أتحسب أن في الدموع قوة ؟!
سؤالٌ قد يبدو غريباً للوهلة الأولى
خصوصاً على أولئك الذين تعلموا من صغرهم أن البكاء للضعفاء
وأنه ليس من شيم الرجال وسماتهم
سؤالٌ غريب على أولئك الذين يُخفون دموعهم خشية ” كلام الناس” فيحبسونها ويموتون
سؤال نطرحه هنا لعلنا نعيد للدموع هيبتها ومكانتها في كتاب الكون والحياة والإنسانية،
وسنبقى نردد أتحسب أن في الدموع قوة ؟!!.
الدموع: قطراتٌ محملة بالمشاعر والأحاسيس والانفعالات
متفاعلةٌ فيما بينها منتجة مركباً حيوياً دافعاً
تتساقط من غيوم العيون، تلك التـي إذا ما نظرت فيها ستنبئك بالحال
وستعطيك مؤشراً على الأحوال، لتسبح فوق أسطح صحراوية ترويها وتعيد لها الحياة.
إذن هذه هي الدموع التي يحاول الكثير منّا إخفائها بابتسامات خادعة، ومقاومة هشة
وهروب إلى بعيد، دموعنا هي أشواقنا فلماذا نخفيها.. دموعنا مشاعرنا فلماذا نكبتها..
دموعنا أسرارنا غير الناطقة فإلى متى نحاول كتمانها.
ليست الدموع مؤشراً على الضعف، وليست دلالة على العجز أو اليأس
بل هي علامة على حياة الإنسان وقوته وحتى صلابته
وهي إهداء النفس للنفس، ودلالة النضج النفسي.
حاول أن تمرر على ذاكرتك مشهداً من مشاهد البكاء المتكررة في حياتنا
لترى أن فيها ذلك الجانب المشرق وتلك الزاوية المضيئة والتي كلها قوة على قوة..،
وبعد هذا نسأل: أتحسب أن في الدموع قوة ؟
نعم” إنّ في الدموع قوة ”
لأن في كل قطرة من دموع عينيك انتصار حققته وفوز أحرزته
فكم تغلبت على الصعاب وكم قهرت من العقبات لتصل إلى ما وصلت إليه
وكم من المشاق التي تجاوزتها ساعياً لتحقيق ما تصبو إليه، أوليس ذلك قوة.
نعم فلتذرِف الدموع، اذرفها فرحاً وابتهاجاً وانتصاراً
ولا تلتفت لأولئك المتهامسون هناك، فستظل بدموعك قوياً
نعم فلتبكِ وعبر عن مشاعرك وأحاسيسك وعواطفك
وأفض بها على من جفت ينابيعهم
ولا تلتف إلى أولئك الذين كتموا وكبتوا فاختنقوا.
ابكي..فالذي يبكي هو الذي يمزق كل الأقنعة والاعتبارات وكل الأدوار الإجتماعية
ابكي فتلك القطرات المتلألئة لم تخلق عبثاً.
فتحية مروية بدموع العينين، لكل الذين أعطونا دروسا في الثبات والإصرار والنجاح.
تحية لكل الذين
سالت دموعهم: انتصارا … حرية… ونهضة
سالت دموعهم: قهراً.. وحزناً.. وألما..
تحية لهم فقد علمونا القوة.. وفي العينين دمعة ؟
كل الود