هناك العديد من اللغط والتداخل بين المفاهيم العاطفية في حياة البشر وخاصةً عندما يتعلق الأمر بتوأم الروح وشريك الحياة فعلى الرغم من أنه من المنطقي بأن من المرأة التي اخترتها لتكون شريكة حياتك تعني لك الكثير لكن هناك فرق واضح وكبير بين مصطلح توأم الروح وشريك الحياة .
فتوأم الروح هو ذلك الشخص الذي يدخل إلى حياتك ويعمل على إثرائها وإكسابك المزيد الخبرات الحياتية ويدفعك دائماً نحو التطور والنمو وتكون شخصيتك بالنسبة له كالكتاب المفتوح ومساعدتك في البقاء دائماً في أعلى حالة ممكنة من الوعي المجتمعي وبالتأكيد توأم الروح لا يجب أن يكون من الجنس مغاير على الإطلاق فيمكن أن يكون توأم الروح أحد الأصدقاء المقربين أو فرد من أفراد العائلة من الذكور .
أما شريكة الحياة فهي بالتأكيد المرأة التي اخترتها لتشاركك سنوات العمر القادمة والتي بالتأكيد تكون أهل لثقتك وشخص تعتمد عليه في حياتك وسند لك في الكثير من الأمور وشخص تسند له الكثير من المهام التي من أهمها تربية الأطفال ونشأتهم نشأة صالحة .
وبعد تسليط الضوء على تعريف كل من المصطلحين وفق ما يصنفه خبراء علم النفس ومتخصصي علم الاجتماع هناك بعض الاختلافات الجوهرية التي لا يجلب الخلط بينها فيما يتعلق بشريكة الحياة وتوأم الروح ومن أهمها :-
1- تعلم الدروس
كما ذكرنا من قبل توأم الروح ليس شرطاً أن يكون من الجنس اللطيف تجمع بينكما علاقة عاطفية رومانسية بل على العكس تماماً فهو من الممكن أن يكون زميل في العمل أو صديق او حتى أحد أفراد العائلة الذي يثري حياتك نجحو الأفضل عن طريق التوجيه الإيجابي وإضافة المزيد إلى رصيد خبراتك الحياتية على كافة الأصعدة .
ولكن ولأن الأمور الجميلة لا تستمر إلى الأبد فغالباً ومهما بلغت درجة التقارب بينكما فإن توأم روحك سوف يختفي ويغيب عن حياتك تدريجياً بشكل لا إرادي دون حتى أن تشعر بأن الحياة تلعب دورها في التفريق بينكما بعد أن تغيرت شخصيتك ونظرتك إلى الواقع بسبب الإثراء الكبير الذي منحك إياه مقابلة توأم روحك .
أما شريكة الحياة فهي غالباً من تكون المرأة التي تحبها والداعمة لك والتي يجمع بينكما بعض الاهتمامات المشتركة ولعل الفارق الأكبر بين شريكة الحياة وتوأم الروح بأنه شريكة حياتك ستظل باقية معك إلى الأبد بغض النظر عن التحديات والمحن التي ستمر بها . 2- فارق في طبيعة العلاقة
<b>
العلاقة التي ربطت أو لا تزال تربط بينك وبين توأم روحك هي بلا شك علاقة قوية تتغلل عميقاً في القلب والعقل ولكنها على الرغم من ذلك عنيفة ومتقلبة تجعلك تعاني بسبب تحولاتها الكثيرة والمتعددة الناجمة عن تلك العلاقة والمرتبطة بتعليمك الكثير من الأمور عن الحياة كما ذكرنا من قبل .
أما بالنسبة لعلاقة مع شريكة حياتك فأنت تصل خلالها إلى مرحلة من الرضى الذاتي عن النفس بحيث يصعب على التغير فأنت تحب نفسك كما هي ولا تمتلك الاستعداد النفسي لتبديل شخصيتك بأخرى كما تتميز العلاقة بين الشخص وشريكة حياته عن نظيرتها مع توأم الروح بالراحة النفسية والاستقرار واحتمالية استمرارها إلى الأبد .
3- اختلافات الجاذبية
</b>
هناك اختلافات كبيرة ومحورية في علاقة الشخص بتوأم وروحه وعلاقته بشريكة حياته فعلى سبيل المثال الشعور بالتناغم الفوري وأن هناك تفاهم كبير بين شخص ما بسبب طريقة التفكير المتشابهة ومواقف الطفولة المتماثلة وغيرها من الأمور الأخرى على الرغم من أنك قد تكون تتحادث معه للمرة الأولى من أهم ما يميز العلاقات بين الشخص وتوأم روحه فالجاذبية (الغير جنسية) الفكرية والمعنوية تكون واضحة وبقوة .
أما بالنسبة للجاذبية في علاقة الشخص بشريكة حياته فمن المنطقي أن تكون هناك الكثير من الاختلافات بين طرفي العلاقة ولكن تلك الاختلافات تعزز الاتصال العاطفي وتعمق من درجة تعلق كل طرف بشريكه ومع الوقت يكتسب الطرفان المزيد من الخبرة من بعضهما البعض تكتسب علاقة الحب طابع لمسات رائعة من علاقة الصداقة العميقة التي تدوم إلى الأبد مع توالي السنوات على الحياة الزوجية العاطفية التي تجمع بين الرجل وشريكته .
4- اختلاف في الإحساس
<b>
في الحقيقة لدى توأم الروح قدرات طبيعية عجيبة على فهمك والإحساس بك حتى دون حاجتك إلى ترجمة المشاعر والأفكار التي تشعر بها إلى كلمات فهو يفهمك بشكل حدسي طبيعي لا عن طريق التفاعل الجسدي أو البقاء على مسافة قريبة منك .
أما العلاقة بين شركاء الحياة مختلفة فهي وعلى الرغم من محاولة كل طرف فهم وتعلم واستيعاب رغبات وأفكار الطرف الاَخر إلا أن الوصل إلى نقطة يستطيع في طل طرف معرفة أفكار ومشاعر وأحاسيس الطرف الاَخر دون الحاجة إلى التحدث نادرة الحدوث جداً في الحياة الزوجية والعاطفية بين الرجل والمرأة .
5- خبرة حياتية أكبر
</b>
بالنسبة للعلاقة وطبيعتها بين الشخص والتوأم روحه فإنها تتميز كما ذكرنا من قبل بالتقلبات وأنها بالتأكيد ليست سهلة ودائمة التغير بسبب التعلم المستمر لقيم ومعاني وخبرات جديدة في الحياة كلما طال أمد العلاقة بين الشخص وتوأم روحه .
أما العلاقة بين الرجل وشريكة حياته فعلى الرغم من أنها تحتوي على الكثير من المحن والصعوبات الحياتية إلا أنها على الصعيد العاطفي أسهل وأكثر سلاسة لأنها قائمة على التواصل المستمر اليومي بين طرفي العلاقة وهذا النوع من العلاقات العاطفية الذي يحتوي على تواصل يومي دائم يعكس زواجاً ناجحاً بكل تأكيد .
وفي نهاية الموضوع لعل أبزر الفوارق العميقة بين شريك الحياة وتوأم الروح هو أن شريكة الحياة يتم بالاختيار في الظروف الطبيعية أما تكون علاقة وثيقة ومقربة بشكل غريب مع أحد الأصدقاء أو الزملاء أو أي إنسان اَخر أمر ليس اختياري بل قدري .