يفضّلُ جسمُ الإنسان بطبيعته الجوّ المعتدل، حيثُ لا يتحمّلُ الحرّ الشديد ولا البرد الشديد، ولهذا عمدَ الإنسان منذ وجوده على الأرض إلى اختراع واستحداث وسائل تساعدُه على تعديل حرارة جسمه، وتوفير الجو الملائم للمعيشة، فاستخدمَ النار للتدفئة شتاءً، والماءَ للتبريد صيفاً، ولكن هذه الوسائل البدائيّة لم تُجدِ نفعاً، فاخترع الإنسان عدّة أشياء جديدة تساعد على توفير الجوّ المناسب. سنتحدّثُ في هذا المقال عن الوسائل المختلفة التي استخدمَها الإنسانُ في الماضي للتبريد.[١]
السرداب: وهو بناءٌ استحدثَه الإنسان ليوفّرَ جواً بارداً مناسباً في الصيف، وهو عبارة عن غرفةٍ واسعةٍ تُبنى تحت سطح أرضيّة البيت قبل بناء البيت، ويوضع سلمٌ للوصول إليها، وتُنبنى فوقها بقيّة غرف المنزل سواءً من طابقٍ واحدٍ أو طابقين، وبهذا يعزل السرداب عن أشعة الشمس الحارقة، ويصلُ الهواء البارد إلى السرداب من خلال المجرى الهوائيّ المتصل بسطحِ البيت العلويّ، وبهذا يكونُ السرداب مكاناً بارداً يستطيع الإنسان العيشَ فيه خلالَ ساعاتِ النهار في الصيف الحارّ.[١]
العاكول: وهو حاجزٌ مزدوجٌ من سعف النخيل، بينهما طبقةٌ من العاكول وهي الأشواك البريّة، ويثبت بالخيوط ويوضع أمامَ باب البيت، ويرشّ بالماء البارد، وعند مرور الرياح من عنده حتّى لو كانت رياحاً حارةً فستتحوّلُ إلى هواءٍ منعشٍ باردٍ عندما تمرّ من خلال العاكول لتدخلَ إلى البيت وتبرّدَ على أهل البيت.[٢]
البادكير: وهو بناءٌ يأخذُ شكلَ المثلّث الأجوف، يكون بقاعدةٍ مساحتُها حوالي متر، ولا يزيدُ ارتفاعُه لا يزيد عن المتر أيضاً، ويُبنى هذا المثلث فوق سطح البيت ويفتح من الجهة الشرقية، ويربط مع البيت من خلال مجرىً للهواء، حيث يوصل الهواءَ الشرقيّ البارد إلى البيت، وفي أغلب الأحيان يُربط البادكير بالسرداب لإيصال الهواء االبارد إليه.[٣]
الهواية أو المروحة اليدويّة: هي وسيلةٌ بدائيةٌ للتبريد، وهي عبارةٌ عن مجموعةٍ من الورق، سواءً ورق النخيل أو أيّ نوعٍ من أوراق الأشجار تُرصّ بجانب بعضها البعض وتُثبّت على عمودٍ خشبيٍّ، وتُستعمل للتهوية.[١]
وسائل تبريد المياه
القربة: هي عبارةٌ عن جلد الماعز المنظّف والمدبوغ، والذي يُخاط عند الأرجل ثمّ يوضعُ فيه الماء، وتوضع القربة في مكانٍ جافٍّ في الظلّ حتّى تحتفظ بالماء بارداً فترةً طويلةً.[٤]
جرة الفخار: وهي جرةٌ صغيرةٌ من الفخار وتُعرف بالزير، وتكون عريضةً من الأسفل وضيّقةً من الأعلى، وهي من أفضل وسائل حفظ الماء بارداً، وما زال البعضُ يستخدمُها حتّى أيامِنا هذه.[٥]