وفي التفاصيل، دعا الرئيس السوداني خلال خطابه المحتجين للجلوس على طاولة الحوار لتجنيب البلاد المصائب، مشددًا على أن وثيقة الحوار الوطني أساس متين للمّ شمل القوى السياسية في الداخل والخارج.
ودعا "البشير" البرلمان السوداني إلى تأجيل النظر في التعديلات الدستورية المطروحة عليه لإتاحة الفرصة للمزيد من الحوار، مجددًا العهد على أن يكون رئيسًا على مسافة واحدة من الجميع من الموالاة والمعارضة.
وحث قوى المعارضة التي لا تزال خارج الوفاق الوطني على الانخراط في الحوار، مطالبًا حَمَلة السلاح بالتخلي عن العنف، والانخراط في العملية السياسية، كما دعا القوى السياسية إلى استيعاب المتغير الجديد في المشهد السياسي والاجتماعي، وهو الشباب.
وأعلن الرئيس السوداني رفضه لغة الإقصاء، والعمل على حلول تحفظ أمن البلاد واستقرارها، قائلاً: "إن الاختيارات الصفرية والعدمية لن تحل أزمة السودان". مشيرًا إلى "أهمية الحوار من منطق لا غالب ولا مغلوب".
وشدد "البشير" على أن "نظام الحكم اللامركزي هو الأفضل لقيادة بلاد متنوعة ومتعددة مثل السودان. موضحًا أنه "لم يترك بابًا للسلام والاستقرار إلا طرقه". وقال إن السودان "يجتاز مرحلة صعبة ودقيقة من تاريخه الوطني"، مؤكدًا أن "البلاد ستخرج أقوى من هذه الأزمة، وستكون أكثر إصرارًا على البناء".
وذكر أن البلاد شهدت مطالبات مشروعة بترقية الأوضاع العامة، موضحًا أنه حرص على تمكين الأحزاب والأفراد من ممارسة حرياتهم.
وجاءت كلمة البشير مساء الجمعة عقب انتهاء اجتماعه مع المكتب القيادي للحزب الحاكم، وأكد أن البعض حاول القفز على المطالب وقيادة البلاد إلى مصير مجهول.
وأضاف: "أننا لن نيأس من دعوة الرافضين إلى الجلوس تحت سقف الوطن بما يجنب البلاد النزاع". مؤكدًا "الانحياز للشباب، وتفهم أحلامهم المشروعة".
وكان صلاح عبد الله قوش، مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني، قد أعلن في وقت سابق مساء الجمعة أن الرئيس السوداني البشير باق رئيسًا للجمهورية، مؤكدًا أنه لن يترشح لفترة رئاسية ثانية، وأنه سيوقف إجراءات تعديل الدستور. مجددًا التزام الحكومة السودانية بمكافحة الفساد.
وتأخرت كلمة البشير من داخل القصر الجمهوري بسبب الاجتماع الاستثنائي للمكتب القيادي للحزب الحاكم.
وفي غضون ذلك، أفادت مصادر سودانية بإعلان حال الطوارئ في البلاد، وأن الرئيس البشير سيتخلى عن رئاسة الحزب الحاكم، بينما يواصل ممارسة مهامه بوصفه رئيسًا للسودان.
ونقل مراسل قناة "العربية" عن مصادر سودانية أن البشير سيعلن عزوفه عن الترشح لولاية رئاسية جديدة في السودان.
وقال مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني إن الرئيس البشير سيعلن حالة الطوارئ في السودان، وسيحل الحكومتين (المركزية والولايات)، كما سيوقف إجراءات تعديل الدستور التي تسمح له بالترشح لفترة رئاسية جديدة.
إلى ذلك، أكد قيادي في الحزب الحاكم أن الفترة التي تسبق الانتخابات تستدعي أن يكون البشير رئيسًا قوميًّا للجميع.
وقال حزب الأمة المعارض إن "السلطة الحالية لا تحترم الحوار، ولا تحترم إرادة الشعب السوداني".