدها الطّبيب فبعض الأطفال لا يظهر لديهم أيِّ أثرٍ للشّحنات الزّائدة في الدّماغ وتكون الشّحنات بسبب تدني مستوى بعض الفيتامينات الني يؤدّي نقصها لحدوث تشنُّجاتٍ واختلاجاتٍ في الجهاز العصبي، ويُمكن أن يطلب الطّبيب بعض الفحوصات الأخرى كإجراء تخطيط السّمع العادي وتخطيط السّمع الدّماغي العصبي، وتقرير بسلامة الطّفل من مرض التّوحد فبعض حالات الصّرع تصاحبها حالات توحّد وخاصّةً الحالات التي تُسبّب تخلفاً ملحوظاً بكلّ شيء للطّفل.
- إعطاء الطّفل العلاج المناسب الذي يُحدّده الطّبيب المختص، وقد يضطر الطّبيب لإدخال نوعين أو أكثر للسّيطرة على حالة النّشاط الكهربائي للدّماغ بجرعاتٍ محددة تُقاس كلِّ فترةٍ عن طريق أخذ عينةٍ من الدّم وتُحدد حسب طول ووزن الطّفل، ويستمرّ العلاج من سنتين إلى ثلاثٍ من آخر نوبةٍ تمّ السّيطرة عليها، وبعد انتهاء مدّة العلاج يبدأ الطّبيب بسحب الدّواء تدريجياً حتّى لا يُسبب حدوث انتكاساتٍ له ويتم وقف الدواء نهائياً عند التّأكد من عدم معاودة النّوبات مجدداً.
- إبعاد الطّفل عن مصادر الضّوضاء المزعجة والأنوار الصّاخبة كالتّلفاز أو القرب منه، وعدم تعرّضه لحرارة الجو العالية أو أيِّ ضغطٍ نفسي شديد.
- تهيئة جو مناسب للطّفل المُصاب بشُحناتٍ كهربائية تُسبّب تأخراً في نموه الذهني والإدراكي والعقلي من خلال إرساله إلى المدرسة ليتواكب مع من هم في جيله بالاتّفاق مع إدارة المدرسة لعدم تعرُّض الطّفل لأيّ ضغطٍ قد يعود عليه سلباً ويؤدّي لانتكاسته، وتهيئة جوٍ لإدماج الطّفل مع أقرانه باللعب والتّعلم والاعتماد على نفسه وزرع الثّقة في شخصيته.
- الحوار مع الطّفل من قبل الأهل وتوضيح بعض الأمور له بأنّ مرض زيادة الشّحنات أمراً ليس مُعيباً وهو كأيِّ مرضٍ يُمكن الشّفاء التّام منه، ومعاملة الطّفل من قبل الأهل معاملةً طبيعيّةً وعدم تمييزه كثيراً عن إخوانه حتّى لا يُفسده الدّلال الزّائد، فالأطفال المصابون بالشّحنات الزّائدة أغلبهم أطفالٌ حساسون جداً ومنهم فئة شديدة الذّكاء.
أسباب زيادة الكهرباء عند الأطفال
تختلف الأسباب المؤدية لزيادة نشاط كهرباء الدّماغ؛ فبعض المواليد حديثي الولادة قد يخضعون لولادةٍ مُتعسّرة تُسبب لهم نقصاً بالأكسجين الواصل للدّماغ، أو التّعرض لإحدى الضّربات المفاجئة للرّأس أثناء الولادة، وغالبا ما تبدأ أعراض نوبات زيادة الكهرباء بالظّهور ما بين الأربع والثمانية أشهر إلّا في حالاتٍ نادرةٍ تظهر من الأسبوع الأول. - وجود بعض الأورام الخلقيّة في الدّماغ أو بعض أنواع الالتهابات يؤثّر على مسار النّشاط الصّحيح لكهرباء الدّماغ، ويؤدّي لحدوث خللٍ ونوبات تشنجٍ متكررة.
- الاستعداد الجيني الوراثي للأمراض العصبية؛ فيولد الطّفل بجيناتٍ مهيّئة لاستقبال المرض.
- الإصابة ببعض الالتهابات المخيّة كالسّحايا أو التّسمم بالمعادن والرّصاص.
أدوية شحنات الكهرباء الزّائدة
يصف طبيب الأعصاب المختص الدّواء المناسب للطّفل وفقاً لسيرته المرضية المنقولة من الأهل، وحسب نتائج التّخطيط الدّماغي وبيان نوع الشّحنات وتصنيفها، وتتمّ مراقبة الطّفل إلى أنّ يتحسن، ويمكن أنّ يقوم الطّبيب بإدخال نوعٍ وسحب نوعٍ آخر من الدّواء حتّى تتم السّيطرة على النّوبات والشّحنات الزّائدة.
على الرّغم من أنّ أغلب أدوية الشّحنات الزّائدة لها أعراض كنقص الصّفائح، والهلوسة، وآلام البطن، وتساقط الشّعر، وزيادة الوزن، أو فقدان الشّهية، وزيادة الاختلاجات في أول فترة العلاج، إلاّ أنّها جميعها أعراضٌ قد تخف مع المدة وتزول مع وقف الدّواء، ويجب أن تكون الغاية الأولى المرجوّة للطّفل هي السّيطرة على النّوبات وخلل كهرباء الدّماغ وسحب الدواء تماماً بعد إتمام مرحلة العلاج، لكن يجب التّنويه بأنّ بعض أصناف الدّواء الجديدة قد لا تُناسب طفلاً معيناً وقد تسبّب له حالةً هستيريّةً جنونيّة فيجب المتابعة عند تلقي أيِّ علاجٍ مع الطّبيب أولاً بأول لتفادي حدوث مثل هذه الانتكاسات.
.dh]m hg;ivfhx uk] hgH'thg hg;ivfhx
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 12:30 PM
|